تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة رسالة، قيل إنها من ملك هولندا، رداً على زوجين سوريين طالباه بالمساعدة في تسريع إجراءات منح الجنسية الهولندية، التي تمكنهما من الحصول على قرض عقاري لشراء شقة سكنية.
القصة بدأت بتلقي الديوان الملكي الهولندي رسالة من باسل وعبير، اللذين حصلا على المواطنة الهولندية، لكن معوقات روتينية حالت دون استصدار جواز سفر وبطاقة شخصية للزوجة.
اقرأ أيضاً: هولندا: تشكيل لجنة تحقيق حول دعم الحكومة للمعارضة السورية
وتمثل مطلب الزوجين في رسالتهما، بتسريع الإجراءات الإدارية، لتمكينهما من الحصول على قرض عقاري لشراء شقة سكنية، إذ رفض البنك صرف القرض بسبب تأخر الأوراق الخاصة بـالزوجة، الأمر الذي يهدد بضياع فرصة امتلاك منزلهما الخاص.
ولقيت الرسالة اهتماماً من ملك هولندا، الذي رد بعد يومين من تلقيه رسالة الزوجين، برسالة يعتذر من خلالها كون قرار تسريع الإجراءات، خارج صلاحياته الدستورية، متعهداً في الوقت نفسه بالتواصل مع الجهات المعنية، ومحاولة تقديم المساعدة.
وجاء في نص رسالة مدير الديوان الملكي، أنه "بناءً على طلب جلالة الملك، الذي أقر باستلامه التماسكم بتاريخ 8 شباط 2021، والمتضمن ذكر الحاجة إلى جواز سفر للحصول على قرض عقاري. بعد أن وافقت إدارة الهجرة والتجنيس بالفعل على طلب الحصول على الجنسية الهولندية".
موضحاً أن الإجراءات من هذا النوع "تستغرق 12 أسبوعاً" في الوضع المعتاد.
اقرأ أيضاً: هجوم عنصري على عائلة سورية بهولندا والشرطة توصيهم بالرحيل| فيديو
وأضاف: "أنت تسألين عما إذا كان يمكن تسريع هذا الإجراء الإداري. لسوء الحظ، لا يمكن للملك أن يقدم لك المساعدة الشخصية بسبب الصلاحيات الوزارية، وقد طلب الملك تسليم التماسك إلى وزير الدولة للعدل والأمن بتاريخ 8 فبراير 2021، وقمت بتسليم التماسك على الفور إلى وزير الخارجية، طالباً منه الرد في أقرب وقت ممكن"، مختتماً الرسالة بالقول: "أنا على ثقة من أنني أبلغتك ما فيه الكفاية".
من جانب آخر ذكرت مصادر مقربة من الزوجين السوريين وعلى اطلاع على قضيتهما، أمس الخميس، أن وزارة العدل والأمن تواصلت مع الزوجين، بعد توصية الديوان الملكي، وقدمت لهما التسهيلات التي يحتاجانها، ومن المقرر أن يوقع عقد الشراء اليوم، لتتكلل قصتهما بالنجاح، بعد رحلة لجوء عسيرة بدأت باضطرارهما إلى ترك المنزل الذي كانا يقيمان به في سوريا، هرباً من القصف المتواصل منذ 10 أعوام، لينتهي بهما المطاف في دول الشتات واللجوء، باحثين عن وطن بديل، وفرصة لبدء حياة أفضل.
اقرأ أيضاً: ملاحقة "الشبيحة" في هولندا.. تحقيق يكشف هوية 3 ارتكبوا جرائم
وتوج الأمير فيليم ألكسندر على عرش هولندا في 30 من نيسان عام 2013، خلفاً لوالدته الملكة بياتريكس، ليكون أول رجل على عرش البلاد منذ 122 عاماً. وأثار الملك فيليم البالغ من العمر 53 عاماً جدلاً كبيراً عندما قرر أن يتزوج الأرجنتينية ماكسيما، ذلك أن والدها كان يشغل منصب سكرتير دولة في النظام العسكري بالأرجنتين بين عامي 1976 و1981، ومتهم بملاحقة المعارضة، لكن والدته دعمته حتى يتمكن من الاقتران بماكسيما.
ويشار إلى أن النظام السياسي في هولندا ملكي دستوري، يمنح الملك صلاحيات محدودة. ويجري تعيين الحكومة الهولندية عن طريق انتخابات تشريعية مباشرة من قبل الشعب خاضعة لنظام التمثيل النسبي للأحزاب السياسية. ويرأس الحكومة الهولندية رئيس الوزراء.