لم يعد تأمين سلة رمضان بالأمر السهل حتى على من يود التصدق بها مع حلول شهر الصيام، فالوضع الاقتصادي المتعثر لمعظم سكان مناطق سيطرة النظام السوري جعل الأمر أصعب حتى على من كان في حال ميسورة مادياً قبل عام من الآن.
وتشهد مناطق سيطرة النظام تردياً غير مسبوق اقتصادياً في ظل الأزمات التي تشهدها سوريا، وفشل حكومة النظام في حل أي منها، مع ارتفاع الأسعار الجنوني وانخفاض الرواتب والدخل لمختلف العائلات.
ورغم أنه من الصعب القول إن السلة الغذائية باتت حلم كثير من السوريين الذين ينتظرونها بفارغ الصبر لإطعام أطفالهم على موائد الإفطار، فإن ذلك هو الواقع الذي رصده موقع "تلفزيون سوريا" في دمشق وريفها.
وقبل حلول شهر رمضان المبارك بأسبوع بدأت الأسعار بالارتفاع بشكل تدريجي، حيث زادت أسعار معظم السلع الغذائية والخضراوات والفواكه واللحوم والأجبان.
كم سعر "السلة الرمضانية" في دمشق؟
ومع وجود كثير من الأشكال والأصناف لما يطلق عليه "السلة الرمضانية" إلا أن السلة التي ينتظرها السوريون من الجمعيات الخيرية أو المتصدقين أو المنظمات الإنسانية، يجب أن تكفيهم لنصف رمضان أو لثلثي الشهر على الأقل، أما السلة الرمضانية التي تبيعها مؤسسات النظام فهي لا تكفي 4 أيام بأحسن الأحوال.
ورصد موقع تلفزيون سوريا أسعار "السلل الرمضانية" في اليوم الأول من الشهر الكريم، حيث تباينت أسعار السلة بين 500 ألف و 600 ألف ليرة على الأقل من دون لحوم وخضراوات وبقول وأجبان أو ألبان.
وتضم السلة الرمضانية الجيدة والتي تستفيد منها العائلات لقرابة 15 يوما على الأقل بحسب عدد أفرادها أهم المكونات الأولية والحاجيات الأساسية وهي "أرز 5 كغ، سكر 5 كغ، شاي أسود 250 غ، معكرونة 5 كغ، برغل خشن 5 كغ، عدس مجروش 5 كغ، مرتديلا صغيرة 5 قطع، زيت قلي 1 لتر، سمنة 1 كغ، صابون عدد 10، باكيت شوكولا، صفيحة بيض، تمر 1 كغ".
وتختلف أسعار ما تضمه السلة الرمضانية بحسب نوعية المنتج والمصنع والجودة، وفي أسواق دمشق قد تختلف الأسعار بشكل بسيط، إلا أنها أسعار غير ثابتة وقد ترتفع خلال أيام رمضان مع زيادة الطلب وتغير سعر الليرة أمام الدولار، وفشل النظام في تأمين أدنى مقومات الحياة ووضع حد أدنى للأجور يتناسب مع الوضع المعيشي.
وفي الجدول الآتي أسعار السلة الرمضانية في رمضان 2022 وفي رمضان 2023، ويظهر من الأسعار أنها وصلت إلى الضعف تقريباً:
السلعة
|
أسعار رمضان 2022 |
أسعار رمضان 2023 |
أرز 5 كغ |
37500 ليرة سورية |
50 ألف ليرة |
سكر 5 كغ |
20 ألف ليرة |
37500 ليرة |
شاي أسود 250 غ |
13500 ليرة |
20 ألف ليرة |
معكرونة 5 كغ |
27500 ليرة |
75 ألف ليرة |
برغل خشن 5 كغ |
30 ألف ليرة |
50 ألف ليرة |
عدس مجروش 5 كغ |
35 ألف ليرة |
75 ألف ليرة |
مرتديلا صغيرة 5 قطع |
12 ألف ليرة |
15 ألف ليرة |
زيت قلي 1 لتر |
15 ألف ليرة |
22 ألف ليرة |
سمنة نباتي 1 كغ |
17500 ليرة |
20 ألف ليرة |
صابون عدد 10 |
7 آلاف ليرة |
30 ألف ليرة |
باكيت شوكولا |
8500 ليرة |
35 ألف ليرة |
صفيحة بيض |
12 ألف ليرة |
24 ألف ليرة |
تمر 1 كغ |
15 ألف ليرة |
25 ألف ليرة |
المجموع: |
لا يقل عن 250 ألف ليرة |
لا يقل عن 500 ألف ليرة |
وقال أبو عمر أحد مالكي المتاجر في الشيخ سعد بحي المزة في دمشق، هذه أسعار أقل المنتجات جودة، هي ليست سيئة طبعاً ولكن هناك أجود منها يختلف سعر السلعة عدة آلاف.
