أفاد مكتب المدعي العام البلغاري بأن الشرطة أوقفت 12 شخصاً في عدة مدن حول البلاد بشبهة تشكيل عصابة لتهريب المهاجرين، مشيراً إلى أن من بين المعتقلين من يُعتقد بأنه زعيم العصابة، وهو سوري مقيم في بلغاريا بشكل قانوني منذ عدة سنوات، ولديه مهنة قانونية وصديقة.
ووفق بيان للمدعي العام، فإن لهذه العصابة علاقة مباشرة بالحادث الذي وقع في مدينة بورغاس الساحلية، شمال شرقي الحدود مع تركيا، في 25 آب الماضي، الذي أسفر عن مقتل شرطيين أثناء محاولتهما توقيف حافلة تحمل لوحات تسجيل تركية وتقل مهاجرين.
وكان سائق الحافلة رفض التوقف عند نقطتي تفتيش حدوديتين، فاعترض الشرطيان طريقها بواسطة سيارتهما، لكن السائق دعسهما وسيارتهما، ما أسفر عن مقتل الشرطيين، وفق ما نقل موقع "مهاجر نيوز".
ثلاثة آلاف يورو عن كل مهاجر
وأوضح البيان أن العصابة كانت تتقاضى مبالغ من المهاجرين، تراوحت بين ألفين وثلاثة آلاف يورو عن كل شخص، في حين تدور التحقيقات حالياً حول ما إذا كان لتلك المجموعة ارتباطات بجماعات الجريمة المنظمة، أو كان لها نشاط سابق في عمليات تهريب المهاجرين.
وقال موقع "مهاجر نيوز" إن الشرطة البلغارية دهمت مواقع عدة في البلاد، حيث تم تنفيذ عمليات تفتيش واعتقال للمشتبه بهم، وتم العثور على 22 مهاجراً في أحد المواقع القريبة من منزل أحد الموقوفين.
وتأتي هذه العملية في إطار عملية أوسع، كانت السلطات البلغارية أطلقتها لمكافحة الهجرة غير القانونية عبر البلاد، وفق "مهاجر نيوز".
85 ألف مهاجر في 8 أشهر
وفي وقت سابق، قالت قائدة شرطة الحدود البلغارية، روسيتسا ديميتروفا، إن "هناك زيادة كبيرة في الضغط الناجم عن الهجرة غير الشرعية على طول الحدود مع تركيا"، مشيرة إلى اعتراض أكثر من 85 ألف مهاجر خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي عند الحدود مع تركيا، مقارنة بـ41 ألفاً خلال العام 2021 بأكمله.
وأشارت قائدة شرطة الحدود، خلال مقابلة مع الإعلام المحلي، إلى أن "المهاجرين الواصلين من تركيا معظمهم شباب، تتراوح أعمارهم بين 20 و25 عاماً، استعانوا بشبكات تضم مهربين بلغاريين وأفغاناً وسوريين".
انتهاكات ضد المهاجرين
وتتهم منظمات حقوقية بلغاريا بإساءة معاملة المهاجرين على حدودها، حيث وثق تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" تعرض المهاجرين للعنف بأشكال مختلفة، في أيار الماضي، قبل أن تعيدهم قوات حرس الحدود إلى الجانب التركي دون إعطائهم فرصة لتقديم طلب اللجوء، الأمر الذي يخالف القوانين الأوروبية والدولية.
وقالت "رايتس ووتش" إن السلطات البلغارية تقوم بضرب وسرقة وتجريد المهاجرين من ممتلكاتهم، إضافة إلى استخدام الكلاب البوليسية لمهاجمة الأفغان وغيرهم من طالبي اللجوء والمهاجرين، ثم تعيدهم إلى تركيا دون أي مقابلة رسمية أو إجراءات لجوء.
وسبق أن دعت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى إجراء تحقيق في الأحداث التي يتم الإبلاغ عنها على الحدود البلغارية التركية.
وفي شباط الماضي، أشار المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، إلى "نمط مقلق من التهديدات والتخويف والعنف والإذلال للأشخاص الذين يتم إبعادهم على الحدود الوسطى والجنوبية الشرقية للاتحاد الأوروبي".
يشار إلى أن بلغاريا لم تستقبل أعداداً كبيرة من المهاجرين نظراً لوضعها الاقتصادي، حيث غالباً ما يعتبرها المهاجرون مجرد محطة عبور، في حين تتعامل الحكومة البلغارية مع قضية الهجرة على أنها "قضية أمنية".
#بريطانيا و الاتحاد الأوروبي.. اللاجئون في مواجهة قرارات الترحيل
— تلفزيون سوريا (@syr_television) June 19, 2022
تقرير: محمد حاج بكري #تلفزيون_سوريا pic.twitter.com/UeDsFkFO1j