أطلق ناشطون وإعلاميون سوريون حملة بعنوان "شتاء الخيام" لتسليط الضوء على معاناة النازحين والمهجّرين في المخيمات شمال غربي سوريا، خلال فصل الشتاء.
وقال المشاركون في الحملة، إنّ "شتاء الخيام"، هي "حملة حشد ومناصرة لإنقاذ ما أمكن، صرخة باسم المكلومين لكل أصحاب الضمائر الحية لبذل المزيد لأجل أكثر من مليوني إنسان في الخيام شمال غربي سوريا".
وأشار فريق "منسقو استجابة سوريا" إلى أكثر من مليونين و16 ألفاً و344 نازحاً ضمن 1,873 مخيماً بينهم 903 آلاف و604 من النساء و887 ألفاً و192طفلاً، إضافة إلى 83 ألفاً و784 من ذوي الاحتياجات الخاصة شمال غربي سوريا، جميعم يعانون من ضعف الخدمات والعمليات الإنسانية.
ما أهداف حملة "شتاء الخيام"؟
يؤكد مشاركون في الحملة، أن الدافع من وراء إطلاقها، هو تفاقم معاناة القاطنين في مخيمات الشمال السوري خاصة مع تناقص درجات الحرارة، وعجز معظمهم عن تأمين وسائل التدفئة.
وقال الناشط الإعلامي محمد حمو، إن "حملة شتاء الخيام ولدت من رحم المعاناة التي يتعرض لها أهلنا المهجرون في الشمال السوري، ومن منطلق الواجب على عاتقنا في ظل نقص المساعدات بشكل كبير في الشمال السوري، وعجز القاطنين في الخيام عن تأمين أبسط مقومات الحياة، ومنها مواد التدفئة في فصل الشتاء القاسي".
وبحسب "حمو" فإن "المجتمع الدولي يتجاهل معاناة القاطنين في الخيام، لذلك أطلقنا نحن مجموعة من الناشطين والإعلاميين هذه الحملة لننقل تفاصيل هذه المعاناة المستمرة من خلال الوسائل المتاحة، وهذا أقل الواجب، ولا نملك إلا عدساتنا وصوتنا لنقل هذه المعاناة التي نراها بأمّ أعيينا يومياً ونقف أمامها بألم لعظمها على قلوبنا".
وأضاف "حمو" في حديث مع موقع تلفزيون سوريا: "إنّ أكبر هموم قاطني الخيام في هذه الأيام تتمثل بكيفية تأمين الدفء لأولادهم، علماً أن معظمهم مهجرون، ولا يملكون قوت يومهم حتى بات قهرهم مضاعفا بين الجوع والبرد والتهجير".
وناشد الناشط الإعلامي "أصحاب الضمائر الحية للنظر بعين الرحمة لهؤلاء الناس الذين تقطعت بهم السبل وطالت بهم المعاناة وأكل القهر قلوبهم"، مضيفاً: "ما يؤلمنا أنّ العالم اعتاد رؤيتَنا في حالة الألم والمعاناة".
وختم بالقول: "في حملتنا، نخاطب أصحاب الضمائر الحية، بأن يكونوا أمة الجسد الواحد، وأن لا ينسوا أهلهم المظلومين المقهورين في الشمال السوري المنكوب ومخيمات لبنان، فما مرّ على هذا الشعب من حرب وزلزال وتهجير يشيب له الغلمان".
تفاعل واسع على مواقع التواصل
وتفاعل مئات الناشطين والإعلاميين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الحملة، عبر نشر فيديوهات وصور على حساباتهم في مواقع التواصل، تجسّد وتسلّط الضوء على معاناة المدنيين في مخيمات الشمال السوري.
وذكر المشاركون، أنه يمكن القيام بالعديد من الأشياء المؤثرة لمساندة قاطني الخيام، إذ يمكن التبرع بالملابس الشتوية والبطانيات والأطعمة ومواد التدفئة، أو التبرع المالي لدعم المشاريع الإنسانية التي تعمل على تحسين ظروف الحياة في مخيمات النزوح.
