ملخص:
- لاقى مقترح إقامة "مدينة تكنولوجيا" في سوريا سخرية وغضباً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
- اعتبر المواطنون أن الأولوية يجب أن تكون لتحسين الظروف المعيشية وتأمين الاحتياجات الأساسية.
- انتقد العديد من المستخدمين عجز النظام عن توفير الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والاتصالات.
- رغم حديث النظام عن جاهزية المشروع، يعاني المواطنون من أزمات حادة في البنية التحتية والخدمات.
لاقى حديث وزارة الاتصالات في حكومة النظام السوري عن مقترح لإقامة مدينة "تكنولوجيا" في سوريا سخريةً وغضباً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط إجماع على ضرورة تأمين لقمة العيش وإطعام الجائعين أولاً قبل البدء أو التحضير لمثل هذه المشاريع.
وكان مدير الخدمات المشتركة في وزارة الاتصالات، المهندس محمد العلي، قد صرح بأن الوزارة اقترحت إقامة منطقة تخصصية تكنولوجية في الديماس، وعرضت المشروع على مجلس "هيئة الاستثمار السورية".
وقال العلي في تصريحات لموقع "أثر برس" المقرب من النظام إن "الهدف من هذه المدينة التكنولوجيا هو جذب وتوطين تقانة المعلومات والتصنيع التكنولوجي، عبر جمع الفعاليات الصناعية والتجارية والخدمية المتعلقة بهذا المجال في مكان واحد"، كما زعم أن المشروع يسعى إلى جذب الشركات العالمية لتبادل الخبرات مع الشركات المحلية.
وما إن انتشرت تلك التصريحات حتى عجت مواقع التواصل الاجتماعي بتناول الخبر بسخرية كبيرة من السكان المقيمين في مناطق سيطرة النظام. وكتب أحد رواد مواقع التواصل معلقاً على الأمر: "الأفضل إنشاء مدينة الكهرباء وبعدها يتم التفكير بالتكنولوجيا، لأن الأمم ترتقي بالتدرج لتصل إلى القمة".
وأضاف آخر: "حكومة النظام لا تستطيع تركيب شبكات الاتصالات بشكل جيد حتى تتحدث عن مدينة تكنولوجيا (..) اعملوا على تحسين الرواتب وظروف المعيشة وبعدها ابدؤوا بالتفكير في التطور".
"دولة عاجزة"
وهاجم آخر الحكومة قائلاً: "سوريا عاجزة عن توفير رغيف خبز والكهرباء والمحروقات (..) دولة عاجزة عن توفير شبكة دائمة لمؤسساتها وإداراتها (..) دولة عاجزة عن تنظيف شوارعها وإفراغ حاوياتها (..) دولة عاجزة عن تنظيم السير (..) دولة عاجزة عن كل شيء وتريد بناء مدينة للتكنولوجيا (..) بالله عليكم هل هؤلاء من البشر؟".
وأضاف أحد رواد مواقع التواصل: "تصنعون من الخشب التالف أثاثاً راقياً (..) ما فائدة التكنولوجيا في بلد متخلف ألف عام عن الحضارات ويعيش وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة".
وكتب أحدهم ساخراً: "نحن نعيش في بلدة التناقضات، رأسنا في المريخ وأرجلنا في سابع أرض (..) نركض وراء السراب ونبتعد عن كل واقع".
وتابع آخر قائلاً: "أحسنت يا سيادة الوزير، أليس الأولى بالحكومة أن تطعم شعبها الجائع؟ (..) هناك شيء مهم وهناك شيء أهم: الأهم معاناة المواطن وتأمين لقمة عيشه حتى يبقى على قيد الحياة، واستئصال الفساد من جذوره".
الوزير يتحدث عن المشروع
وقال الوزير في تصريحاته إن المقترح يمتد على مساحة 200 ألف متر مربع، مضيفاً أنه مزود ببنية تحتية قوية تشمل شبكات طرق رئيسية وفرعية ومواقف للسيارات، بالإضافة إلى تجهيزات كهربائية بمركزي تحويل تبلغ استطاعة كل منهما 1000 كيلو فولت أمبير، ووحدات نفاذ ضوئية.
ورغم أن النظام يتحدث عن جاهزية المنطقة للاستثمار بعد صدور القرار رقم 80، فإن الواقع على الأرض مختلف تماماً. ففي الوقت الذي يعاني فيه المواطنون من الانقطاع المستمر للكهرباء وضعف الاتصالات، يجتمع النظام ووزارة الاتصالات مع هيئة الاستثمار للاتفاق على تشكيل لجنة للإشراف على المشروع والبدء في تنفيذ الإجراءات.
كما نقل "أثر برس" عن وزير الاتصالات في حكومة النظام، إياد الخطيب، أن مدة تنفيذ مشروع "المدينة التكنولوجية" ستكون ثلاث سنوات.
سوريا على حافة الانهيار
وتواجه مناطق سيطرة النظام السوري أزمة حادة في البنية التحتية، حيث تعاني معظم المناطق من انقطاع مستمر للكهرباء وضعف شديد في خدمات الاتصالات.
وعلى مدار السنوات الماضية، أصبحت الكهرباء متوفرة لساعات قليلة فقط في اليوم، إن توفرت، ما أثر سلباً على حياة الأهالي وأدى إلى توقف العديد من الأنشطة الاقتصادية.
وكانت حكومة النظام قد اتبعت نظام التقنين في إيصال الكهرباء للسكان، حيث وصلت ساعاته إلى 22 ساعة انقطاع في اليوم، وربما لأيام متتالية، خاصة في مناطق ريف دمشق.
وفيما يتعلق بالاتصالات، يعاني الأهالي من ضعف شديد في شبكات الهاتف المحمول والإنترنت، حيث أصبحت الاتصالات غير موثوقة ومتقطعة بشكل دائم، وخاصة في أوقات غياب الكهرباء التي يؤثر غيابها على استمرار الاتصالات.
وليس فقط الاتصالات والكهرباء، بل تعاني سوريا نقصا بكل الخدمات وسط ارتفاع الأسعار بشكل جنوني والتي باتت فوق طاقة السكان الذين اتجهوا إلى إلغاء الكثير من الأصناف من موائدهم.