icon
التغطية الحية

روسيا تكثف غاراتها على شمال غربي سوريا بعد تحركات للنظام .. ما خلفية التوتر؟

2024.10.14 | 17:51 دمشق

5420
غارات للطيران الروسي وقصف مدفعي للنظام على شمال غربي سوريا وسط تحذيرات من تصعيد جديد
تلفزيون سوريا - خالد حمزة
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • غارات جوية روسية مكثفة استهدفت مناطق في إدلب وريف اللاذقية، مع تحليق طائرات استطلاع روسية.
  • قوات النظام السوري نفذت قصفا مدفعيا على مناطق في ريف حلب وإدلب.
  • تعزيزات عسكرية جديدة للنظام السوري في ريفي حلب وإدلب.
  • غرفة عمليات "الفتح المبين"، أعلنت استعدادها للتصعيد العسكري.

شهدت الساعات الأخيرة تصعيدا عسكريا جديدا من قبل الطيران الحربي الروسي في شمال غربي سوريا، حيث استهدفت سلسلة من الغارات الجوية المكثفة مناطق شمال غربي سوريا شملت إدلب وريف اللاذقية.

ووفقا لما أفاد به مراسل تلفزيون سوريا، فقد استهدفت الغارات مناطق استراتيجية مثل تلال الكبينة في ريف اللاذقية الشمالي، والأطراف الغربية لمدينة إدلب.

هذه الغارات لم تكن منفصلة عن التصعيد المستمر في المنطقة، إذ تزامنت مع تحليق مكثف لطائرات استطلاع روسية، والتي تلعب دورا محوريا في توفير الإحداثيات للطائرات المقاتلة والمدفعية التابعة للنظام السوري.

بالتوازي مع الغارات الجوية، واصلت قوات النظام السوري قصفها المدفعي على عدة مناطق، حيث استهدفت قرية كفر تعال في ريف حلب الغربي، وأفس في ريف إدلب الشرقي، بالإضافة إلى قريتي الفطيرة وبنين جنوبي إدلب. 

هذا القصف المكثف أدى إلى دمار في منازل المدنيين، وسط مخاوف متزايدة من تصعيد أكبر قد يؤثر على الأوضاع الإنسانية المتدهورة في المنطقة.

تعزيزات وتحركات للنظام

على الأرض، يستمر النظام السوري في تعزيز مواقعه العسكرية في ريفي حلب وإدلب، حيث تم رصد أرتال عسكرية جديدة تتجه نحو خطوط التماس الرئيسية. 

هذه التحركات تأتي في وقت حساس، مع تصاعد الحديث عن احتمال اندلاع معركة كبرى في الشمال السوري. وذكرت تقارير محلية أن قوات النظام تهدف إلى تعزيز جبهاتها تحسبا لأي هجوم يمكن أنّ تشنه الفصائل العسكرية، والتي بدورها أكدت استعدادها للتعامل مع أي تطور ميداني.

علق النظام السوري على الأنباء التي تتحدث عن قرب بدء معركة كبرى في الشمال، وقال مصدر للنظام نقلته صحيفة الوطن المقربة من النظام، إن الفصائل "عاجزة" عن إحداث تغيير حقيقي على خطوط التماس، معتبرا أن "أي محاولة لشن هجوم ستواجه برد عنيف من قبل القوات الروسية".

وزعم المصدر أن "المبادرة في أي معركة كانت  بيد قوات النظام"، مردفا أن "أي تحرك من الفصائل، بما فيها غرفة عمليات "الفتح المبين"، قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على المنطقة"، على حد زعمه.

من جانبها، أعلنت غرفة عمليات "الفتح المبين" التي تعمل في إدلب وريف حلب وحماة، عن استعدادها لأي تصعيد أو تطور عسكري في المنطقة. 

وأشارت الغرفة إلى أن النظام السوري وإيران لا يزالان مستمرين في التصعيد العسكري باستخدام الطائرات المسيرة والمدفعية الثقيلة، وهو ما أدى إلى مقتل العديد من المدنيين وتهجير آلاف العائلات إلى مناطق أكثر أمانا.

النظام يحاول الهروب إلى الداخل

في تحليل عسكري للواء عبد الجبار العكيدي، المحلل العسكري المقيم في غازي عنتاب، أشار إلى أن النظام السوري يحاول الهروب من الضغط الدولي والإسرائيلي عبر تصعيده العسكري في الداخل السوري، لا سيما في الشمال الغربي.

