البث المباشر
نشر أحد قادة ميليشيا النظام السوري مقطع فيديو اتهم فيه وزراء ومسؤولين في النظام بأنهم "فاسدون ومرتشون"، مهدداً بأنه "سيأخذ ثأره بيده" في حال "لم تقم الدولة بواجبها".
وبدأ قائد ميليشيا "أسود الجبل"، بسام حسام الدين، حديثه بالقول "يسقط وزير الداخلية الفاسد، يسقط وزير العدل الفاسد، يسقط رئيس فرع الأمن الجنائي في اللاذقية العميد عدنان اليوسف، يسقط العميد بشار راجح مدير منطقة جبلة، يسقط القاضي سامر إسماعيل الفاسد"، مضيفاً أنه "ستسقطون وستسقط عنكم ورقة التوت، ستسقطون سقوطاً مدوياً لأنكم فاسدون".
ووجه حديثه إلى وزير الداخلية بالقول إنه "بات معلوماً للقاصي والداني أن العميد عدنان اليوسف، طفلك المدلل ومفتاحك"، مؤكداً على أن "الكلام صحيح، ولو كان غير ذلك لم تسمحوا له بالتجاوز، وكنتم بتقلعوه من شروشو وبتكبه بشي مزبلة، وبتشيل وسخو من اللاذقية".
ووصف حسام الدين رئيس فرع الأمن الجنائي في اللاذقية بأنه "زعيم أكبر عصابة في الساحل السوري، ولا يقبل الرشى سوى بالدولار والذهب، ولا يستعصي عليه شيء"، موضحاً أنه "له صائدين مهمتهم البحث عن التجار، ومن ثم إحضار موقوفين من الفرع وإعطائهم مخدرات للاعتراف بأن هؤلاء التجار يتاجرون بالدولار، ويطالبهم بدفع إتاوات ومبالغ مالية مقابل عدم احتجازهم".
وأكد على أن "فرع الأمن الجنائي في اللاذقية لا يتبع للدولة"، مشيراً إلى أنه "إذا كانت جميع فروع وزارة الداخلية على تلك الشاكلة فهذه مصيبة".
"علم على رأسه نار بالفساد"
أما عن وزير العدل، فوصفه حسام الدين بأنه "علم على رأسه نار بالفساد"، مضيفاً أن الوزير "لا تعنيه الوزارة بأي شيء، إلا بمقدار ما يسرق".
واتهم وزير العدل والقضاة في اللاذقية بأنهم "يأخذون الرشى بالدولار أو بالذهب، ولا يقبلون بغير ذلك"، ووجه الحديث لوزير العدل بالقول إن "تجاوزات رئيس فرع الأمن الجنائي في اللاذقية تجاوزت كل الحدود".
وفيما يتعلق بمدير منطقة جبلة بشار راجح، اتهمه قائد ميليشيا "أسود الجبل" في جيش النظام "بالفساد والخيانة، وأخذ الرشى من المواطنين"، مشيراً إلى أن المدعو علاء نعيسه وأخيه "كسروا عينه" بالمال والرشى.
وقال إن بشار راجح "أرسل دوريات لبيته دون وجه حق، فيما كان يجب أن ترسل الدوريات لإحضار القتلة والمجرمين".
وأشار إلى أن "فرع الأمن الجنائي في اللاذقية تحول إلى مزرعة يملكها الإقطاعي عدنان يوسف، ومنطقة جبلة حديقتها الخلفية تحت وصاية الآغا بشار راجح"، مشدداً أنه "سيأخذ ثأره بيده"، مضيفاً أن "الدم بالدم، والقتل بالقتل".
وذكر أنه "صبرنا 8 سنوات وما زال القتلة أحرار، وعدتونا أنه سنأخذ حقنا بالقضاء، وآمنا بالدولة، لكن لما اكتشفنا أنو وزارة الداخلية صارلت عبارة عن مزرعة وعصابات بقيادة الوزير، والدولة حيدت نفسها عن واجباتها، وما بقى تقوم بواجبها، وما جابت المجرمين هنا نحن نقول لكم سنأخذ حقنا بيدنا".
وحذر قائد ميليشيا "أسود الجبل" من أنه سيعطي مهلة شهراً من تاريخ بث الفيديو، مضيفاً أنه "لم تتركوا لي خياراً إلا قتل القتلة، وسأقتلهم بالشوارع نهاراً جهاراً أمام الملأ".
وسبق أن نشر بسام حسام الدين مقطع فيديو، ناشد فيه رئيسد النظام السوري للتدخل من أجل وقف فساد وتجاوزات وظلم ضباط كبار في مدينة اللاذقية، مؤكدة أنهم "يعاملونا متل الحيوانات وبيتفننوا بإذلالنا"
اللاذقية في صدارة الفساد اقتصادياً وإدارياً
وفي نيسان الماضي، كشف الجهاز المركزي للرقابة المالية التابع للنظام السوري عن ارتفاع نسب الفساد المالي في الوزارات والإدارات الحكومية بشكل كبير جداً وصل إلى 400% خلال عام واحد.
وتصدرت مدينة اللاذقية مقدمة المحافظات من إجمالي المبالغ المكتشَفة في قضايا الفساد الاقتصادي، وبلغت 2.7 مليار ليرة سورية (نحو 361 ألف دولار)، تلتها حلب بنحو 1 مليار ليرة.
ووفق مؤشر الفساد العالمي للعام 2022، حافظت سوريا على المرتبة قبل الأخيرة، وفقاً للتقرير السنوي الذي أصدرته "منظمة الشفافية الدولية"، والذي يرصد حالتي الشفافية والفساد، في 180 دولة حول العالم.
وفي تقرير سابق لـ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومركز العمليات الانتقالية الدستورية نهاية عام 2022، قال إن الإحباط المتنامي بسبب الفساد في سوريا كان أحد الأسباب الكامنة وراء الثورة السورية عام 2011.
وأضاف التقرير أن بشار الأسد وعلى غرار أبيه حافظ الأسد، قام بشراء الولاء عبر منظومة محكمة من المحسوبية العائلية وجماعات المصالح، يضاف إليها اليوم أمراء الميليشيات "الأثرياء الجدد".
