أعلنت وكالة أنباء النظام الرسمية "سانا" بأن روسيا قررت إرسال بعثة أثرية إلى سوريا لتقوم بترميم قوس النصر التاريخي الذي يعود للحقبة الرومانية، وذلك بعدما تعرض للتدمير على يد تنظيم الدولة في عام 2015.
وفي منتصف أيار الماضي ذكرت "سانا" أن أعمال المرحلة الأولى من ترميم القوس الأثري الشهير بدأت في المدينة الأثرية، بالتعاون بين "المديرية العامة للآثار والمتاحف" و"الأمانة السورية للتنمية" مع مركز إنقاذ الآثار وترميمها التابع لـ معهد تاريخ الثقافة المادية في أكاديمية العلوم الروسية.
وسبق أن قالت الوكالة إن اتفاقاً تم التوصل إليه في دمشق بين الحكومة الروسية والنظام بشأن هذا المشروع الذي تم الإعلان عنه في عام 2020، ثم أثير الموضوع مجدداً في الخريف الماضي.
يذكر أن التدمير الذي تعرض له هذا القوس على يد تنظيم الدولة في أواخر شهر آب من عام 2015 يمثل أكبر ضربة يتعرض لها التراث البشري بعد الدمار الذي لحق بمعبدي بل وبعل شامين في تدمر السورية، بما أن منظمة اليونسكو قد صنفت تلك المواقع بين مواقع التراث العالمي، ولذلك استنكرت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا تدمير قوس النصر بتصريح شديد اللهجة وتعهدت في تشرين الأول من عام 2015 بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية بملاحقة مجرمي الحرب المسؤولين عن تدمير تلك المعالم الأثرية ومعاقبتهم.
وهنا لا بد من الإشارة إلى اهتمام روسيا بتعزيز وجودها في وسط وشرقي سوريا عموماً بغية حماية مواقعها العسكرية في المناطق التي تسيطر عليها غربي سوريا، إلى جانب الحد من أي توسع إيراني في المنطقة فضلاً عن رغبتها في البقاء على تخوم المناطق التي تسيطر عليها الولايات المتحدة بهدف ملء أي فراغ في حال انسحاب القوات الأميركية من المنطقة الشرقية، بيد أن الوضع تغير إبان الغزو الروسي لأوكرانيا.
وفي سياق متصل، سبق أن نظمت فرقة أوركسترا روسية حفلاً سيمفونياً على مسرح مدينة تدمر بعد استعادة السيطرة عليها من تنظيم الدولة، وقد أقيم هذا الحفل بقيادة قائد الأوركسترا الروسي الشهير فاليري غيرغياف، ودام الحفل نحو ساعة، عزفت فيه مقطوعات لباخ وبروكوفياف وغيرهم من الموسيقيين أمام حشد من المتفرجين بلغ عدده 400 شخص بينهم رجال دين وصحفيون وجنود روس وبعض أهالي المدينة.
وقد أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بذلك الحفل الذي بثه التلفزيون الروسي على الهواء مباشرة، ووصفه بأنه: "عمل إنساني استثنائي".
وتسعى روسيا من هذه الخطوة للفت نظر العالم إلى دمار تدمر بهدف جلب تمويل إعادة الترميم، بحسب تصريحات مسؤوليها، وذلك بعد توقيعها اتفاقيات مع النظام السوري لإثبات وصايتها على آثار تدمر.
ومن بين 400 حادثة اعتداء، تم التحقق من 97 حادثة على 88 منشأة وموقعاً أثرياً في سوريا، كان النظام السوري مسؤولاً بشكل مباشر عن 37 حادثة منها، يليه في المرتبة الثانية تنظيم "الدولة" بـ10 اعتداءات، ثم فصائل المعارضة بـ6 حوادث، في حين جرت بقية الاعتداءات على يد أطراف مجهولة، وفق تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان.
المصدر: ASNA med