تواصل أسعار مشروب المتة الشعبي ارتفاعها في سوريا، متجاوزة نسبة الارتفاعات التي تشهدها أسعار باقي المواد الغذائية، بالرغم من إعلان حكومة النظام عن الأسعار الجديدة للمادة، فإنها ظلّت تباع في السوق السوداء بأرقام مرتفعة، إذ وصل سعر ماركة بيبوري إلى 17 ألف ليرة سورية.
وكانت وزارة التجارة الداخلية في حكومة النظام، أصدرت نشرة أسعار جديدة في محاولة لضبط السعر، وحددت من خلالها سعر المادة نوع خارطة وبيبوري وتارغواي وآماندا والصخرة سعة 500 غرام معبأ بالمفرق بسعر 10 آلاف وسعة 250 غراماً بسعر 5 آلاف وسعة 200 غرام بسعر 4200 ليرة وسعة 150 غراماً بسعر 3200 ليرة وسعة 125 غراماً بسعر 2700 ليرة.
صحيفة الوطن المقربة من النظام أكدت أن الفرق بين التسعيرة الرسمية وسعر مبيعها على أرض الواقع يعتبر كبيرا، حيث ارتفع سعر مادة المتة نوع خارطة سعة 500 غرام معبأ خلال الأسبوع الماضي في الأسواق من 10 آلاف إلى 16 ألفاً ونوع بيبوري من 11 ألفاً إلى 17 ألفاً، كما ارتفع سعر المادة نوع خارطة سعة 250 غراماً من 5 آلاف إلى 7500 ليرة ونوع بيبوري من 5500 إلى 8 آلاف ليرة.
وفي السياق، أكد أصحاب المحال التجارية أن سعر المادة شهد تغييرات كبيرة خلال الأيام الأخيرة الماضية وحصلت ارتفاعات غير مسبوقة بسعرها وتجاوزت نسبة ارتفاع المادة نسبة ارتفاع أي مادة أخرى ارتفع سعرها مؤخراً، مبينين أن رفع السعر يتم من محال الجملة الذين قاموا برفع السعر خلال الفترة الماضية بشكل غير مسبوق، وفقاً لما نقلته "الوطن".
ولفت أصحاب المحال التجارية إلى أن بعض المواطنين أصبحوا يطلبون اليوم شراء المادة فرطاً بعد رفع السعر وهناك بعض البقاليات بدؤوا ببيعها فرطاً نزولاً عند رغبة بعض المواطنين وبعضهم الآخر أصبح يشتري المادة بأوزان قليلة.
ما أسباب ارتفاع أسعار المتة في سوريا؟
وحول أسباب ارتفاع أسعار المتة في سوريا، قال عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق ياسر اكريم في تصريحات لـ "الوطن"، إن ارتفاع الأسعار طال كل المواد ومنها مادة المتة، لكن الذي أدى إلى ارتفاع سعر المتة بشكل كبير أن طريق وصول المادة من البلد المنتج صار أصعب من ذي قبل عقب المشكلات العالمية وأصبحت تكاليف النقل من المصدر الرئيسي للمادة مختلفة وكبيرة، إذ يتبعها تكاليف البنزين والمازوت وغيرها من التكاليف الأخرى وهذه التكاليف تؤثر في النقل من المصدر وعلى النقل الداخلي وعلى التوزيع وغيرها من التكاليف الأخرى.
من جهته، أكد رئيس جمعية حماية المستهلك عبد العزيز المعقالي أنه حاول التواصل مع المستورد الرئيسي لمادة المتة لمعرفة أسباب ارتفاع أسعارها الكبير في السوق لكنه لم يستطع التواصل معه.
وأضاف المعقالي أن العقبة التي أدت إلى ارتفاع أسعار معظم المواد ومنها المتة مؤخراً هي صعوبة الاستيراد وعدم تأمين القطع.
كما أن المشكلة الرئيسية التي ساهمت بارتفاع الأسعار في السوق أن التاجر يدفع اليوم ثمن البضاعة المستوردة مرتين مرة للشركة المصدرة للمادة ومرة لشركات الصرافة المعتمدة من المصرف المركزي، ولكي يحصل التاجر على ثمن البضاعة من شركة الصرافة يحتاج لخمسة أشهر بعد أن كان يحصلها منذ مدة خلال ثلاثة أشهر، بحسب تصريحاته لـ "الوطن".
ارتفاع الأسعار في سوريا
وخلال الفترة الماضية، تفاقمت أزمة الغلاء في مناطق سيطرة النظام السوري، لتلقي بظلالها على معيشة السوريين بكل تفاصيلها، من مأكل ومشرب وملبس، لتصل أخيراً إلى المشروب المفضل لفئة واسعة منهم، المتة.
وتعتبر المتة من أكثر المواد التي يتم التلاعب بأسعارها من قبل التجار، عبر قطعها عن الأسواق لفترات طويلة نسبياً ومن ثم إعادة طرحها بأسعار أعلى، وهو ما حدث أخيراً إذ تضاعف سعرها خلال أيام معدودة.