تم افتتاح خطوط هجرة جديدة في البحر المتوسط، ليزيد ذلك من الويلات التي تشهدها الحدود الأوروبية وهي تحارب الأزمة في بيلاروسيا.
فقد ذكر خفر الحدود الأوروبية بأن حالات العبور من وسط البحر المتوسط، أي عبر الطريق البحري المؤدي إلى إيطاليا، قد زاد ثلاثة أضعاف تقريباً خلال الشهر الفائت، مقارنة بما كانت عليه الأمور قبل تفشي جائحة كورونا.
وفي الوقت الذي تنطلق فيه القوارب التي تسلك هذا الطريق من شمالي أفريقيا، تخبرنا وكالة الحدود فرونتيكس بأن: "تطوراً كبيراً" حدث خلال الخريف الماضي، ويتمثل بقيام عدد من الناس بخوض رحلة أطول من تركيا إلى إيطاليا.
وذلك بعد ازدياد مخاوف من محاولة المهربين تجنب دوريات خفر السواحل وذلك عبر الاستعانة بمراكب فارهة لنقل المهاجرين، ولهذا تحقق الشرطة في صلات الوصل بين العصابات التركية والإيطالية، وبناء على ذلك ألقت القبض على عدد من قباطنة السفن الأوكرانيين.
ويعتقد أن المراكب الشراعية التي يستخدمها المهربون يمكنها أن تحمل 100 مهاجر قبل أن يتم تركها على سواحل إيطاليا.
أما الرحلة الأقصر من تركيا إلى اليونان فقد تراجعت شعبيتها بحسب ما ذكرته وكالة فرونتيكس، حيث هبطت رحلات العبور من شرقي المتوسط إلى ما دون 76% خلال هذه السنة مقارنة بعدد حالات العبور التي تمت خلال عام 2019.
إلا أن حالات العبور التي بلغ عددها 6240 عبر الطريق المؤدي إلى إيطاليا خلال الشهر الماضي قد ارتفعت بنسبة 186% ابتداء من شهر تشرين الأول من عام 2019.
وفي تطور آخر، أصبح المصريون يشكلون أكبر المجموعات البشرية التي تسافر إلى إيطاليا والتي ينطلق معظمها من ليبيا.
ويأتي التونسيون والبنغاليون بعد المصريين في رحلات العبور الخطرة هذه.
غير أن هذه التطورات في البحر المتوسط تزيد من المشكلات التي يعاني منها الاتحاد الأوروبي بعد تسليط الضوء على طريق آخر كان ساكناً في السابق لأسباب سياسية، ألا وهو الطريق الواصل عبر الحدود الشرقية لبيلاروسيا، إذ يعتقد بأن الرئيس البيلاروسي، ألكساندر لوكاشينكو هو العقل المدبر وراء تدفق المهاجرين وسعيهم لدخول بولندا، حيث تقطعت السبل بآلاف المهاجرين على الحدود البولندية، غالبيتهم من سوريا والعراق وأفغانستان.
وقد سعى الاتحاد الأوروبي لإغلاق هذا الطريق بشكل كامل يوم الثلاثاء الماضي وذلك عبر تهديد شركات الطيران المتورطة بتهريب البشر إلى أوروبا بوضعها ضمن القائمة السوداء، إذ يمكن حظر تلك الخطوط من دخول الأجواء الأوروبية، كما يمكن أن تحرم من حقها في التزود بالوقود في أوروبا في حال تم التأكد من تورطها في الاتجار بالبشر.
فقد ذكرت مسؤولة الشؤون الداخلية في الاتحاد الأوروبي السيدة ييلفا يوهانسون ما يأتي: "إن الطريق الذي يصل إلى أوروبا يمر عبر مسار ممهد مرخص قانونياً، وليس عبر طريق غير نظامي ضمن الغابات".
يذكر أن نحو ثمانية آلاف شخص حاولوا الدخول إلى الاتحاد الأوروبي من بيلاروسيا خلال هذا العام، مقارنة ببضع مئات من الناس حاولت أن تدخل عبر الطريق ذاته في عام 2020.
في حين حاول مهاجرون آخرون الدخولَ من دول البلقان الغربية، وهي الدول التي لا تتمتع بعضوية في الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها صربيا وألبانيا وشمالي مقدونيا.
ويرجح أن نحو 40% من حالات العبور بطريقة غير شرعية التي تمت خلال شهر تشرين الأول قد سلكت هذا الطريق، وكان معظم المهاجرين من سوريا وأفغانستان والمغرب.
هذا وقد تم تعويض العدد المتناقص لحالات العبور عبر شرقي المتوسط بزيادة بعدد الواصلين إلى قبرص.
كما زادت الرحلات في الغرب من شمالي أفريقيا إلى إسبانيا ابتداء من عام 2020، بعدما انخفضت مستوياتها خلال الفترات التي سبقت الجائحة، فضلاً عن ارتفاع عدد الرحلات التي تنطلق من غربي أفريقيا إلى جزر الكناري التابعة لإسبانيا، بزيادة ملحوظة مقارنة بما كان عليه الوضع في عام 2019.
المصدر: ناشيونال نيوز