وقال العكيدي في مداخلة مع تلفزيون سوريا إن النظام يلجأ عادة إلى قصف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة كلما تعرض لضغوط خارجية، مثل الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف مواقع تابعة لإيران وحزب الله في سوريا.

وأضاف العكيدي أن النظام السوري يعتمد على حلفائه، وتحديدا روسيا وإيران، في شن هجمات على الشمال السوري، محاولا إثبات قوته والسيطرة على الوضع الميداني، لكنه في الحقيقة يهدف إلى رفع معنويات جمهوره الداخلي الذي يعاني من ضغوط اقتصادية وسياسية.

تعقيدات المعركة المحتملة

ورغم التحركات العسكرية، يرى العكيدي أن الحديث عن معركة كبرى في الشمال السوري يظل معقدا، موضحا أن النظام بدأ منذ أربعة أيام بإرسال تعزيزات إلى جبهات إدلب وريف حلب، بالتزامن مع التصعيد في جنوبي لبنان والمعركة بين حزب الله وإسرائيل. 

ويشير العكيدي إلى أن هناك ترويجا كبيرا لاحتمال شن عملية لتحرير حلب أو استعادة المناطق، لكنه يعتقد أن الأمر ليس بهذه البساطة.

وأوضح العكيدي أن الموضوع مرتبط بتفاهمات سياسية بين القوى الإقليمية والدولية، ولا سيما روسيا وتركيا، اللتين تتحكمان في مسار الأحداث على الأرض. 

وأضاف أن التفاهمات التي توصل إليها الطرفان، بما فيها اتفاقيات سوتشي وأستانا، تمنع أي تصعيد واسع دون موافقة الطرفين، وهو ما يجعل المعركة المحتملة أمرا غير مؤكد في الوقت الحالي.

روسيا تلعب دورا أساسيا في دعم النظام

من جانبه، أكد بسام البني، الكاتب والمحلل السياسي المقيم في موسكو، أن روسيا لا تزال تلعب دورا حاسما في دعم النظام السوري على الأرض. 

وأضاف البني أن روسيا، رغم انشغالها بالحرب في أوكرانيا، ليست ضعيفة في سوريا، ويمكنها التدخل بقوة لمنع أي محاولة من المعارضة لتغيير المعادلة على الأرض.

وأشار إلى أن موسكو تسعى للحفاظ على استقرار التفاهمات مع تركيا وإيران بشأن مناطق خفض التصعيد، لكنها سترد بقوة إذا شعرت أن هذه التفاهمات مهددة من قبل المعارضة.

معطيات سياسية معقدة

فيما يتعلق بالموقف السياسي، أوضح البني أن الأوضاع في الشمال السوري معقدة للغاية، وأن أي عملية عسكرية محتملة تتطلب تنسيقا دوليا، لا سيما بين روسيا وتركيا.

وأشار إلى أن تركيا تلعب دورا محوريا في هذه المنطقة، وأنها قد تضغط على الفصائل لعدم التحرك عسكريا إذا رأت أن مصلحتها تكمن في الحفاظ على الهدوء.

وخلص إلى أن التصعيد الحالي، رغم خطورته، لا يشير بالضرورة إلى اندلاع معركة كبرى في الشمال السوري في المستقبل القريب، مؤكدا أن أي قرار ببدء معركة كبرى ليس بيد النظام أو المعارضة فقط، بل يعتمد على تفاهمات إقليمية ودولية معقدة.

وأشار إلى أن روسيا، التي تعد القوة الجوية الرئيسية في دعم النظام، ستلعب دورا حاسما في منع أي تصعيد واسع النطاق إذا شعرت أن مصالحها مهددة. ومع ذلك، لا يزال الوضع الميداني غير مستقر، ويعتمد بشكل كبير على التفاهمات الدولية، خاصة بين روسيا وتركيا.

ووفقا للمعطيات السابقة، يبقى الشمال السوري منطقة توتر مستمر، حيث يمكن لأي تغير سياسي أو عسكري أن يقلب الأمور رأسا على عقب، وفقاً لما خلص إليه المحللون في تصريحاتهم لتلفزيون سوريا.