قال قائد سلاح الطيران الاستراتيجي الروسي، سيرغي كوبيلاش، إن قاذفات الطائرات بعيدة المدى من طراز TU-22M3، التي يجري هبوطها وتشغيلها في قاعدة حميميم الروسية على الساحل السوري يمكنها الوصول إلى أهداف في جميع أرجاء البحر المتوسط.
وفي حوار له مع صحيفة "فوينويه أوبزرينيي" الروسية، أكد كوبيلاش على أنه "سيتم استخدام أي خبرة قتالية، بما في ذلك التجربة السورية، وآخر الإنجازات التقنية في تحديث القاذفات الاستراتيجية الروسية"، وفق ما نقل موقع "روسيا اليوم".
وأضاف أن "نطاق المهام التي تم حلها من قبل الطيران بعيد المدى واسع جداً، لكننا لا نبقى مكتوفي الأيدي، كجزء من التدريب القتالي، يجري العمل باستمرار لتحسين وتطوير التقنيات والطرق الجديدة لاستخدام الطيران الاستراتيجي".
وأوضح الضابط الروسي أن "هبوط وتشغيل القاذفات في قاعدة حميميم الجوية حدث مهم بطريقته الخاصة"، مشيراً إلى أن "أطقم الطيران بعيدة المدى أتقنت استخدام مطار جديد، كما أنها تجربة فريدة من نوعها للتفاعل مع الأسطول الروسي للبحث عن الأجسام البحرية في ظروف حقيقية للوضع".
وأشار كوبيلاش إلى أنه "تم تأكيد معالم مدى وصول الأهداف بوساطة طائرات TU-22M3 في البحر المتوسط بكامله"، مضيفاً أن "كثافة الرحلات ازدادت أخيراً بشكل ملحوظ، واتسعت الجغرافيا بشكل كبير".
وأكد على أن "معظم أفراد الطيران والهندسة في مجال الطيران بعيد المدى في روسيا أصبحت لديهم خبرة قتالية واسعة"، مشيراً إلى أنهم "قاموا بمهمات إنزال في مطارات دول أجنبية مثل إندونيسيا وفنزويلا وجنوب أفريقيا ونيكاراغوا وسوريا، ويعمل الطيران بعيد المدى باستمرار على توسيع مناطق وجوده".
وسبق أن كشف موقع تلفزيون سوريا في تحقيق مبنى على صور الأقمار الصناعية، قيان روسيا بتوسعة المدرج اليميني، المجاور لمبنى قيادة القاعدة، شمالاً وجنوباً وربطه أيضاً من الشمال بالمدرج الآخر، وبدأت هذه التوسعة في تموز 2020 وانتهت في أيار 2021.
وفي 25 من أيار أعلنت وزارة الدفاع الرسية عن وصول ثلاث قاذفات استراتيجية من نوع توبولوف/TU-22M3 المتطورة إلى قاعدة حميميم.
السلاح الروسي في سوريا
يشار إلى أن روسيا تعتبر سوريا ميدان قتال حقيقي يتيح لها تجريب كل أسلحتها التدميرية المتطورة بمختلف أنواعها الجوية والبرية والبحرية والصواريخ العابرة للقارات وغيرها مِن الأسلحة التي لم تُجرّب في حرب حقيقية خارجية، منذ اجتياحها للشيشان.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قال في نيسان الماضي، خلال اجتماع لجنة التعاون العسكري الفني مع الدول الأجنبية، إن بلاده "اكتسبت خبرة باستخدام أسلحتها الجديدة في سوريا، موضحاً أن روسيا تجاوزت أهدافها بهذا المجال".
كما سبق أن ذكر وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أن روسيا جرّبت 316 نموذجاً من السلاح الروسي الجديد في سوريا، منذ تدخلها في سوريا، مؤكداً أن عمليات الجيش الروسي في سوريا ساعدته على فحص الأسلحة الجديدة واتخاذ خطوات حقيقية نحو تطويرها، واستخدامها للمرة الأولى على الأراضي السورية.