اعتبرت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في الأمم المتحدة، ليندا غرينفيلد، أن تصويت مجلس الأمن في الـ10 من تموز المقبل، سيكون حول "مصير آخِر معبر متبقٍ بالنسبة لعدد لا يحصى من السوريين. وهو تصويت حياة أو موت".
جاء ذلك في كلمة ألقتها السفيرة غرينفيلد أمام "لجنة الشؤون الخارجية" في الكونغرس الأميركي، مساء أمس الأربعاء، قالت فيها: "إن غالبية السوريين في جميع أنحاء شمال غربي سوريا -ملايين البالغين والأطفال- يعتمدون على مساعدتنا لإبقائهم على قيد الحياة".
وأضافت غرينفيلد: "زرت قبل أسبوعين المعبر الحدودي الوحيد المتبقي الذي أذن به مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا (معبر باب الهوى)، وقد أدى فيروس كورونا إلى تفاقم الوضع الإنساني المزري. وسأقتبس ما قاله لي أحد المهجّرين: إن كوفيد-19 هو مجرد سبب آخر للموت".
وقالت: "عند معبر باب الهوى الحدودي، تقدم الأمم المتحدة كل شهر أكثر من ألف شاحنة محملة بالطعام والمياه النظيفة والإمدادات الطبية -بتمويل كبير من الولايات المتحدة- إلى آلاف السوريين الذين هم في أمس الحاجة إليها".
وأشارت إلى أنه "في العام الماضي، قادت روسيا جهودًا لإغلاق معبرين إنسانيين آخرين إلى سوريا، ما أدى إلى تقييد وصول المساعدات في الوقت الذي انتشر فيه الوباء. وقريباً، سيصوت مجلس الأمن على مصير آخر معبر متبقٍ. بالنسبة لعدد لا يحصى من السوريين، هذا تصويت حياة أو موت. هذا مجرد مثال واحد على مدى أهمية قيادتنا في الأمم المتحدة".
ولفتت سفيرة الولايات المتحدة إلى أنها قدمت في آذار الماضي خلال ترؤس الولايات المتحدة مجلس الأمن؛ مناقشة جادة حول الجوع الناجم عن الصراع لتسليط الضوء على كيفية استخدام المجاعة كسلاح حرب، وذلك بحضور وزير الخارجية بلينكين الذي ترأس اجتماعاً حول الوضع الإنساني في سوريا للفت الانتباه إلى الصراع في الذكرى العاشرة المأساوية له.
وشدّدت بأن "الأمم المتحدة -والعالم- بحاجة إلى قيادة الولايات المتحدة. فعندما نترك فراغًا، فإن الآخرين الذين لا يشاركوننا قيمنا وأولوياتنا يتوقون للتدخل. هدف أولئك الذين يعملون ضدنا واضح: خلق بيئة دولية أكثر ملاءمة للاستبداد" بحسب تعبيرها.
مخاوف من إغلاق معبر باب الهوى
وتجري حاليًا مفاوضات في مجلس الأمن بشأن تمديد وصول المساعدات عبر الحدود إلى مناطق في شمال غربي سوريا. إلا أنّ روسيا أشارت في شهر شباط الماضي إلى نيتها إغلاق المعبر الأخير المتبقي عبر باب الهوى، عندما يحين موعد التصويت في المجلس قبل انتهاء المدة في 10 من تموز.
ويعتمد معظم سكان شمال غربي سوريا البالغ عددهم أربعة ملايين نسمة، بمن فيهم ما لا يقل عن 2.6 مليون مهجر، على المساعدات الإنسانية.
وفي كانون الثاني 2020، ألغى مجلس الأمن التفويض الممنوح للأمم المتحدة باستخدام معبر اليعربية الحدودي بين العراق وشمال شرقي سوريا. قلل هذا من قدرة منظمات الإغاثة على دعم نظام الرعاية الصحية المتعثر هناك والتصدي لجائحة كورونا.