ملخص
- شركة "ميلر آند شوفالييه" تحصل على حكم تعويض بقيمة 50 مليون دولار ضد النظام السوري لصالح كيفن دوز.
- الحكم يدين طبيعة أفعال النظام السوري التي تستحق الشجب والإدانة الشديدة.
- دوز كان محتجزاً في زنزانة من دون نوافذ وتعرض لتعذيب متكرر.
- تم الإفراج عن دوز في 2016 بفضل المعلومات التي قدمها زميله السجين، البريطاني عباس خان.
- دوز مؤهل لتلقي تعويض مالي من "صندوق ضحايا الإرهاب"، الذي يُمول من عائدات عقوبات النظام السوري.
فازت شركة المحاماة الأميركية "ميلر آند شوفالييه" بحكم تعويض بقيمة 50 مليون دولار ضد النظام السوري نيابة عن كيفن دوز، وهو مواطن أميركي اختطفه النظام السوري وسجنه وعذبه لنحو أربع سنوات.
وجاء في الحكم الذي أصدره قاضي المحكمة الجزائية الأميركية، رودولف كونتريراس، أن "طبيعة أفعال النظام السوري تستحق الشجب وتستحق أشد الإدانة".
وفي بيان لها، قالت شركة "ميلر آند شوفالييه" إنه "تم احتجاز دوز في زنزانة بلا نوافذ، وتعرض للتعذيب المتكرر على يد المخابرات العسكرية التابعة للنظام السوري"، مضيفة أنه "نتيجة لسوء معاملته، أصيب دوز بارتجاج في المخ، وتلف دائم في الأعصاب، وأمراض جسدية أخرى، تسببت في معاناة عميقة ودائمة".
وأطلق سراح دوز في نيسان من العام 2016، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى المعلومات التي قدمها زميله السجين، جراح العظام البريطاني عباس خان، الذي توفي في الحجز، والذي قضت هيئة محلفين بريطانية في وقت لاحق بأنه "قُتل عمداً ودون أي مبرر قانوني".
ووفق بيان الشركة، فإن دوز مؤهل لتلقي مبلغ التعويض المالي من "صندوق ضحايا الإرهاب" الذي ترعاه الحكومة الأميركية، والذي تم إنشاؤه وتمويله، في العام 2015، من عائدات العقوبات على النظام السوري.
وشدد بيان "ميلر آند شوفالييه" على أنه "يجب محاسبة الدول التي ترتكب انتهاكات لقوانين حقوق الإنسان"، مؤكدة أن "الضحايا الشجعان للتعذيب، مثل كيفن دوز، يسلطون الضوء على هذه الفظائع لتكون مرئية أمام العالم، وبذلك يكون سُمع صوت دوز الذي سيواصل النضال لمواجهة هذه المأساة".
وقال عضو قسم المحاكمات في الشركة، كيربي بيهري، إن الحكم "سيكون محورياً في حياة دوز، وسيكون رمزاً آخر للتقدم في النضال المستمر للكشف عن الجرائم ومعاقبة الدول الراعية لهذه الجرائم البشعة".
من هو كيفن دوز؟ وكيف اعتقل في سوريا؟
كيفن دوز، 39 عاماً، مصور صحفي اعتقلته عناصر من قوات النظام السوري في إحدى نقاط التفتيش، في شتاء العام 2012، بعد أن دخل إلى شمال غربي سوريا قادماً من ليبيا مع مجموعة من الصحفيين والمسعفين، لينقل بعدها إلى سجن في دمشق ليخضع لاستجواب متكرر وقاسٍ.
وذكر دوز أنه بعد إلقاء القبض عليه، قيده عناصر النظام من رأسه ويديه مع الجراح البريطاني عباس خان، حيث كان الاثنان في زنزانتين متجاورتين تحت الأرض لا يدخلهما ضوء النهار في مركز احتجاز يتبع للمخابرات العسكرية المعروف باسم "فرع فلسطين".
وأضاف دوز أنه كان يسمع معاملة النظام السوري الوحشية لخان، مشيراً إلى أنه "كانوا يرشونه بالماء الساخن ويضربونه"، وفق مقابلة أجرتها معه الإذاعة الوطنية الأميركية.
واتفق كل من دوز وخان على أن الذي سيخرج أولاً من السجن سينقل أخبار الثاني الذي تركه وراءه، نظراً لأن النظام السوري كان يخفي حقيقة أنه كان يحتجزهما على الإطلاق، فكان أن خرج خان أولاً وأبلغ العالم بقصة دوز.
وفي ربيع العام 2016، لعبت روسيا دور وساطة بين الولايات المتحدة الأميركية والنظام السوري لإطلاق سراح دوز، والذي نجحت فيه وحصلت على شكر من وزارة الخارجية الأميركية.
الدعوى ضد النظام السوري
في 15 تشرين الأول 2021، رفع دوز دعوى ضد حكومة النظام السوري في المحكمة الجزائية الأميركية في واشنطن العاصمة.
وطالب دوز بالحصول على تعويضات عن التعذيب الذي تعرض له، وسجنه دون أي سبب، وغيرها من الانتهاكات على أيدي مسؤولي النظام السوري، وفقاً لنص الدعوى في المحكمة.