وأضاف في حديث مع موقع "تلفزيون سوريا"، أن أسعار السلع غير ثابتة، والناس بالعموم غير قادرة على شراء كل السلة التي نطرحها، إنما يشتريها المقتدر والذي يريد أن يتبرع بها لقريب أو جار أو صديق.
ولفت إلى أن الجمعيات الخيرية في دمشق لا تستطيع تقديم سلل رمضانية بهذا الحجم، لعدة أسباب وتحديات تواجههم في الأيام الحالية، مبيناً أن التبرعات ليست كما قبل، وتوزيع سلل أقل حجماً لعدد أكبر من الناس يزيد من المستفيدين.
السلة الرمضانية حلم الفقير والموظف
واللافت كان أن يقول أبو سامر موظف حكومي لموقع "تلفزيون سوريا" إنه يعمل منذ 20 سنة في وظيفته إلى جانب عمل آخر في المساء، ولكن ما يحصله لا يكفي لشراء حاجيات رمضان.
وأضاف "أقبض 100 ألف ليرة من الوظيفة الحكومية ونحو 400 ألف ليرة من العمل المسائي، ومع ذلك لا أستطيع أن ألبي كل مصاريف البيت من طعام وشراب ودواء ولوازم أخرى.
وأردف أبو سامر أن تقديم سلة رمضانية من أي جمعية خيرية هو حلم لأي فقير أو موظف، لأن ذلك يجعله مرتاح البال أمام أطفاله وعائلته خلال رمضان حيث تمد الولائم عادة.
وأشار إلى أنه كان قبل ذلك يخجل أما الآن فهو مضطر لكتابة اسمه في أي جمعية بدمشق لتساعده في حال تم توزيع صدقات أو تبرعات أو سلل رمضانية.
وأكّد أن "السلة الرمضانية التي تبيعها المؤسسات الاستهلاكية التابعة لحكومة النظام السوري تبدأ من 100 ألف ليرة ولا تكفي عائلة من 4 أشخاص لثلاثة أيام في أحسن أحوالها من دون خضراوات أو لحوم أو دجاج، يعني أننا نطبخ "رز سادة" مع زيت نباتي؟".
تبرعات قليلة والحاجة كبيرة جداً
وقال ثائر عبد الرحيم العامل في إحدى الجميعات الخيرية بحي القدم في دمشق، إن التبرعات في السنة الماضية كانت قليلة إلا أنها أفضل من العام الحالي، مؤكداً أن التبرعات القادمة من خارج سوريا لم تعد كما كانت قبل أعوام، الأمر الذي أثر على طريقة عملنا بشكل كامل.
وأوضح عبد الرحيم لموقع "تلفزيون سوريا" إن الجمعية اضطرت لإجراء دراسة جديدة عن أحوال الناس في دمشق، طبعاً جميع الأسماء التي درسناها قبل رمضان محتاجة، ولكن نبحث عن أصحاب الأولوية، ومن لا يوجد لديهم أي معيل أو وظيفة أو مساعدة ثم نبدأ بالأشخاص الآخرين.
وأردف أن "الجمعية لديها أشخاص يجمعون التبرعات الشخصية والعينية والمادية بجميع أنواعها مالية وملابس ومأكولات وأطعمة ونقوم بفرزعها ونوزعها".
وأكمل أن سعر السلة الرمضانية بالجملة يصل اليوم في دمشق إلى 400 ألف ليرة بالحد الأدنى، ولكن نحن مضطرون لقسمها على عائلتين أحياناً حتى نعطي أكبر عدد من المحتاجين.