جدد نظام الأسد لـ اللواء كفاح محمد ملحم تعيينه رئيسا للمخابرات العسكرية (الأمن العسكري)، التي كان قد تسلمها في آذار 2019.
ويعرف عن النظام إجراءه تغييرات في رئاسات الإدارات العامة للفروع الأمنية كل ثلاث إلى أربع سنوات تقريبا.
ونشرت حسابات موالية للنظام اليوم الأحد، منشورات "تبارك" لـ ملحم تجديد تعيينه في منصبه.
وكان ملحم تسلم منصبه خلفا لـ اللواء محمد محلا الذي تضاربت الأنباء حينئذ عن مصيره، إذ جرى الحديث عن تعيينه حينئذ، مستشارا أمنيا لبشار الأسد، كما ترددت أنباء أيضا عن عدم تسليمه أي منصب وإحالته للتقاعد.
مسيرة اللواء كفاح ملحم مع الانتهاكات بحق السوريين
وينحدر ملحم من بلدة جنينة رسلان التابعة لمحافظة طرطوس وقد تم تجنيده في "الحرس الجمهوري" تحت إمرة باسل الأسد، وكان بمنزلة المراسل بينه وبين رئيس الوزراء السابق محمود الزعبي، ولدى مقتل باسل الأسد نُقل ملحم إلى شعبة "المخابرات العسكرية" حيث تسلم رئاسة فرع التحقيق العسكري "الفرع 248".
ولدى اندلاع الاحتجاجات السلمية في مارس 2011، شارك كفاح ملحم في قمع المتظاهرين بدمشق وضواحيها، حيث ارتكب مع عناصر "الفرع 248" تحت إشرافه عدداً من الانتهاكات بحق السوريين، بحيث أصبح هذا الفرع من أشد الفروع الأمنية، إذ يتم تحويل المعتقلين إليه من جميع فروع شعبة "المخابرات العسكرية" المنتشرة في كل المحافظات السورية بهدف التحقيق معهم.
ويعتبر ملحم من أبرز المسؤولين عن الانتهاكات التي تم ارتكابها في "الفرع 248"، خلال العامين 2011 و2012.
ولدى تراجع قبضة النظام في حلب عام 2012، عُين العميد (حينذاك) كفاح ملحم رئيساً لفرع "الأمن العسكري" هناك، حيث تابع عمله في وأد الثورة وأشرف على عصابات الشبيحة، حيث تولى عملية تجنيدهم بشكل مباشر، وتكليفهم بالقيام بعمليات خطف وابتزاز التجار ومبادلة المختطفين بمبالغ مالية ضخمة تصل في نهايتها له والذي كان يتقاسمها مع عدد من الضباط وقادة وعناصر تلك المجموعات.
كما أشرف ملحم على عمليات القتل والتعذيب التي تمت في فرع المخابرات العسكرية في مدينة حلب "الفرع 290"، والذي قام عناصره بارتكاب تجاوزت كبيرة ضد المعتقلين، حيث وثق تقرير صادر عن منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تموز 2012 بعنوان "أقبية التعذيب والاعتقال التعسفي والتعذيب والاختفاء القسري في مراكز الاعتقال السورية منذ آذار 2011" ممارسات فرع المخابرات العسكرية في حلب والجرائم التي ارتكبها عناصر "الاستخبارات العسكرية" تحت إشراف العميد كفاح ملحم.
وفي نهاية عام 2012، نُقل ملحم إلى مدينة اللاذقية رئيساً لفرع "المخابرات العسكرية" في المدينة، وعمل على تجنيد عصابات الشبيحة وتكليفهم بارتكاب جرائم لصالح شعبة "المخابرات العسكرية"، بما في ذلك ممارسة أعمال الخطف والتشبيح بالتعاون مع هلال الأسد، والذي كان يحتجز ضحاياه في المدينة الرياضية باللاذقية. كما شارك ملحم في تلك الفترة في قيادة عمليات قوات النظام بريف اللاذقية الشمالي، ويعتبر مسؤولاً مع عدد آخر من ضباط النظام عن الانتهاكات والجرائم التي وقعت في جبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية الشمالي.
وفي عام 2014، عُين ملحم رئيساً لفرع المعلومات بشعبة المخابرات العسكرية، وفي تموز تم ترفيعه لرتبة لواء وتعيينه نائباً لرئيس شعبة "المخابرات العسكرية" اللواء محمد محلا حيث أشرف على عدد من العمليات العسكرية في أرياف حماة وحمص وحلب، ويشترك مع اللواء محمد محلا في المسؤولية عن جميع الانتهاكات التي ارتكبتها شعبة "المخابرات العسكرية" منذ تعيينه عام 2015 حتى تموز 2018، إذ أصبح رئيساً للجنة الأمنية في المنطقة الجنوبية والتي تشمل درعا والقنيطرة والسويداء.
ونتيجة لانتهاكاته أُدرج اسم اللواء كفاح ملحم في قوائم العقوبات الأوروبية بسبب مسؤوليته عن عدد كبير من الجرائم التي ارتكبها بحق السوريين.