تقضي شابة سورية كثيراً من وقتها داخل سيارتها خلال شهر رمضان لتوصيل الطعام إلى المحتاجين في مدينة قطنا بريف دمشق، حيث باتت عائلات كثيرة غير قادرة على تحمل نفقات الذهاب بنفسها إلى الجمعيات الخيرية.
وذكرت وكالة (رويترز) أن الشابة هبة زين البالغة من العمر 24 عاماً، تذهب يومياً لجمع وجبات الإفطار من الجمعيات الخيرية وتقوم فيما بعد بتوصيلها إلى المحتاجين. حيث دفعها ارتفاع أسعار الوقود وكلفة النقل في سوريا إلى القيام بهذه المبادرة.
تقول هبة إن "الفكرة الأساسية للمبادرة أن نجمع سكبات (وجبات) مطبوخة من البيوت ونوصلها إلى الناس المحتاجة، وفيما بعد بات الناس يعطونني مساعدات عينية متنوعة لتوصيلها، ولم تعد المساعدات مقتصرة على الوجبات".
وأضافت أنها ترغب في توسيع المبادرة خارج مدينتها قطنا، لتشمل كل المحافظات السورية، متمنيةً أن يتشجع الشباب في رمضان المقبل لتبني هذه الفكرة والعمل عليها.
من ثلاث وجبات إلى عشر
كانت هبة طالبة الإعلام، تجمع وجبات الطعام من الأفراد لكنها توجهت في وقت لاحق إلى الجمعيات الخيرية أيضاً بعد أن لاحظت ارتفاع أعداد المحتاجين.
وفي أول أيام رمضان قدمت ثلاث وجبات فقط، ولكن في اليوم الخامس عشر من رمضان أوصلت وجبات الطعام إلى أكثر من ثلاثين عائلة. وتضيف "عندما ترى إنساناً محتاجاً يجب ألا تتركه، وخاصةً في شهر رمضان، ففي رمضان يشتهي الناس أكلات وأطعمة كثيرة، فكيف بأناس ليس لديهم أكل".
وتقول الأمم المتحدة إن عدد المحتاجين للمساعدة في سوريا بلغ 14.6 مليوناً في عام 2021 بزيادة 1.2 مليون عن 2020. ويُقدر من يعيشون في فقر مدقع بنحو الثلثين بين 18 مليون شخص يعيشون في سوريا حالياً.
ارتفاع الأسعار في رمضان 2022
وسجلت أسعار معظم أنواع السلع والمواد الغذائية في سوريا كالخضراوات واللحوم وغيرها، ارتفاعاً واضحاً وقياسياً خلال شهر رمضان الحالي مقارنة بالعام الماضي. وتراوحت نسبة الارتفاع في الأسعار بين 100 و 500 في المئة. بحسب صحيفة (تشرين) التابعة للنظام.
ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، تشهد أسعار معظم السلع والمواد الأساسية في الأسواق السورية ارتفاعات مستمرة، بالتزامن مع تطبيق حكومة النظام قرار رفع الدعم عن فئات من السوريين.
ومع دخول شهر رمضان زاد الارتفاع اليومي للأسعار، في ظل عدم قدرة كثير من العائلات على تأمين احتياجاتها، إضافةً إلى قلة فرص العمل، وضعف القدرة الشرائية للعملة المحلية المتدهورة أمام الدولار.