نشرت الإيرانية شيرين عبادي - الحائزة على جائزة نوبل للسلام (2003) والمؤسّسة لمركز الدفاع عن حقوق الإنسان في إيران - على حسابها في تطبيق "تليغرام"، مقطع فيديو عن حجم الدمار في العاصمة الأوكرانية كييف.
وعلّقت "عبادي" على المقطع قائلةً: "تريد روسيا تحويل أوكرانيا إلى سوريا.. ها هي الكارثة ذاتها التي ارتكبتها روسيا بدعم من إيران في سوريا"، مضيفةً: "الحكم على الأنقاض هي سياسة واضحة للأنظمة الاستبدادية فيظهر هذا الدمار في الأبنية المدمرة والنيران، واقع على انهيار أخلاقي مثل الجحيم الذي أوجده نظام الحكم في إيران خلال العقود الأربعة الماضية".
وأدلى الدكتور مصطفى تاج زاده - وهو قيادي إصلاحي ونائب سابق لوزير داخلية إيران - بتصريحات في غرفة "حزب اتحاد الشعب الإيراني الإسلامي" عن الفرق بين حرب روسيا على أوكرانيا والتدخل العسكري لإيران في سوريا.
و"تاج زادة" - وهو زوج لـ بنت عم علي أكبر محتشمي (السفير السابق لإيران في دمشق، والذي يعدّ الأب الروحي لـ"حزب الله" اللبناني) - قال في تصريحاته: "ذهبنا إلى سوريا بدعوة رسمية من حكومة النظام السوري، إذن لماذا تدينون السعودية التي تدخّلت في البحرين واليمن بدعوة رسمية أيضاً"؟
وأضاف: "أعلن قادة الحرس الثوري أنهم ذهبوا إلى سوريا بأمر مباشر من المرشد الإيراني (وليس بدعوة من دمشق) لإنقاذ بشار الأسد وليس دفاعاً عن (مقام زينب)، وكانت هذه الاستراتيجية خاطئة وفرضت تكلفة ضخمة على الشعب الإيراني وكان ينبغي أن تكون استراتيجيتنا منع الحرب في سوريا ولو أدى إلى سقوط الأسد"، مردفاً: "الآن إن نجح فلاديمير بوتين في الحرب على أوكرانيا فلن يفوز في الحرب الإعلامية أبداً".
من جانبه اعترف موقع "ديدار نيوز" التحليلي (يبرّر سياسة إيران في المنطقة دائماً) أن "استراتجية الأرض المحروقة تتبعها روسيا في أوكرانيا، وهي الاستراتيجية ذاتها التي استخدمتها في سوريا، والهدف منها كسر مقاومة الشعب عبر قصف شديد للمدن يؤدي إلى دمار ومجازر إنسانية هائلة".
أيضاً كتب مهدي نصيري - من شخصيات التيار المحافظ ومدير مجلة "سمات" - أنّه "لماذا لروسيا حق الهجوم على أوكرانيا دفاعاً عن نفسها، ولا تعترفون بذات الحق للسعودية في اليمن؟ هل لنا حق أن نقمع الربيع العربي في سوريا بطلب من الرئيس السوري ولا يجوز التدخل السعودي في البحرين بدعوة من ملكها؟".
وأضاف أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية ومدير موقع "زيتون" التحليلي-الإخباري الإيراني مهدي نوربخش مخاطباً خمسة آلاف شخص في غرفة "إيران ما" (أي: إيراننا): "يا إخواني أنتم تدينون بوتين في هذه الأيام وهو الرجل نفسه الذي قمع وأباد أخواتنا وإخوتنا المسلمين في سوريا".
كذلك صحيفة "قانون" الإيرانية - سبق أن أُغلقت لفترة بعد وصفها بشار الأسد بـ"الضيف غير المدعو" إثر زيارته للعاصمة طهران - نشرت صورة من الدمار في العاصمة الأوكرانية كييف وكتبت: "هنا ليست سوريا بل أوكرانيا، لكن المعتدي في كلا البلدين الشخص نفسه وهو بوتين".
وأضاف موقع "عصر إيران" في تقرير حول "ممارسات روسيا في سوريا" أن "المقاتلات الروسية دمّرت مدن سوريا في مواجهة المعارضة السورية، وقال الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك بان كي مون إن (حلب أصبحت مرادفة للجحيم)، وهجوم روسيا على مدينة خاركيف الأوكرانية يشبه تعدي الروس في حلب".
وسبق أنّ قال قاسم محب علي - الرئيس السابق لدائرة شؤون الشرق الأوسط في الخارجية الإيرانية والسفير السابق لدى ماليزيا واليونان - ردّاً على مدى شرعية التدخل العسكري الإيراني في سوريا بمبرر دعوة رسمية من النظام السوري: "ليس لحضور إيران في سوريا أي مبرر أخلاقي، لأنه لم تكن هذه المحاولة للدفاع عن المستضفين، كما لم يكن حفظ حكومة الأسد أمراً أخلاقياً، لأنّ حكومته لم تكن ديمقراطية منبعثة عن آراء واختيار الشعب، بل جرائمه هي التي دفعت الشعب السوري لمواجهته".
يشار إلى أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أطلق، في الـ24 من شهر شباط 2022، عملية عسكرية في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، ما أثار ردود فعل غاضبة من دولٍ عديدة خاصة في أوروبا ودول حلف "الناتو"، دفعتها إلى فرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشدّدة" على روسيا.