عقد وزير الخارجية المصري سامح شكري اليوم الإثنين جلسة مباحثات مع وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، وذلك عقب لقائه مع رئيس النظام بشار الأسد، حيث نقل له رسال من السيسي.
وتجاهل سامح شكري في تصريحات صحفية، أسئلة الصحفيين حول التطبيع العربي مع النظام السوري، وأصرّ على أن الهدف من الزيارة إنساني فقط.
وقال وزير خارجية النظام فيصل المقداد خلال تصريح صحفي مع شكري، بثته صحيفة (الوطن) المقربة من النظام، "عندما يأتي وزير خارجية جمهورية مصر العربية إلى دمشق فهو يأتي إلى بيته وأهله وبلده، وكان لقيادة مصر وشعبها دور كبير في مواجهة النتائج الكارثية للزلزال".
وأضاف أن "شكري التقى مع بشار الأسد وكان هناك نقاش وحوار موسع حول آثار الزلزال وحول العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين".
تجاهل لأسئلة التطبيع مع النظام
من جهته، قال سامح شكري "سعيد بزيارتي إلى سوريا والتقيت بشار الأسد ونقلت له رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي للتأكيد على التضامن مع سوريا والاستعداد لمواصلة دعمها بمواجهة آثار الزلزال".
وأضاف أن "الشعب السوري له مكانته لدى الشعب المصري وتربطنا أواصر إنسانية ونحن هنا لمؤازرة أشقائنا في سوريا وتنسيقنا مع الحكومة بدأ منذ الأيام الأولى لوقوع الزلزال ومستمرين بتقديم المساعدات لمنكوبي الزلزال".
وفي رده على سؤال "أي انفتاح عربي على سوريا يفقد قيمته ما لم تبصم مصر عليه، لماذا لا تعيدون العلاقات مع سوريا إلى سابق عهدها؟"، قال شكري إن "الشعب السوري له مكانته لدى الشعب المصري، والهدف من هذا الزيارة هو هدف إنساني في المقام الأول، ونقل تضامن الحكومة والشعب المصري مع الشعب السوري".
كما تجاهل شكري كل أسئلة الصحفيين بشأن "عودة سوريا إلى الجامعة العربية"، وجدد تأكيده بأن مصر على أتم استعداد لما لديها من موارد لتوفير كل سبل الدعم الإنساني لمؤازرة السوريين". مضيفاً "في هذه المحن نحن نتعامل على أرضية ما يربطنا من أواصر إنسانية، وهذا هو ما نركز عليه في المرحلة الحالية".
التطبيع عبر بوابة الزلزال.. وزير الخارجية المصري يلتقي بشار #الأسد في #دمشق
— تلفزيون سوريا (@syr_television) February 27, 2023
تقرير: فايز النعيمي#تلفزيون_سوريا pic.twitter.com/VLevZr93VE
النظام يستغل الزلزال للخروج من عزلته
وكان بشار الأسد معزولاً دبلوماسياً في الساحة العربية - كما الدولية أيضاً - إذ ما تزال عضوية سوريا في جامعة الدول العربية معلّقة منذ قمع الاحتجاجات المناهضة للنظام السوري والتي انطلقت، في آذار 2011، لكن بعد الزلزال المدمّر، استأنفت دول عربية التواصل مع النظام الذي يستغل هذه الكارثة للخروج من عزلته الدبلوماسية.
ومنذ وقوع الزلزال المدمّر الذي ضرب سوريا وتركيا، في السادس من شهر شباط الحالي، تلقّى بشار الأسد سيلاً من الاتصالات من قادة دول عربيّة وهبطت أكثر من 223 طائرة مساعدات في مطارات دمشق وحلب واللاذقية، وسنحت الكارثة للأسد فرصة لدفع عملية تطبيع نظامه مع بقية دول العالم العربي، والتي إن كانت تسير ببطء لكنها تتقدم.
وقبل أيام حذّرت الشبكة السورية لـ حقوق الإنسان، من استغلال النظام السوري لكارثة الزلزال من أجل استعادة العلاقات السياسية والإفلات من العقاب، بذريعة إيصال المساعدات الإنسانية للمنكوبين، فيما اعتبر فريق "منسقو استجابة سوريا" أن هناك دولاً عربية وغربية تستغل المساعدات التي ترسلها لإغاثة متضرري الزلزال في سوريا، كبوابة للتطبيع من النظام السوري.