ازداد الازدحام على الأفران خلال الأيام الماضية في مشهد صادم، جعل الانتظار للحصول على ربطتي خبز يطول لأكثر من 5 ساعات، في حين وصل سعر الربطة أمام الأفران بدمشق إلى 1000 ليرة سورية، ويرتفع السعر أكثر كلما ازداد الازدحام.
وأكد بعض باعة الخبز في السوق السوداء بدمشق أن العاملين في الفرن رفعوا تسعيرة بيع الخبز للمتاجرة به إلى 700 ليرة سورية، في حين اضطر تجار آخرون لاستئجار بطاقات الخبز من بعض الأسر مقابل تأمين ربطة خبز يومية لهم مجاناً مع مبلغ يتراوح بين 1300 - 1500 ليرة في اليوم للبطاقات التي تستحق 4 ربطات، و700 - 1000 ليرة لـ 3 ربطات.
ويستطيع تاجر الخبز شراء 4 ربطات عبر البطاقة بـ 400 ليرة سورية والثلاثة بـ 300 ليرة، ويبيهم بسعر 750 – 1000 ليرة للربطة الواحدة بعد تجميع عدة بطاقات من أكثر من أسرة، حيث تلجأ بعض الأسر المضطرة نتيجة العازة إلى تأجير بطاقة الخبز مقابل مردود يتراوح مابين 30 – 45 ألف ليرة سورية شهرياً مع ربطة خبز يومياً مجاناً.
بدورهم، يقوم العاملون في الأفران، بحسب التجار، باقتطاع ربطة من مخصصات المصطفين على الدور، لتأمين الخبز للتجار دون بطاقات ذكية لكن بسعر مرتفع، يتيح للطرفين الاستفادة من هذه التجارة على حساب المواطنين المستحقين.
وتقلص قطر رغيف الخبز مؤخراً بدمشق ليصبح أقل حجماً عن السابق، وازداد لونه اسمراراً، وسط تأكيدات بأن العجنة التي يقوم بها الأفران تعتمد بالدرجة الأولى على النخالة بدلاً من الطحين غير المتوفر.
ووصل سعر ربطة الخبز ربع كيلو التي تباع في الأفران الخاصة الصغيرة التي انتشرت مؤخراً إلى 700 ليرة سورية، وخبز النخالة الصغير (السكري) إلى 600 ليرة، في حين وصل سعر ربطة الخبز السياحي الكبيرة إلى 1800 ليرة والصغيرة إلى 1300 ليرة، بينما وصل سعر كيلو الصمون إلى 2500 ليرة سورية، والكرواسان إلى 700 ليرة للواحدة.
ويؤكد أصحاب أفران صغيرة في دمشق لـ موقع تلفزيون سوريا، أن سبب ارتفاع الأسعار ليس الدولار فقط، بل عدم توفر المازوت والغاز وانقطاع الكهرباء الطويل الذي يعيق الاستفادة منها، إضافة إلى نقص العمالة، وارتفاع إيجار المحلات، وارتفاع سعر الطحين وباقي المواد اللازمة لانتاج الخبز.
وادعت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في 7 من شباط الجاري، أن ظاهرة الازدحام اليومي على أفران الخبز في مدينة دمشق تراجعت، مرجعة السبب إلى تنفيذ سلسلة من الإجراءات بالاشتراك مع إدارة المؤسسة السورية للمخابز.
وفي تشرين الثاني العام الماضي، عدلت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك التابعة للنظام ألية توزيع الخبز المقررة لبعض شرائح البطاقة الذكية بحجة "تخفيف الازدحام على المخابز" لتصبح للعائلة المؤلفة من شخص أو شخصين بدلاً من ربطة واحدة يومياً، ربطتين كل يومين.
وبقيت مخصصات الخبز لباقي الشرائح على الشكل التالي: ثلاثة أشخاص أو أربعة، ربطتان يومياً، خمسة أشخاص أو ستة أشخاص ثلاث ربطات يومياً، سبعة أشخاص ومافوق أربع ربطات.
اقرأ أيضا: أزمة الخبز مستمرة بدرعا ودعوات لعدم بيع محصول القمح لنظام الأسد
وكانت الوزارة قد أدرجت الخبز إلى قائمة المواد الموزعة عبر البطاقة الذكية في نيسان 2020، مع تخصيص 4 ربطات خبز يومياً لكل أسرة مهما بلغ عدد أفرادها، قبل أن تعتمد مبدأ الشرائح، بحيث تحصل الأسرة على الخبز حسب عدد أفرادها.
وتستهلك مخابز المؤسسة السورية للمخابز 2,730 طنَّ دقيقٍ يومياً، وتنتج 2.86 مليون ربطة خبز يومياً، أي ما يعادل 20 مليون رغيف خبز يستهلكه السوريون يومياً من مخابز القطاع العام فقط، بحسب مدير المؤسسة زياد هزاع.
اقرأ أيضا: أفران مغلقة وطحين قليل.. أزمة الخبز في دمشق تشتد وتصل "السياحي"
ويعاني السوريون منذ آذار الماضي من أزمة في الخبز، ولا توجد تصريحات رسمية من حكومة الأسد توضح سبب المشكلة التي تتمثل في عدم إرسال روسيا للقمح إلى النظام علماً أن هناك مناقصات متعاقداً عليها لعدم الوقوع في هذه الأزمة.