احتجزت السلطات الإسبانية سفينة نقل مواشي وقبطانها، بتهمة الاتجار بالبشر، بعد أن أبلغ سوريان السلطات بأنهم كانوا محتجزين مع آخرين. على متن السفينة وأُجبروا على العمل فيها.
ووفق ما نقلت صحيفة "التنفيذي الملاحي"، فإن السلطات الإسبانية "تشتبه بأن القبطان كان جزءاً من عصابة للجريمة المنظمة، التي كانت تستغل أفراداً من سوريا ودول أخرى، ووعدتهم بالنقل إلى أوروبا تحت ستار العمل على متن السفينة".
وبدأت القضية بالتعاون بين السلطات الأوروبية، حيث تم إخطار الشرطة الإسبانية بوجود مخطط لتهريب أشخاص إلى البلاد على متن قوارب الماشية، وألقي القبض على شخصين في منطقة مزارون الإسبانية، تبين بعد التدقيق أنهما سوريان دخلوا البلاد بشكل غير شرعي على متن قارب للماشية راسياً في ميناء مدينة قرطاجنة".
وأبلغ السوريان السلطات الإسبانية أنهما، مع ستة إلى عشرة أشخاص آخرين، دفع كل منهم نحو 15 ألف دولار، ووقعوا على أوراق سفينة "إليتا"، المتجهة إلى الاتحاد الأوروبي وتنقل ماشية، على أنهم جزء من الطاقم.
وقال الرجلان إنهما صعدا على متن السفينة منذ تشرين الأول الماضي، وأجبرا على العمل على متنها، وخوفاً من أن يعيدهم المهربون إلى سوريا، قفزا من السفينة إلى البحر وسبحا إلى الشاطئ، وأبلغا السلطات أن طالبي لجوء آخرين محتجزين على متن السفينة.
وبناء على المعلومات التي قدّمها السوريان، دهمت الشرطة الإسبانية السفينة، في 20 تشرين الثاني الجاري، وحققت في جوازات السفر وأوراق عمل الطاقم، ووجدت ما لا يقل عن ثماني مجموعات مزورة، كما أن الأفراد يفتقرون إلى الخبرة أو المؤهلات للعمل على ظهر السفينة، مشيرة إلى أنهم "أجبروا على العمل على متنها في ظل ظروف عمل استغلالية".
وأظهر تحقيق آخر، أن السفينة "إليتا" كانت تنقل طالبي اللجوء بين ليبيا وإسبانيا تحت ستار نقل الماشية.
وأشارت السلطات الإسبانية إلى أن السفينة غيّرت اسمها ثلاث مرات على الأقل مؤخراً، ولديها أكثر من 10 أسماء، وتعمل تحت خمسة أعلام، موضحة أن عصابة من الجريمة المنظمة استحوذت على السفينة كأداة لتهريب البشر، وسجّلتها تحت أعلام ملاءمة، وعند احتجازها كان تسجيلها في دولة غيانا في أميركا الجنوبية.