أعلنت منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع وزارة الصحة في حكومة النظام السوري عن إقامة برنامج تدريبي شامل للمدربين وذلك لتعزيز الإدارة في المشافي والرعاية فيها وذلك في مختلف أنحاء سوريا. وسيخضع لهذا البرنامج 70 عاملاً في المجال الصحي حتى يصبحوا مدربين في بلدهم، وسيبدأ من منتصف شهر تشرين الثاني وسيقام في مركز الدراسات الاستراتيجية والتدريب الصحي بدمشق.
وبدعم من دولة النمسا، سيزود التدريب المشاركين بمهارات القيادة والإدارة المصممة خصيصاً لتلبي احتياجات الرعاية الصحية في سوريا، وتشمل المبادرة سبعة أقسام تضم الحوكمة والإدارة والتفكير الاستراتيجي وإدارة الموارد البشرية والإدارة المالية للمشفى وتحسين الجودة وسلامة المرضى ومستلزمات المشافي والخدمات الداعمة، وإدارة المشافي في الحالات الطارئة وعند وقوع كوارث، وإدارة المعلومات في المشافي.
وهذه الأقسام التي تعتمد على أفضل الممارسات عالمياً، سيقدمها ميسرون خبراء ينتدبهم المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في منطقة شرقي المتوسط، إلى جانب مستشارين دوليين منتدبين من مختلف أصقاع العالم العربي. يذكر أن هذه المبادرة جرى تطبيقها في ست دول بالمنطقة.
وأكدت كريستينا بيثكي وهي ممثلة منظمة الصحة العالمية بالوكالة في سوريا على أهمية هذه المبادرة، فقالت: "يعتبر هذ البرنامج خطوة مهمة على طريق تعزيز قيادة الرعاية الصحية في سوريا، إذ عبر بناء قدرات المدربين من أبناء البلد، نهدف إلى ضمان تزود الكوادر التي تعمل في المشافي في عموم أنحاء سوريا بالأدوات اللازمة والمهارات القيادية المطلوبة للعب دور مهم في الاستجابة للحالات الطارئة على الصحة العامة والأزمات الإنسانية والتقليل من أضرارها إلى أدنى الحدود. وعبر الاستثمار في القوى العاملة ضمن المجال الصحي، بوسعنا رفد عملية التعافي المبكر في المنظومة الصحية بسوريا".
أما الطبيب حميد رفاغي، وهو المستشار الإقليمي لقسم الخدمات الصحية الشاملة لدى المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرقي المتوسط فقد قال: "سيلعب برنامج تدريب المدربين دوراً محورياً في خلق نموذج مستدام للتدريب المستمر والتطوير المهني، إلى جانب تمكين مدراء المشافي على القيادة من خلال رؤية استراتيجية، وهذا ما سيحسن في نهاية الأمر خدمات الرعاية الصحية وسيعزز عملية التجاوب للاحتياجات التي تتطور ضمن هذا القطاع".
وإلى جانب الخبراء الأجانب، سيشارك ميسرون من أبناء سوريا في هذه المبادرة، وذلك لضمان تطوير الخبرات المحلية، وسيعمل البرنامج على الخروج بشبكة من المدربين وذلك بهدف إطلاق برنامج لبناء القدرات والإمكانيات في مجال إدارة المشافي حتى تستفيد منه جميع المشافي الحكومية بسوريا حتى نهاية عام 2025.
المصدر: World Health Organization