تسبب الزلزال المدمّر الذي ضرب المغرب مساء الجمعة الماضية، في إلحاق الضرر بالعديد من المواقع والأوابد الأثرية والتاريخية القيّمة التي تزخر بها مدن المغرب، والتي يرجع بعضها إلى القرن الثاني عشر الميلادي.
تلك المدن، بأوابدها العريقة وتراثها الغني، جعلت من المغرب مقصداً للباحثين والسياح والفنانين من مختلف بلدان العالم قبل أن يضربها الزلزال ويدمّر جزءاً منها، ويُلحق الضرر بجزء آخر، ويهدد ما تبقى منها.
شبكة CNN الأميركية، أوردت تقريراً يوم الأحد، تناولت فيه بعض المواقع والأبنية التراثية المغربية المتضررة بفعل الزلزال، مشيرة إلى أن كثيرا من المواقع التاريخية الأخرى لم يتم تقدير الأضرار التي لحقت بها بعد، نظراً لحداثة الكارثة المأساوية.
مسجد تينمل
على بعد 100 كيلومتر من مراكش، على الطريق المؤدي إلى أسني، بعد عبور واد ضيق شديد الانحدار، يقع مسجد تينمل الأثري الذي تحوّل إلى ركام نتيجة الزلزال. يعد هذا المسجد بمنزلة جوهرة معمارية حقيقية، ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الثاني عشر.
وبحسب وزير الشباب والثقافة والاتصال المغربي، محمد المهدي بنسعيد، فإن عمارة مسجد تينمل ألهمت مسجد القتبية في مراكش وبرج (الخيرالدا) في إشبيلية. يحتل الموقع الذي خضع للترميم عام 1997 مكانة عالية في تاريخ المغرب، وفقاً للموقع الرسمي لمكتب السياحة في مراكش.
إقليم ورزازات
تقع ورزازات في سلسلة جبال الأطلس الكبير، وكانت المدينة في الأصل مختزلة بقرية أمازيغية صغيرة قائمة على ارتفاع 1،105 أمتار. تزخر ورزازات بمؤهلات كثيرة، كالنقوش التي تروي أصول المدينة وشكلها في أزمنة غابرة، ما أكسبها سمعة عالمية وجعل العديد من المخرجين والفنانين يختارون تضاريسها وآثارها كديكورات مثالية توفرها لتصوير أفلام تاريخية.
ويُعد قصر "آيت بن حدو" في ورزازات معلماً بارزاً للهندسة التقليدية السائدة، وصُنف بدوره ضمن الإرث الإنساني العالمي الخالد من قبل "اليونيسكو"، ويحظى بإطلالة بانورامية خلابة على واحة النخيل والنجود الصخرية الصحراوية وجبال الأطلس.
إقليم أزيلال
مدينة أزيلال المخبأة في عمق قلب المغرب، تعد واحدة من الجواهر غير المعروفة جداً في البلاد. تلتقي المسارات في هذه المدينة في نقطة وسطية تربط بين المحيط والصحراء، حيث تختلط الثقافات. وتسهم التقاليد العربية والبربرية بإحياء جو خاص فيها.
وعلى بعد 36 كيلومترًا غرب أزيلال، تنبثق شلالات "أوزود"، مشكّلًة منظرًا رائعًا قلّ نظيره، حيث تنهمر مياه الشلالات من على علو يتجاوز 100 متر لتغيب في غياهب منحدر تلفه الطبيعة برداء أخضر رائع.