يُعقد الأسبوع العالمي للتوعية بمضادات الميكروبات كل سنة خلال الفترة ما بين 18-24 من تشرين الثاني، ومع حلول موعد هذه المناسبة، بدأ الأطباء السوريون بتسليط الضوء على خطر مقاومة مضادات الميكروبات.
وفي هذا الصدد، شدد الدكتور محمد وحيد رجب بيك رئيس الجمعية السورية للأمراض المعدية وقسم الأمراض المعدية بمشفى المواساة الجامعي بدمشق، على الحاجة الماسة للقيام بعمل جامع بغية مواجهة الخطر المتزايد لمقاومة مضادات الميكروبات، وحذر من ذلك بقوله: "إن المضادات الحيوية تنقذ أرواح الناس في حال استخدمت بالطريقة المناسبة، ولكن استخدامها بصورة خاطئة بات ظاهرة منتشرة، فالناس يتوجهون في أغلب الأوقات للمضادات الحيوية عندما يصابون بنزلة برد عادية أو بحمى عرضية من دون أن يحصلوا على وصفة طبية، بحيث يشترون المضادات من الصيدليات أو يستخدمون ما تبقى من أدوية ومضادات حيوية موجودة لديهم في البيت، وهذا الاستخدام الخاطئ يؤدي إلى ظهور مقاومة للمضاد الحيوي، حيث تتطور البكتريا لتصد آثار المضادات الحيوية، وهذا ما يعرض حياة المريض للخطر، ويعقد إجراءات المعالجة".
زيادة مقلقة في أشكال المقاومة
خلال مزاولته لمهنة الطب، لاحظ الدكتور بيك زيادة مقلقة في مقاومة أمراض الجهاز البولي للمضادات الحيوية، ويشرح ذلك بقوله: "كان من السهل معالجة تلك الأمراض خلال فترة من الفترات، أما الآن فأضحت بحاجة لأدوية أقوى وأغلى، حيث يمكن أن ترتفع التكاليف من 15-20 دولاراً إلى 500-1000 دولار، وهذا ما يثقل كاهل النظم الصحية والمرضى على حد سواء، بما أن معظم الناس لا يمكنهم تحمل هذه التكاليف".
أما التبعات فتتجاوز الضغط المالي، وذلك لأن الأمراض المقاومة للمضادات الحيوية تؤدي إلى إطالة أمد المرض وإضعاف الجهاز المناعي، ولهذا يحذر الدكتور بيك من ذلك بقوله: "حتى الأمراض البسيطة قد تتطور وتُظهر مضاعفات حادة أو تؤدي إلى الوفاة في حال عدم استجابة المريض للمضادات الحيوية".
ولمكافحة حالة مقاومة المضادات الحيوية على مستوى سوريا، بدأت المشافي بفرض قيود صارمة على استخدام تلك المضادات، وقد أكد الدكتور بيك على ذلك بقوله: "الوعي هو حجر الأساس، كما أن المضادات الحيوية لا تُصرف إلا من خلال منظومة تخضع لقيود ورقابة إلى جانب الاستشارة المتخصصة، إلى جانب تركيزنا على الإجراءات الوقائية، مثل إعطاء المريض مضادات حيوية معينة قبل العمل الجراحي".
مسؤولية المريض
وشدد الدكتور بيك على أهمية مسؤولية المريض إذ قال: "يمكن لوقف المضادات الحيوية بشكل مبكر أن يسهم في ظهور مقاومة، ولهذا يتعين على المريض استكمال الجرعة التي وصفت له من المضادات الحيوية، حتى ولو شعر بتحسن، إلى جانب استشارة الطبيب قبل إجراء أي تغيير على تناول الدواء.. لأن كل ساعة مهمة هنا، وأي تأخير لمدة ساعة في إعطاء المضاد الحيوي المناسب يزيد من خطر الوفاة بنسبة 8%، كما أن الاستخدام المناسب للمضادات الحيوية ينقذ أرواح البشر، في حين أن الاستخدام الخاطئ يسرع ظهور حالة المقاومة".
"تعلم وناصر وتحرك الآن"
ويمثل الأسبوع العالمي للتوعية بمضادات الميكروبات حملة لرفع الوعي بحالة مقاومة المضادات الحيوية والتشجيع على الاستخدام المسؤول لها، وسيكون موضوع هذه الحملة في هذا العام: "تعلم وناصر وتحرك الآن"، بما يؤكد وجود حاجة ملحة لاستخدام ووصف المضادات الحيوية بشكل أفضل.
وفي هذا العام، خرجت علينا منظمة الصحة العالمية بالشراكة مع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والمنظمة العالمية لصحة الحيوانات، بدليل للحملات يهدف إلى دعم أنشطة الأسبوع العالمي للتوعية بمضادات الميكروبات، ويسلط هذا التعاون الضوء على أهمية توحيد الجبهات ضد حالة مقاومة مضادات الميكروبات بما يشجع جميع القطاعات على المشاركة.
المصدر: WHO