- محكمة في لاهاي تقضي بتعويض خمسة إيرانيين تعرضوا للهجوم بالغاز السام خلال الحرب الإيرانية العراقية.
- حكمت المحكمة على شركة "Forafina Beleggingen" الهولندية بأنها مسؤولة عن الإصابات الناتجة عن الغاز.
- لم تشارك الشركة في المحاكمة ولم تقدم دفاعاً خلالها.
أمرت محكمة لاهاي بالتعويض لخمسة إيرانيين تعرضوا للهجوم بالغاز السام على يد النظام العراقي بقيادة صدام حسين، وذلك لبيع شركة هولندية المواد الكيميائية المستخدمة بصنع الغاز في ثمانينيات القرن الماضي.
وقضت المحكمة في الدعوى التي رفعها خمسة إيرانيين أصيبوا بالأسلحة الكيميائية خلال الحرب الإيرانية العراقية بين عامي 1980 و1988.
ورُفعت الدعوى من قبل خمسة أشخاص كانوا جنوداً أو متطوعين في الجيش الإيراني خلال الحرب، وذلك بحسب ما نقله موقع (BBC) البريطاني.
واتهم الإيرانيون الشركتين الهولنديتين الموردتين للمواد الخام بأنهما مسؤولتان عن إصابتهم بأضرار في الرئتين والعيون بسبب استخدام الغاز من قبل نظام صدام حسين، مما جعلهم غير قادرين على العمل.
وحكمت المحكمة على شركة "Forafina Beleggingen" المعروفة سابقاً بـ "KBS Holland" بأنها مسؤولة عن الإصابات الناتجة عن الغاز.
وأفادت المحكمة أن الشركة الهولندية "Forafina Beleggingen" قدمت مادة كيميائية تُستخدم في صنع الغاز السام إلى العراق بين عامي 1982 و1984.
ولم تشارك الشركة في المحاكمة ولم تقدم دفاعاً خلال المحاكمة، في حين ستحدد قيمة التعويض المستحق للإيرانيين الخمسة لاحقاً.
"المواد المباعة يمكن استخدامها في الزراعة"
وقررت المحكمة أن شركة "Otjiaha" التي باعت مادة تُستخدم في صنع الغاز السام إلى نظام صدام حسين، ليست مسؤولة عن الهجوم بالغاز السام.
ودافعت شركة "Otjiaha" التي كانت تُعرف سابقاً باسم "Melchemie" والمملوكة من عائلة الملياردير الهولندي الراحل هانس ميلتشرز، عن نفسها بأن المواد التي باعتها يمكن استخدامها في الزراعة ولم تكن تعلم أن العراق سيستخدمها في صنع الغاز السام.
وأشارت المحكمة إلى أن المادة التي باعتها "Otjiaha" والتي يمكن استخدامها في الزراعة أو في صناعة البلاستيك، لا تعني أن العراق استخدمها في صناعة الغاز.
وحُكم على شركة "Melchemie" في عام 1986، بدفع غرامة قدرها 100 ألف فلورين لبيعها مادة إلى العراق عبر إيطاليا، ودافعت الشركة الهولندية أيضاً عن نفسها بأن المادة يمكن استخدامها في الزراعة.
"الهجوم على حلبجة"
وقالت محامية الإيرانيين، ليزبيث زيجفيلد، إن موكليها تعرضوا لـ "إصابات رهيبة ودائمة" بسبب الغاز السام، مؤكدة أن تأثير الغاز لا يتوقف ويزداد سوءاً.
وسُجن رجل الأعمال الهولندي فرانس فان أنرات، الذي باع مادة الغاز السام لنظام صدام حسين، لمدة 16.5 عام، حيث تلقى تهماً ببيع آلاف الأطنان من المواد الكيميائية لصنع الغاز السام والغاز العصبي لنظام صدام حسين، والذي تسبب بالهجوم الكيميائي في 16 مارس 1988 في حلبجة، ما أسفر عن مقتل نحو 5000 شخص.
نفى "فان أنرات" الذي حُكم عليه بالسجن 17 عاماً في عام 2009، معرفته بأن المواد التي باعها ستُستخدم في صناعة الغاز السام، إلا أنه أدين بكونه شريكاً في جريمة حرب وخفضت محكمة الاستئناف عقوبته إلى 16.5 عاماً.
وفي عام 2013، حكمت محكمة هولندية على "فان أنرات" بدفع تعويض قدره 25 ألف يورو لكل من 16 شخصاً تضرروا من الهجوم الكيميائي الذي شنه نظام صدام حسين.