icon
التغطية الحية

"سأنتظر طوال حياتي".. ناج سوري من الزلزال يبحث عن جثامين أسرته في أنطاكيا

2023.02.23 | 14:13 دمشق

الناج من الزلزال مصطفى قزاز يبحث عن جثامين أسرته في أنطاكيا
مصطفى قزاز يجلس جانب خيمة يعيش بالمبنى السكني المنهار حيث توفيت عائلته بأكملها من جراء الزلزال في أنطاكيا (رويترز)
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

يبحث لاجئ سوري ناج من الزلزال في مدينة أنطاكيا جنوبي تركيا، عن جثامين أسرته التي ما تزال إلى الآن تحت الأنقاض ولم يُعثر عليها.

ورغم مرور أكثر من أسبوعين على الزلزال الكبير الذي دمر مدينة أنطاكيا التركية والذي تبعه زلزال كبير آخر، ما يزال مصطفى قزاز يمكث بالقرب من أنقاض مبنى أسرته المنهار، رافضاً التحرك حتى بعد انتهاء البحث عن جثامين والده وشقيقه وأخته.

يجلس قزاز وحيداً وسط الظلام على الأرض أمام المبنى الذي كانت تعيش فيه أسرته، ويقول لوكالة (رويترز) "لقد عملوا (عمال الإغاثة) لفترات طويلة ونبشوا المبنى بأكمله، وأخبروني أن العمل قد انتهى، لم يعد هناك أحد، يقولون لي إن أخي وأختي وأبي ليسوا هنا، كيف يمكن ذلك؟"

"سأنتظر طوال حياتي"

وفي أثناء جلوسه على كرسي بجوار خيمة يبيت فيها منذ 15 يوماً، قال قزاز وهو يمسك رأسه ويبكي "سأنتظر هنا طوال حياتي، لن أغادر".

وأضاف "كنت أعرف ما لا يقل عن 250 شخصاً في هذا الشارع، الآن جميعهم لقوا حتفهم"، في إشارة إلى شارع رئيسي في أنطاكيا حيث كانت تعيش أسرته.

ووصل قزاز (25 عاماً) إلى تركيا قادماً من سوريا مع أسرته منذ خمس سنوات وانتقل للعيش في ولاية طرابزون شمال شرقي البلاد، حيث كان يعمل مترجماً في قطاع السياحة، وزار قزاز أنطاكيا في اليوم السابق للزلزال من أجل الاطمئنان على أسرته لأول مرة منذ سنوات.

وقال "عملت ثلاث سنوات في طرابزون وادخرت أموالاً لكي أتزوج، حولت والدتي كل شيء إلى ذهب وتركته كله في المنزل، الآن سأبدأ من الصفر".

وسارع قزاز إلى أنطاكيا عندما سمع أخباراً عن وقوع الزلزال الأول، وأشار إلى أنه انتشل أخته ووالدته من تحت الأنقاض بمفرده دون مساعدة من أحد.

وأظهر تسجيل مصور، قزاز وهو يدخل من فتحة ضيقة بين السقف المنهار والأرض ولم يكن يظهر منه سوى قدميه. وقال قزاز إن والدته كانت قد لاقت حتفها بالفعل عندما أخرجها وتوفيت أخته بعد خروجها بفترة قصيرة.

وفي مقطع مصور آخر، كان قزاز يشير إلى جثمان أخته التي كانت مغطاة ببطانية وردية اللون. وأضاف "كنت أعيش من أجلهم، أشعر الآن كما لو أنني ولدت للتو، لا يوجد معي أحد، لا يوجد معي مال، ليس لدي أي شيء، لا يوجد مستقبل أو منزل".

انتهاء أعمال الإنقاذ

وأعلنت السلطات التركية انتهاء أعمال الإغاثة في عشر ولايات ضربها الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات في السادس من شباط الجاري، وأودى بحياة أكثر من 47 ألف شخص في جنوبي تركيا وشمال غربي سوريا.

وانهارت عدة مبان أخرى عندما وقع زلزال عنيف آخر في مدينة هاتاي يوم الإثنين الفائت، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وأدى إلى استئناف أعمال الإنقاذ، ولكن جهود الإنقاذ توقفت الثلاثاء وأصبح وسط مدينة أنطاكيا يشبه المكان المهجور، ولم يبق على الأرض سوى الطين الذي خلفته الحفارات بينما كانت تزيل حطام المباني المنهارة.