صعوبات تحيط بالقاطنين في المخيمات
من جهته، لفت فريق "منسقو استجابة سوريا" إلى أكثر من مليوني نازح ومهجر ضمن المخيمات في شمال غربي سوريا، يعاني أكثر من 94 في المئة منهم من صعوبات كبيرة في تأمين الغذاء.
وأضاف أنّ أكثر من 134 ألف نازح متضرر نتيجة الهطولات المطرية منذ بداية الشتاء الحالي التي أدت إلى أضرار في أكثر من 412 مخيما، أي ما يعادل 22 بالمئة من إجمالي المخيمات المنتشرة في المنطقة، مما يصنف الأوضاع داخل المخيمات كمنطقة كوارث نتيجة العوامل الجوية الحالية.
وسلّط الفريق الضوء على أبرز المصاعب التي تواجه النازحين في المخيمات ومنها:
- ظاهرة الصرف الصحي المكشوف ضمن مخيمات النازحين وتشكل نسبة 61 بالمئة من المخيمات.
- غياب المياه النظيفة والصالحة للشرب عن 48 بالمئة من مخيمات النازحين.
- أكثر من 23 بالمئة من إجمالي المخيمات تحوي بين سكانها مصابين بأمراض جلدية.
- أكثر من 69 بالمئة من المخيمات لا تحوي نقاطا تعليمية أو مدارس، حيث يضطر الأطفال إلى قطع مسافات طويلة ضمن العوامل الجوية المختلفة للحصول على التعليم في المدارس.
- تواجه 86 بالمئة من المخيمات أزمة تأمين الغذاء نتيجة ضعف الاستجابة الإنسانية ضمن هذا القطاع، في حين تواجه نسبة 94 بالمئة من المخيمات أزمة الخبز وارتفاع أسعاره.
- أكثر من 79 بالمئة من طرقات المخيمات غير معبدة، في حين يعتبر شكل طرقات المخيمات العشوائية التحدي الأكبر حالياً كونها ترابية ولا تصلح لحركة الآليات.
- تعاني أكثر من 87 بالمئة من المخيمات من انعدام العيادات المتنقلة والنقاط الطبية، الأمر الذي يزيد من مصاعب انتقال المرضى إلى المشافي المجاورة.
- تعتبر 66 بالمئة من أراضي المخيمات غير معزولة، في حين تبلغ النسبة 92 بالمئة لعزل جدران وأسقف الخيام.
193 مخيماً لم تحصل على مواد التدفئة
وخلص استبيان أجراه "منسقو استجابة سوريا" إلى أن 193 مخيماً شمال غربي سوريا، يقطنها أكثر من 68 ألفاً و483 نازحاً، لم تحصل على مواد التدفئة لهذا العام، في حين اشتكى معظم النازحين السوريين من سوء أوضاع الخيام وانتهاء عمرها الافتراضي.
ووفق بيانات الأمم المتحدة، ارتفع عدد المحتاجين للمساعدات الإنسانية إلى أكثر من 4.6 ملايين نسمة، 85 % منهم من القاطنين في المخيمات، إضافة إلى الارتفاع المستمر في أسعار المواد والسلع الأساسية في المنطقة، فضلاً عن تزايد معدلات البطالة بين المدنيين بنسبة وصلت إلى 88.74 %.
وطالب "منسقو الاستجابة" المنظمات والهيئات الإنسانية بـ "المساهمة الفعالة بتأمين احتياجات الشتاء للنازحين ضمن المخيمات بشكل عام، والعمل على توفير الخدمات اللازمة للفئات الأشد ضعفاً".
وحث الفريق على "العمل على إصلاح الأضرار السابقة ضمن المخيمات، وإصلاح شبكات الصرف الصحي والمطري وتأمين العوازل الضرورية لمنع دخول مياه الأمطار إلى داخل الخيام، والعمل على رصف الطرقات ضمن المخيمات والتجمعات الحديثة والقديمة بشكل عام ".
وناشد "منسقو الاستجابة" جميع الجهات المانحة والتي تقدم الدعم الإنساني في مناطق شمال غربي سوريا "للمساهمة بشكل عاجل وفوري لمتطلبات احتياجات الشتاء للنازحين ضمن تلك المخيمات والتجمعات، والالتزام الكامل بكافة التعهدات التي قدمت خلال مؤتمرات المانحين".