تزداد حوادث السير في سوريا خلال شهر رمضان نتيجة السرعة الزائدة والقيادة دون تركيز في محاولة الوصول إلى المنازل قبل موعد الإفطار. ففي العام الماضي، أصدر الدفاع المدني السوري في شمال غربي سوريا تحذيرا خاصا للسائقين نتيجة تضاعف الحوادث بشكل كبير خلال شهر رمضان.
وتشير التقارير إلى أن معظم الحوادث المسجلة في دمشق العام الماضي كانت أضرارها مادية، وكانت دمشق هي المحافظة الأكثر تسجيلاً للحوادث بمعدل 3201 حادث منها 2231 أضرارها مادية، بحسب الأرقام التي ساقها مدير إدارة المرور في سوريا العميد جهاد السعدي لموقع أثر برس المقرب من النظام.
تكاليف مرتفعة لتصليح السيارات في دمشق
عند أحد محال حدادة السيارات الشهيرة في دمشق، حصل رأفت على موعد بعد 15 يوماً للانتهاء من تصليح سيارته التي اصطدم بها مع سائق تكسي على أوتوستراد الفيحاء قبل الإفطار بنحو نصف ساعة، لكن المشكلة ليست بمدة الانتظار فقط، بل بالكلف المرتفعة، حيث طلب منه الحداد مليون ونصف ليرة لتصليح السيارة نتيجة الحادث الذي وصل ضرره لنحو 4 قطع.
في ساحة المحافظة، ارتطمت سيارة التاكسي الخاصة بـ فؤاد بمنتصف سيارة كيا قبل الإفطار بساعة نتيجة الازدحام المروري وعدم قدرة شرطة المرور على ضبط السير، ومحاولة السيارات الخروج من الازدحام بأي ثمن، وفقاً لحديثه، مشيراً إلى أنه اضطر لأن يقوم بتصليح مكان الحادث في سيارة الطرف الآخر وسيارته، وقد كلّفه ذلك نحو مليون ونصف ليرة سورية مضافاً إليها خسارته بتوقيف السيارة لـ5 أيام، رغم أن الارتطام كان دون سرعة.
ارتفاع أجرة حدادة وطلاء السيارات
ارتفعت أجور تصليح السيارات وخاصةً الحدادة والطلاء، وفي جولة على الورش بدمشق، تراوحت أجرة حدادة أو ما يطلق عليه بـ(تصويج) قطعة واحدة على الحامي بين 150-200 ألف ليرة، وقد تزيد تبعاً لعمق الضرر ومساحته إلى نحو 250 ألف ليرة، بينما تراوح سعر التصويج على البارد للضربات الخفيفة بين 25 – 50 ألف ليرة حسب مساحة الضرر.
بعد إعادة معدن السيارة إلى حالته السابقة، يتطلب ذلك أخذها إلى الدهان، وتراوحت أجرة طلاء القطعة الواحدة للألوان السادة بين 200 – 225 ألف ليرة، بينما تراوح سعر طلاء القطعة بالألوان الصعبة والتي تضم بريقاً أو ما شابه بين 250 – 300 ألف ليرة، وقد يزيد أو ينقص السعر تبعاً لجودة الطلاء المستخدم وأجرة العامل الفني.
وإن تضررت السيارة بالدوزان فإنها "كارثة" بحسب مراد وهو سائق تكسي، الذي قال لموقع تلفزيون سوريا إن "الدخول بصيانة الدوزان قد يعني دفع الملايين، وتعتبر صيانة الدوزان من أكثر الأمور كلفةً بالسيارات وأكثرها تطلباً للوقت"، على حد تعبيره.
وتابع "أي تسريب للزيت أو للمياه يتطلب بأقل تقدير 150 ألف ليرة حسب طبيعة الضرر، فأسعار القطع مرتفعة جداً فقد اشتريت بداية رمضان ماسورة مياه معدنية تصل خرطوم المياه من الراديتير إلى المحرك طولها بالكاد 40 سم بـ75 ألف ليرة".
لا يقبل أي ميكانيكي أقل من 50 ألف ليرة سورية لصيانة عطل قد لا يتطلب أكثر من ساعتين صيانة، بينما لا يقبل فني الكهرباء أقل من 25 ألفا، بحسب سليم الذي يملك سيارة كيا سيراتو، مشيراً إلى أن هذه الأرقام تزيد أكثر تبعاً لنوع السيارة.
تصليح السيارات الكورية والصينية في دوما
ويرى سليم أن هناك استغلالاً كبيراً من قبل الفنيين، حيث يقومون برفع الأجرة على أصحاب السيارات الكورية والحديثة بينما لا يقبلون صيانة السيارات القديمة والصينية، أو يطلبون لقاء صيانتها أسعاراً أقل، وبرأيه فإن فنيي الميكانيك والحدادة والدهان والكهرباء يطمعون بأصحاب السيارات الحديثة وينظرون إليهم على أنهم "خرفان" على حد تعبيره.
لم يعد سليم يتردد لصيانة سيارته عند الورش في قلب دمشق، وقال "السيارات في سوريا باتت خارج العمر الافتراضي والصيانات باتت دورية وكثيرة ولو كانت السيارات صناعة كورية أو ألمانية، لذلك وجب البحث عن ورش أرخص، وبالفعل بدأت أتجه إلى ورش دوما بريف دمشق حيث تبين أن الأسعار هناك تساوي نصف الأسعار بدمشق".
يتقاطع مع سليم كثير من سائقي السرافيس والتكاسي، الذين باتوا يجرون الصيانات لسياراتهم في دوما بعد عودة الورش هناك للعمل، إضافةً إلى منطقة حوش بلاس التي تضمن عشرات الورش في مكان واحد، لكنها تبقى بعيدة عن دمشق وقد لا يستطيع السائق الذي تعرض لحادث أوقف سيارته التوجه إلى هناك.