سخر سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي مما سموه تحول صفحة وزارة الكهرباء "الخدمية" لصفحة خاصة بنقل أخبار رئيس النظام السوري بشار الأسد" عقب الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا الأسبوع الماضي.
"صفحة الوزارة صارت صفحة أخبار بحكم ما في أخبار عن الكهرباء رحمة الله عليها اعملوها صفحة إعلانات أفضل ربع ساعة كهربا كل 7 ساعات"، هكذا علّق شخص يدعى يامن على خبر نشرته صفحة وزارة الكهرباء حول اتصال هاتفي تلقاه بشار الأسد من الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني للتضامن معه إثر الزلزال، متهكماً على تجاهل الوزارة لأي توضيح تشرح به سبب غياب الكهرباء عن العاصمة منذ أسبوع.
وانهال سكان دمشق على صفحة وزارة الكهرباء التابعة للنظام، بالتعليقات الساخرة منهم والمطالبة بتوضيحات حول انقطاع التيار الكهربائي بشكل شبه كامل، بينما لا تزال الخطوط المعفاة من التقنين تتنعم بالتيار 24 ساعة، ومناطق مثل كفرسوسة وأبورمانة تعيش تقنيناً ثلاث ساعات بثلاث ساعات بشكل منتظم.
ما علاقة الزلزال بانقطاع الكهرباء عن دمشق؟
ومنذ وقوع الزلزال المدمر بداية الأسبوع الماضي في جنوبي تركيا وشمال غربي سوريا، غاب التيار الكهربائي إلى اليوم بشكل شبه كامل عن أغلب العاصمة دمشق، وسط شح بالمحروقات وعودة تأخر رسائل البنزين، ما يعيق استخدام المحروقات في تشغيل المولدات سواء للمنازل أو المحال أو الورش.
واستطلع موقع تلفزيون سوريا عددا من الآراء حول الأزمة (طلبوا عدم ذكر هويتهم)، حيث طالب علاء من سكان الشيخ سعد بتوضيح مقنع يفسر وصل التيار الكهربائي كل 12 ساعة ربع ساعة أو نصف ساعة فقط بأحسن الأحوال، مشيراً إلى أن الدمشقيين باتوا منقطعين عن العالم الخارجي، لا جوالات مشحونة ولا تلفاز للاطلاع على الأخبار، ولا أي وسيلة تكنولوجية تعمل، على حد تعبيره.
في مساكن برزة، يقول راشد لموقع تلفزيون سوريا إن منطقته وصل التقنين فيها إلى يومين متتالين مقابل وصل لدقائق فقط، مشيراً إلى أن الحال يسوء يوماً بعد يوم دون أي مراعاة لاحتياجات الناس.
سالي من سكان منطقة المزرعة، تقول إن التقنين وصل لـ 14 ساعة باليوم، مقابل وصل لدقائق، مشيرةً إلى أن الوزارة تستغل الوضع الكارثي للزلزال وتعتقد أن الناس لن تسأل عن الكهرباء، علماً أن صهاريج المحروقات جاءتهم مجاناً هذه المرة من العراق وإيران للمساعدة، لكن لا أحد يعلم أين تذهب هذه الكميات.
وتابعت "هل يعتقدون أن حيلة تحويل الكهرباء إلى المناطق المنكوبة ستنطلي علينا؟ سألنا أقرباءنا وأكدوا لنا أن التقنين في اللاذقية أسوأ مما كان عليه قبل الزلزال بحجة تضرر الشبكات".
خطوط كهرباء ذهبية ومترفون
"الحكومة ربما تريد أن تجعل كل السوريين منكوبين، ليس من المعقول بظل هذه الأجواء الباردة أن تختفي الكهرباء، ويختفي وزيرها ومديروها عن التصريحات، بحجة الوضع الإنساني في المناطق المتضررة من الزلزال"، يقول ثائر.
وأضاف "أبراج الاتصالات توقفت عن الخدمة، ولا نستطيع التواصل مع أقربائنا في باقي المحافظات، وليس من المعقول أن يكون الوضع في كفر بطنا بريف دمشق على سبيل المثال أفضل من العاصمة، فهم يعيشون على الأمبيرات ولا يشعرون بانقطاع التيار الحكومي فهم ليسوا بحاجة له".
في جرمانا بريف دمشق، التي كانت حالة استثنائية طيلة فترة الأزمة وتنعم بالكهرباء بشكل متواصل من الساعة 1 ليلاً وحتى السادسة صباحاً، قطع عنها التيار لأسباب غير معروفة أيضاً، وقال سكان هناك للموقع إنه ومنذ وقوع الزلزال وحتى اليوم، يكاد يكون التيار الكهربائي معدوما، علماً أن المدينة تضم الكثير من النازحين أصلاً من المناطق الشمالية، وهم يعانون البرد وعدم وجود وسائل تدفئة.
اقرأ أيضا: شركة "علاقات عامة" ترعى خطة بشار الأسد للتخلص من العقوبات الأميركية
وحتى إعداد التقرير، لم يصدر أي توضيح بخصوص وضع الكهرباء، لكن رئيس النظام بشار الأسد وخلال زيارته لمدينة حلب وعند سؤاله عن تبعات إعلان المناطق المتضررة كمناطق منكوبة، قال إن ذلك يعني تحويل كل إمكانيات وموارد الدولة إليها، لكن على الصعيد الآخر يعاني سكان تلك المحافظات من ذات التقنين المجحف، إضافة إلى أن أصحاب الخطوط الذهبية والأماكن المترفة بدمشق لم يؤخذ من مخصصاتها شيء لصالح تلك المحافظات.