icon
التغطية الحية

روسيا مستاءة من النظام السوري.. ما رؤية موسكو للتقارب بين أنقرة ودمشق؟

2024.07.20 | 11:10 دمشق

بشار الأسد وبوتين
لقاء سابق بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبشار الأسد ـ إنترنت
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

أكدت مصادر مقربة من الخارجية الروسية وجود استياء روسي من النظام السوري، لأن مبادرة موسكو للتقارب مع تركيا لم تلق تفاعلاً إيجابياً بالقدر الكافي من النظام.

وقالت المصادر لموقع تلفزيون سوريا، إن روسيا تعتقد بوجود تعطيل إيراني لمبادرتها، لأن طهران لم تكن حاضرة في الوساطة التي ترعاها موسكو، ولكن في الوقت ذاته تتجنب روسيا التصادم مع إيران بسبب التحالف الوثيق بينهما بمواجهة أميركا والغرب، والذي تجلى بشكل واضح خلال الحرب الروسية الأوكرانية والدعم الذي قدمته طهران بالطائرات المسيرة للجانب الروسي.

المبادرة الروسية

رفض النظام السوري منذ البداية مقاربة فتح المعابر الحدودية، ولم يسمح للشاحنات القادمة من معبر أبو الزندين بالدخول إلى المناطق الخاضعة لسيطرته، على الرغم من أن عملية فتحها تمت برعاية من روسيا وتركيا.

وأبلغ النظام الجانب الروسي بأنه لن يوافق على عملية التبادل التجاري التي تؤديها أنقرة وموسكو إلا في حال حصوله على جدول زمني يوضح المدة التي ستستغرقها القوات التركية للانسحاب من الأراضي السورية، وأضافت المصادر أن النظام يعتقد أن أي موافقة على فتح المعابر الموجودة على خطوط التماس سيكون بمثابة إقرار منه بشرعية بقاء القوات التركية، ويتخوف من أن يحصل لاحقاً انزياح بالحدود السورية والمعابر الحدودية الرسمية السابقة، لتصبح كما هي عليه الآن.

وكان ميخائيل بوغدانوف مبعوث الرئيس الروسي الخاص لشؤون الشرق الأوسط ودول إفريقيا، قد أكد أن هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به قبل لقاء الرئيس التركي رجب أطيب أردوغان مع بشار الأسد، مشيراً إلى أهمية أن تتضمن المفاوضات ضمان الأمن على الحدود السورية التركية، وانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، ومكافحة الإرهاب، وضمان حل القضية الكردية وملفات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

تصريحات بوغدانوف التي أدلى بها للتلفزيون العربي مؤخراً، أشارت إلى بداية الطريق، وأهمية استمراره، وسبقتها تصريحات من وزير الخارجية التركية حقان فيدان أعادت الاعتبار للمعارضة السورية وشددت على عمق العلاقة معها وعدم التخلي عنها، مما يوحي بمراوحة عملية التطبيع التركية مع النظام السوري بالمكان.

الرؤية الروسية للتطبيع

علم موقع تلفزيون سوريا من مصادر لديها اتصالات مع وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تكثف من جهودها لإتمام عملية التطبيع لأنها تتوقع فوز ترامب بالرئاسة الأميركية كونه الأوفر حظاً، وتعتقد أنه سيقوم بعملية إعادة انتشار شمال شرقي سوريا بحيث يحتفظ بالقوات الأميركية في المناطق التي تضمن له قطع طريق إيران بين العراق وسوريا، ولذلك يرغب الجانب الروسي بأن يكون التنسيق عالي المستوي بينها وبين تركيا والنظام السوري من أجل ترتيب الأوضاع في هذه المنطقة، بدلاً من عودة التصعيد العسكري التركي بالاستفادة من الفراغ الأميركي.

وبحسب المصادر فإن روسيا تطرح فكرة اشتراكها بضمان أمن الحدود التركية من خلال نشر الشرطة العسكرية في المناطق الحدودية، مع بقاء نقاط مراقبة تركية، ثم انسحاب تدريجي للقوات التركية بعد تأمين المناطق الموجودة فيها، مع إعطاء دور واسع لما تعتبره مؤسسات الدولة السورية المدنية بما فيها الشرطة المحلية.

وتؤكد روسيا في جمع المباحثات أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة وعدم تفككها، بغض النظر عن الأشخاص الموجودين فيها.

وتدعم روسيا فكرة توسيع اختصاص مباحثات أستانا، بحيث تشرف الدول الضامنة على تأسيس مناطق اقتصادية من أجل تحسين الواقع الاقتصادي في جميع المناطق السورية، وتسهل عملية التبادل التجاري بين مناطق النفوذ في ظل عدم نجاح مقاربة فتح المعابر الحدودية بسبب وجود معوقات سياسية وأمنية أدت إلى فشل محاولة إعادة معبر أبو الزندين شرق حلب للعمل آواخر حزيران/ يونيو الماضي.

ومن المحتمل أن يستمر الوضع المعقد الحالي كما هو طالما أن الملف السوري لم يشهد تطورات بارزة تسهم في تغيير حالة الجمود القائمة، كأن تعيد القوات الأميركية بالفعل انتشارها، أو أن توافق روسيا بالفعل على عمليات عسكرية تركية جديدة لتأمين بعض المواقع الحدودية وإن كان بالتنسيق المشترك بين موسكو وأنقرة وليست بشكل منفرد كما حصل سابقاً في عفرين، وما دون هذه التطورات ستستمر حالة المراوحة في المكان، حتى وإن حصلت لقاءات تركية مع النظام السوري على مستوى أمني وسياسي، بسبب استمرار تضارب المصالح والتباين الكبير في الرؤى بين الأطراف الدولية النشطة على الأراضي السورية، وتصلب النظام السوري وعدم استعداده لإحداث أي تغيير في سلوكه.