أفرغت ناقلة نفط تحمل علم إيران حمولتها في ميناء بانياس على الساحل السوري، بعد احتجازها لعدة شهور قبالة السواحل اليونانية، من قبل قوات البحرية الأميركية.
ووصلت الناقلة "Lana"، التابعة لشركة "Aframax" إلى ميناء بانياس، وبدأت بإفراغ حمولتها البالغة 700 ألف برميل من النفط الخام، بعد أن أفرجت قوات البحرية الأميركية عنها في 16 تشرين الثاني الماضي، وفق بيانات تتبع السفن والأقمار الصناعية لمجموعة "متحدون ضد إيران النووية"، التي تراقب حركة ناقلات النفط الإيرانية.
وأظهرت بيانات تتبع الأقمار الصناعية أن آخر موقع تم الإبلاغ عنه للسفينة "Lana"، المعروفة سابقة باسم "Pegas"، كان قبالة ميناء بانياس في 20 تشرين الثاني الماضي، ثم أوقفت جهاز الإرسال التلقائي لنظام تحديد المواقع الخاص بها.
وفي نيسان الماضي، أبلغت السفينة عن عطل في المحرك، وكانت متوجهة إلى جزيرة بيلوبونيز اليونانية لتفريغ حمولتها على ناقلة أخرى، لكن الظروف الجوية والأمواج الهائجة أجبرتها على الرسو قبالة سواحل بيرايوس، حيث احتجزتها قوات البحرية الأميركية.
وأفرجت الولايات المتحدة عن السفينة بعد ان احتجز الجيش الإيراني ناقلتين يونانيتين في الخليج العربي، واستخدمهما وطاقمهما البالغ 49 بحاراً كورقة مساومة للإفراج عن السفينة "Lana".
النظام أعلن عن وصول الناقلة
وأول أمس الخميس، كشف وزير النفط والثروة المعدنية في حكومة النظام السوري، بسام طعمة، أن البحرية الأميركية أفرجت عن ناقلة نفط سورية بعد أن احتجزتها لعدة أشهر في اليونان.
وفي مقابلة مع "الفضائية السورية" التابعة للنظام، قال طعمة إن البحرية الأميركية احتجزت إحدى النواقل السورية في اليونان لأشهر عديدة، ولم يفرج عنها إلا منذ بضعة أيام، وهي الآن في مصفاة بانياس، مشيراً إلى أنه "بسبب الأحوال الجوية السائدة لم يتم تفريغها إلى الآن، إضافة إلى إصابتها ببعض الأعطال نتيجة توقف بعض مضخات الهواء في أنظمة الربط".
وأكد الوزير في حكومة النظام السوري أن "ناقلة واحدة لا تحل الأزمة، ويجب أن يكون هناك انتظام في التوريد حتى يتم حل الأزمة"، معتبراً أن "هناك تضخيماً لموضوع وصول ناقلة، وحتى النواقل التي تصل هي صغيرة الحجم، من مليون برميل وما دون".
وتشهد مناطق سيطرة النظام السوري منذ نحو عامين، أزمة حادة في المحروقات، البنزين والغاز والمازوت، تسببت بإجراءات صارمة فرضتها حكومة النظام لتقنين هذه المواد ورفع الدعم عنها وتقليص المخصصات، ويتزامن ذلك مع تأثير الغزو الروسي لأوكرانيا على التوريدات الروسية والإيرانية إلى سوريا، خاصة مع العقوبات الغربية المفروضة على النظام.
صادرات إيران إلى سوريا من النفط الخام
وقالت رئيسة مجموعة "متحدون ضد إيران النووية"، كلير جونغمان، إن "قرار اليونان السماح بالإفراج عن السفينة، بعد التراجع عن قرارها بالسماح للولايات المتحدة بمصادرة شحنتها، كان أمراً مؤسفاً ومحبطاً"، مضيفة أنه "بدلاً من العمل مع حليف، انحازت اليونان إلى إيران لتستفيد في النهاية من النظام السوري، وكيل إيران في المنطقة".
وأشارت كلير جونغمان إلى أن "شحنات النفط الإيرانية إلى النظام السوري تعتبر وسيلة لتعزيز مكانة إيران الإقليمية، وهي أيضاً جزء رئيسي من استراتيجية بقاء النظام السوري".
وتؤكد منظمة "متحدون ضد إيران النووية" أن النفط الخام الإيراني يتدفق إلى الصين وسوريا بشكل رئيسي، عبر شبكات لوجستية بحرية معقدة، ولكنها مرئية ويمكن متابعتها، مشيرة إلى أن طهران "تعتمد على تجارة النفط والبتروكيماويات لواردات التكنولوجيا الحساسة والسلع الصناعية، وذلك بهدف تمويل برنامجها النووي.
ووفق بيانات المنظمة، فإن كمية النفط الخام الذي صدرته إيران إلى النظام السوري، خلال شهر تشرين الثاني الماضي، بلغ نحو 1.395 مليون برميل، انخفاضاً عن الشهر الذي سبقه، حيث صدرت خلال شهر تشرين الأول نحو 3.556 مليون برميل من النفط الخام.