icon
التغطية الحية

"روسيا لن تحميكم".. النظام السوري يحجز على أموال عناصره من "التعفيش"

2024.06.26 | 15:10 دمشق

آخر تحديث: 26.06.2024 | 15:10 دمشق

tfysh_alnzam.jpeg
تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

مع تراجع تداول مفردة "تعفيش"، تراجعت حماسة عناصر قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية و"القوات الرديفة" كما يصفها النظام، حيث كانت عملية "تعفيشهم" للمناطق الثائرة ضد النظام، هي الحافز الأوّل الذي ضمن عبره "الأسد" ولاء عناصره من جهة، والانتقام دون تمييز من تلك المناطق، من جهة أُخرى.

وترافقت الكميات المكدّسة من المواد "المعفّشة (المسروقة)" بإقامة أسواق خاصة لتصريفها، ليُطلق عليها لاحقاً مسمّى "أسواق التعفيش"، ويمكن اعتبارها الوحيدة في العالم التي تحمل هذا التوصيف، ولا يمكن بأي شكل تشبيهها بأسواق "الحرامية"، لأنّ الأخيرة أصحاب بضائعها على قيد الحياة ويمكنهم إيجاد ما سُرق منهم، وإعادة شرائها بثمن بخس.

لكن أصحاب الأغراض في "أسواق التعفيش" غالباً قُتلوا، كمنطقة القبير في ريف حماة، والحولة في ريف حمص، أو تهجير المدينة بأكملها كداريا في غوطة دمشق الغربية، حيث أُخليت مدينة من أهلها بشكل كامل والبالغ عددهم قرابة 800 ألف.

تراجع وتيرة "التعفيش"

في السنوات الأخيرة تراجعت وتيرة "التعفيش"، بعد أن فرغت الميليشيات من تعفيش كامل المناطق التي اقتحمتها، وتراجع معها الولاء للنظام السوري، وبدأ عناصر الميليشيات البحث عن مصادر تمويل جديدة سواء بالهجرة أو محاولة الانخراط بميليشيات تدعمها روسيا، حيث المرتبات الشهرية أعلى من الميليشيات التابعة للنظام.

وعن ذلك، قال المحلل الاقتصادي نصر الجابري، إنّ "نظام الأسد أنشأ شبكات للتحكم بأسواق التعفيش وربطها اقتصادياً وسياسياً بأجهزته الأمنية، وبعد توقّف المعارك وتراجع سوق المُعفش، برزت أسواق المحروقات والتهريب من لبنان".

وأضاف "الجابري" في حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا: "حاول النظام أن يختلق حوافز لعناصره على حساب السوريين فازدهرت الأسواق السوداء من المحروقات، ثم تجارة الأدوية وحليب الأطفال، وكلّه مرتبط بالأجهزة الأمنية".

وأشار إلى أنه مع وصول 27% من السوريين، أي نحو 5.7 ملايين نسمة، إلى مستوى "الفقر المدقع"، لم يتبقَ أمام النظام "سوى تهديد عناصره بالقتل أو تهديدهم بأهلهم لكي يضمن بقاءهم في صفوفه".

في محاولة لمعرفة الآليات التي يتبعها النظام السوري لإجبار عناصره في البقاء ضمن صفوفه، أكّد مصدر من إحدى القرى المحيطة في منطقة سلحب جنوب غربي سهل الغاب بريف حماة،  أن "النظام بات يحجز على أموال كل العناصر الذين استعانوا بضباط من القوات الروسية للانتقال إلى ميليشياتها، وترك ميليشياتها التي تتبع للنظام أو للميليشيات الإيرانية".

وأوضح المصدر أنّ أحد معارفه كان يعمل مع فصيل يتبع للأمن العسكري في حماة، لكنه انتقل مؤخراً إلى العمل مع القوات الروسية، لأنّ العائد المادي يبلغ الضعف تقريباً، حيث يقبض العنصر نحو مليون ليرة سوريّة، في حين لا يتجاوز المبلغ النصف مع النظام وميليشيات إيران.

