هاجم حزب الله اللبناني المدعوم من إيران مجلس الوزراء في البلاد، لإدانته الغزو الروسي لأوكرانيا، داعيا وزير الخارجية إلى التوضيح في ظل الانقسام السياسي الذي تعاني منه الدولة الغارقة بالأزمات.
ودانت الخارجية اللبنانية، في بيان أمس الخميس، اجتياح الأراضي الأوكرانية ودعت روسيا إلى وقف العمليات العسكرية فوراً وسحب قواتها من أوكرانيا التي تتعرض لأكبر هجوم على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
وكتب نائب حزب الله في البرلمان اللبناني إبراهيم الموسوي على تويتر اليوم الجمعة "أي سياسة خارجية يتبعها لبنان، وأين مصلحة لبنان في ذلك؟ تفضل وزير خارجيتنا، وأوضح لنا الأمر".
كما اعترض وزير الثقافة محمد المرتضى المحسوب على حركة أمل المتحالفة مع حزب الله على بيان وزير الخارجية اللبنانية وقال إن "المادة 65 من الدستور تنيط بمجلس الوزراء وضع السياسة العامة للدولة في جميع المجالات، فلا يمكن لوزير الخارجية أن يصدر أي موقف حول أي نزاع دون الرجوع إلى مجلس الوزراء، وإلا فيكون قد حدد منفرداً السياسة العامة للدولة وهي صلاحية لا يحوزها".
وفي وقت لاحق اليوم قالت وزارة الخارجية في بيان إن الوزير اجتمع مع سفيري فرنسا وألمانيا لدى لبنان وشكراه على البيان وتمنيا "استمرار لبنان على موقفه هذا، وطلبا مشاركة لبنان في تبني القرار المقدّم أمام مجلس الأمن حول الأزمة والتصويت عليه في الجمعية العامة لاحقاً".
وأضاف البيان أن وزير الخارجية أبلغ السفيرين "أن موقف لبنان ثابت ونابع عن حرصه بالالتزام بمبادئ الشرعية الدولية والقانون الدولي التي تشكل الضمانة الأساسية لحماية السلم والانتظام الدوليين وسلامة أراضي الدول الصغيرة، خصوصاً أن لبنان عانى الأمرّين من الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته المستمرة حتى اليوم".
كما أبلغ الوزير السفيرين الألماني والفرنسي عن امتناع لبنان عن المشاركة في تبني القرار المقدم أمام مجلس الأمن وأنه سيتم دراسة الموقف اللبناني لناحية التصويت في حال إحالة القرار على الجمعية العامة بالتشاور مع المجموعة العربية.
وقال الوزير "الموقف اللبناني ليس موجهاً ضد روسيا الاتحادية أو أي دولة أخرى صديقة، وإنما موقف مبدئي وراسخ اتخذه وسيتخذه لبنان في كلّ أزمة مشابهة".
ولدى حزب الله نفوذ أمني وعسكري قوي في لبنان، ودعم نظام الأسد إلى جانب روسيا في حربه ضد السوريين على مدار السنوات السابقة، في حين ألقت إيران التي تدعم الحزب اللوم في حرب أوكرانيا على "الأعمال الاستفزازية لحلف شمال الأطلسي".