قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن الولايات المتحدة الأميركية "ليست هي من يقرر مصير سوريا"، داعياً القوى الكردية في شمال شرقي سوريا أن يكون لديها "أفق أبعد، والبدء بمحادثات جادة" مع النظام السوري.
وفي مؤتمر صحفي حول نتائج أنشطة الدبلوماسية الروسية في العام 2021، أوضح لافروف أن "واشنطن تؤكد التزامها بوحدة الأراضي السورية، لكنها في الواقع تعزز الميول الانفصالية على الضفة الشرقية لنهر الفرات"، وفق ما نقلت وكالة "تاس" الروسية.
وأضاف أنه "عندما أعلنت الولايات المتحدة عن خططها لانسحاب قواتها من العراق، توجهّت قوات سوريا الديمقراطية على الفور إلى روسيا، وطلبت إجراء حوار مع النظام السوري، وبمجرد أن غيرت واشنطن رأيها تلاشى اهتمام قسد بالحوار".
وأشار لافروف إلى أن اتصالاته مع رئيسة اللجنة التنفيذية لـ"مجلس سوريا الديمقراطية" إلهام أحمد، وزملائها "تهدف تحديداً إلى توضيح الحاجة إلى بدء محادثات جادة مع النظام حول الظروف التي سيعيش فيها الأكراد في سوريا".
وأوضح أن "هناك حاجة لضبط النفس" لدى حكومة النظام السوري، مشيراً إلى أن النظام "لم ينس أن الأكراد اتخذوا موقفاً مناهضاً له خلال السنوات الماضية، ولكن هذا ما تفعله الدبلوماسية، تجاوز الماضي وبناء العلاقات في المستقبل".
ووفق الوزير الروسي فإن "المشكلة الكردية الآن هي إحدى العقبات أمام المفاوضات الشاملة"، مشيراً إلى أن "هناك أكراداً في اللجنة الدستورية، لكنهم لا يمثلون جميع الهياكل الكردية، وبعض ممن تم استبعادهم توجههم الولايات المتحدة وآخرون توجههم تركيا".
وذكر لافروف أنه قبل عامين، خلال زياراته لدمشق وأربيل، أكد على "دعم إقامة الاتصالات بين الأكراد العراقيين والسوريين، حتى ينقلوا تجربتهم بشكل أكثر فاعلية إلى السوريين".
يشار إلى أن وزير الخارجية الروسي دعا، في 22 كانون الأول الماضي، الجماعات السياسية الكردية في سوريا إلى "تقرير نهجهم إزاء الحوار" مع حكومة النظام السوري، مؤكداً على أن الوجود العسكري الأميركي في سوريا "سينتهي عاجلاً أم آجلاً".