أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف على أن بلاده "لم تفقد اهتمامها بالتسوية السورية، في سياق العملية الخاصة في أوكرانيا"، مشددة على التزام موسكو بتحقيق "المصالحة" في سوريا.
وفي بيان للخارجية الروسية عقب اللقاء مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، غير بيدرسن، قال لافروف إنه "في الآونة الأخيرة، قام بعض زملائنا الغربيين بنشر معلومات مفادها أنه في سياق العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، فقدت روسيا اهتمامها بالتسوية السورية"، مضيفاً أن "هذه عبارات غير مجدية على الإطلاق، إنها لا تعكس خطنا الثابت في السعي إلى تسوية سورية شاملة، بما في ذلك دعم مهمة المبعوث الأممي".
وأكد لافروف على أن موسكو "مهتمة بصدق باستكمال التسوية السورية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، والقرارات التي تم تبنيها في مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي في عام 2018".
وذكر الوزير الروسي أن بلاده "بحاجة للنظر في المشكلات المتزايدة مع العنف على الأرض، بالإضافة للنظر في التحديات الاقتصادية، وانهيار الاقتصاد السوري، وبالطبع في جميع القضايا المتعلقة بمكافحة الإرهاب".
اللجنة الدستورية والعمل بإيقاع وفاعلية
وعن الجولة المقبلة من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية، أوضح لافروف أنه "تم إيلاء اهتمام خاص لأنشطة اللجنة الدستورية السورية، التي تشكلت بقرار من المشاركين في مؤتمر سوتشي في العام 2018"، مؤكداً على أهمية "استمرار الحوار الإيقاعي والمثمر في هذه المفاوضات".
وأشار بيان الخارجية الروسية إلى أن موسكو "مهتمة برؤية هذه الهيئة، التي تم إنشاؤها بمبادرة من أستانا، لافتاً إلى ضرورة عمل اللجنة الدستورية السورية "بإيقاع وفاعلية، والأهم من ذلك، في ظل أفضل الظروف".
تنفيذ مشاريع التأهيل المبكر وفق القرار 2642
وعن الاجتماع مع بيدرسن، قال بيان الخارجية الروسية إن الجانبين "ناقشا بشكل موضوعي الجوانب الموضوعية لتسوية سورية شاملة"، وأكدا على "مهام تعزيز تطبيع الوضع الاجتماعي والاقتصادي في سوريا".
وأضاف البيان أن لافروف وبيدرسن شددا على "ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية لجميع السوريين المحتاجين في جميع أنحاء سوريا، دون تمييز وتسييس وشروط مسبقة"، مؤكدين أنها يجب أن تكون على أساس "احترام سيادة البلاد واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها".
كما أشار بيان الخارجية الروسية إلى أن الوزير لافروف والمبعوث الأممي أكدا على "المطالبة بتكثيف الجهود الدولية من أجل تنفيذ مشاريع التأهيل المبكر لمرافق البنية التحتية الاجتماعية الأساسية في سوريا، وفقاً لأحكام قرار مجلس الأمن 2642".
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس الخميس، عن لقاء جمع بيدرسن بلافروف في العاصمة موسكو، مشيرة إلى أنهما أجريا مباحثات موسعة حول القضايا الراهنة على الصعيد السوري.
وتأتي زيارة بيدرسن إلى روسيا عقب يومين من لقاء جمع وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد بنظيره الروسي في موسكو، كشف خلالها الأخير أن بلاده تعمل منذ سنوات على تطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري.