ارتبط النظام السوري مع الجنرال خليفة حفتر المسيطر على شرق البلاد بعلاقة تنسيق منذ عام 2020، حيث أتاح النظام المجال أمام تجنيد عناصر للقتال إلى جانب حفتر، الذي كان يسعى للسيطرة على غربي البلاد، لكن العام الحالي شهد ازدياد مستوى التنسيق بين الطرفين، وبرعاية روسية مباشرة، نظراً للتأثير الكبير الذي تمتلكه موسكو على كل من الأسد وحفتر.
وأفادت مصادر أمنية خاصة لموقع تلفزيون سوريا إلى أن التنسيق العسكري بين الأسد وحفتر يتم على أعلى المستويات، وينسقه من جانب النظام اللواء علي مملوك مدير مكتب الأمن القومي، وخيري التميمي مدير مكتب خليفة حفتر والشخصية المقربة منه، والأخير أيضاً بمثابة نقطة اتصال بين وزارة الدفاع الروسية وقوات حفتر.
وبحسب المصادر فإن الجانبين يجريان اجتماعات دورية يحضرها ضباط استخبارات وعسكريين من مجالات مختلفة.
تعاون عسكري
أكد مصدر أمني ليبي لموقع تلفزيون سوريا أن وزارة الدفاع الروسية كثفت من تجنيد مقاتلين سوريين، واستقدمتهم إلى شرق ليبيا على دفعات طيلة الأشهر الماضية، ثم وزعتهم على قواعد عسكرية كانت تتبع لسيطرة "فاغنر" أهمها الخروبة والجفرة، وقسم منهم تمركز في قاعدة الخادم.
وبحسب المصدر فإن روسيا تعمل على إعادة توطين نفوذها في ليبيا بعد تمرد زعيم فاغنر على القيادة العسكرية الروسية، ولذا أوكلت الملف إلى نائب وزير الدفاع الروسي يونس يفكوروف.
ويتم الاعتماد على العنصر السوري من أجل حراسة المنشآت النفطي لصالح روسيا، ودعم حفتر عند الضرورة، خاصة مع استشعار موسكو لخطورة ناجمة عن التحرك الأميركي في الملف الليبي، ومحاولات واشنطن الحثيثة لإقناع مجموعات ليبية من شرق وغرب البلاد بشن عمليات عسكرية ضد النفوذ الروسي في ليبيا.
وسبق أن شكل النظام السوري وخليفة حفتر في مطلع عام 2023 مكتب تنسيق مشترك عسكري بين الجانبين، هدفه التركيز على التعاون في مجال الدفاع الجوي وتطوير الصواريخ والبحث العلمي، والاهتمام بشكل خاص بتطوير الطائرات المسيرة.
استغلال مشترك لورقة المهاجرين
كشفت مصادر أمنية لموقع تلفزيون سوريا وجود تنسيق على مستوى مرتفع بين حفتر والنظام السوري في مسألة المهاجرين، حيث يسهل النظام شهرياً 10 رحلات جوية لشركة "أجنحة الشام" باتجاه شرق ليبيا، على متنها سوريون يرغبون بمغادرة البلاد باتجاه أوروبا، ويسلكون هذا الطريق نظراً لقرب السواحل الليبية من أوروبا، وفي ظل تشديد تركيا على مكافحة الهجرة غير الشرعية.
وكلف حفتر قائد اللواء 128 حسن الزادمة، مهمة استقبال السوريين في بنغازي ثم تسهيل عبورهم إلى غربي ليبيا أو الشواطئ الأوروبية، وفق المصادر الأمنية.
وبحسب المصادر فإن قوات حفتر تستفيد مالياً وسياسياً من المهاجرين غير الشرعيين، فمن الناحية الاقتصادية تحقق عائدات مالية من تهريب المهاجرين، ومن ناحية أخرى تضغط على الأوروبيين من أجل التحدث مع حفتر، كما أن كثافة المهاجرين غير الشرعيين يربك خصم حفتر في غربي ليبيا وهو عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية، حيث يعتبر مطلب مكافحة الهجرة من أبرز المطالب التي يطرحها الأوروبيون وعلى رأسهم إيطاليا على الدبيبة، ويطالبونه بإيجاد حلول للملف كونه رئيس الحكومة المعترف بها دولياً.
واستفاد كل من حفتر والأسد بشكل كبير من الدور الروسي في المنطقة، حيث تعتبر موسكو الداعم الأبرز لكليهما، ومن الواضح أنها تعمل على تشكيل ما يشبه التحالف بين الجهتين اللتين تعانيان من مشاكل على صعيد الاعتراف الدولي بهما، وبنسب متفاوتة.
وحققت روسيا مكاسب كبيرة من وجودها في سوريا وليبيا، أبرزها الاستحواذ على قواعد جوية مؤثرة في منطقة البحر المتوسط، ويطال تأثيرها دول غرب أوروبا، والحدث هنا عن قاعدتي حميميم والجفرة.