تداولت حسابات مقربة من النظام أنباء تفيد بتجديد رئيس النظام السوري بشار الأسد للواء كفاح ملحم على رأس جهاز المخابرات العسكرية لعام آخر.
وكان رئيس النظام بشار الأسد عيّن كفاح ملحم على رأس جهاز المخابرات العسكرية منذ العام 2019، رغم عقوبات أوروبية فرضت عليه لتورطه بارتكاب العديد من الانتهاكات بحق السوريين.
وذكرت حسابات تتبع لـ"المخابرات العسكرية" أن بشار الأسد أصدر أمراً إدارياً يقضي بتمديد خدمة اللواء الركن كفاح محمد ملحم رئيس شعبة المخابرات العسكرية لمدة عام اعتباراً من تاريخ 27 تشرين الثاني الجاري.
من هو اللواء كفاح ملحم؟
يذكر أن اللواء الركن كفاح ملحم قد عيّن رئيساً لشعبة المخابرات العسكرية في آذار 2019 خلفا للواء محمد محلا.
وينحدر ملحم من قرية "جنينة رسلان" بريف محافظة طرطوس على الساحل السوري، وتقلّد عدة مناصب منذ تدرجه في السلك العسكري قبل سنوات طويلة، إذ تجمعه علاقة قوية مع ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام وقائد الفرقة الرابعة سيئة الصيت.
وشغل ملحم في ثمانينيات القرن الماضي منصب "ضابط الارتباط" بين رئاسة وزراء النظام وباسل الأسد (الشقيق الأكبر لرئيس النظام والذي قتل في حادث سير عام 1994). وترأس بعد ذلك العديد من الفروع الأمنية الحساسة في مختلف المناطق السورية.
كفاح ملحم والثورة السورية
وخلال سنوات الثورة، اشتهر ملحم بإشرافه على تعذيب المعتقلين، وخاصة خلال ترؤسه الفرع 248 (التحقيق العسكري) في العامين 2011- 2012، حيث ارتكب فيه كثير من الانتهاكات، وبات في عهده من بين أسوأ الفروع الأمنية.
وعقب تدهور الأوضاع الأمنية في مدينة حلب عام 2012، عُيّن ملحم -وكان برتبة عميد- رئيساً لفرع الأمن العسكري هناك، حيث شارك كبار رؤساء عصابات "الشبيحة" في حلب، وتولى عملية تجنيدهم بشكل وتكليفهم بعمليات القتل والخطف وابتزاز التجار.
وفي نهاية 2012، عُيّن ملحم رئيساً للمخابرات العسكرية في اللاذقية. وهناك، أشرف على عصابات الشبيحة التي مارست مختلف الانتهاكات لصالح "شعبة المخابرات العسكرية" بالتعاون مع ابن عم رئيس النظام هلال الأسد.
ومنذ ذلك الوقت، قاد ملحم قوات النظام في معارك ريف اللاذقية الشمالي، وارتكب العديد من الانتهاكات وجرائم الحرب بحق سكان جبل الأكراد والتركمان.
إدراج ملحم ضمن العقوبات الأوروبية
وفي عام 2014، عُين ملحم رئيساً لفرع المعلومات بشعبة المخابرات العسكرية، وفي تموز تم ترفيعه لرتبة لواء وتعيينه نائباً لرئيس شعبة "المخابرات العسكرية" اللواء محمد محلا حيث أشرف على عدد من العمليات العسكرية في أرياف حماة وحمص وحلب، ويشترك مع اللواء محمد محلا في المسؤولية عن جميع الانتهاكات التي ارتكبتها شعبة "المخابرات العسكرية" منذ تعيينه عام 2015 حتى تموز 2018، إذ أصبح رئيساً للجنة الأمنية في المنطقة الجنوبية والتي تشمل درعا والقنيطرة والسويداء.
ونتيجة لانتهاكاته أُدرج اسم اللواء كفاح ملحم في قوائم العقوبات الأوروبية بسبب مسؤوليته عن عدد كبير من الجرائم التي ارتكبها بحق السوريين.