وتابع: "بعد انتقال العنصر، صدرت بحقه مذكرة بحث، ما دفعه إلى البقاء برفقة الدوريات الروسية طيلة الوقت، حتى لا يتجرّأ أحد على توقيفه.

وبحسب الوثيقة التي حصل عليها موقع تلفزيون سوريا، فإنّ النظام السوري حجز احتياطياً على الأموال المنقولة وغير المنقولة العائدة لـ(عمران السهم بن محمد بركات)، ويحمل بطاقة مقاتل صادرة عن مكتب أمن الفرقة الرابعة في قوات النظام.

حجز ميليشيات

وجاء الحجز الاحتياطي على "بركات"، بتهمة مخالفة الاستيراد وتهريب بضاعة رسومها أكثر من 13 مليون ليرة سورية وغرامتها أكثر من 17 مليون ليرة سورية.

وأشار "الجابري" بشأن قرارات الحجز الاحتياطي، إلى أنّ "اللافت، هو ذكر الصفة الأمنية ضمن قرار الحجز، علماً بأنّ هذه الصفة غير رسمية، وهنا يريد النظام السوري أن يوصل رسالة إلى كل عناصره الذين يحاولون الاستقواء بالقوات الروسية، بأنّ قرارات الحجز وطرق التضييق المختلفة (لا يمكن لروسيا أو غيرها، أن تحميكم منها)".

أبرز الميليشيات في سوريا

تنتشر عشرات الميليشيات المرتبطة بإيران والمدعومة منها في سوريا، منذ العام 2012، وتتبع بشكل مباشر إلى "الحرس الثوري" الإيراني، أبرزها: "حزب الله اللبناني، لواء فاطميون (أفغاني)، لواء زينبيون (باكستاني)".

إضافةً إلى الميليشيات العراقية، وأبرزها: "لواء أبو الفضل العباس، كتائب حزب الله، حركة النجباء، عصائب أهل الحق، فيلق الوعد الصادق، سرايا طلائع الخرساني، قوات محمد باقر الصدر، لواء الإمام الحسين، لواء ذور الفقار"، إلى جانب "لواء صعدة" اليمني: (تشكيل يمني من الحوثيين يبلغ قوامه قرابة 750 مسلّحاً، قاتلوا إلى جانب قوات النظام في أرياف دمشق الجنوبية والشرقية، وعادوا إلى اليمن، عقب اندلاع الحرب هناك).

كذلك تنتشر في سوريا مئات الميليشيات المحليّة المرتبطة بأجهزة مخابرات وفروع أمن النظام السوري، وأبرزها:

  • كتيبة الغالبون: من منطقة الساحل، عددهم نحو ألف مسلح.
  • كتيبة الزهراء: من أبناء بلدة الزهراء شمالي حلب، يقدّر عدد مسلحيها بنحو 350.
  • كتيبة "شهيد المحراب": من أبناء مدينة نبّل شمالي حلب، عدد مسلّحيها 500.
  • كتائب الفوعة وكتيبة العباس: من أبناء بلدة الفوعة في ريف إدلب، نحو 1000 مسلّح.
  • كتيبة "الإمام الرضا": تنتشر في ريف حمص الشرقي، وعددهم نحو 2000 مسلّح.
  • لواء الباقر: من أفراد عشيرة برّي في ريف حلب، عددهم نحو 500 مسلّح، بالإضافة إلى أفراد من قبيلة البكّارة التابعين للمعارض السابق (نواف راغب البشير)، وعددهم نحو 1700 مسلّح.
  • قوات "درع القلمون" و"درع الأمن العسكري": وظيفتهما استقطاب الجنود الفارين من قوات النظام وتجنيدهم لصالح ميليشيات عراقية وإيرانية.