رفع سائقو التكاسي في دمشق وريفها أجرة الركوب بشكل كبير جداً، بعد قرارات النظام السوري زيادة أسعار المازوت المدعوم والحر وعدم إصدار تعرفة جديدة محددة، إلى جانب إضراب معظم أصحاب السرافيس عن العمل في مناطق سيطرة النظام.
وأحدث النظام السوري فوضى عارمة أمس الأربعاء بعد قراراته في زيادة الرواتب بنسبة 100 في المئة بالتزامن مع قرارات زيادة أسعار الوقود بنسب تصل إلى 300 في المئة، ما خلق حالة من الإرباك في صفوف السوريين بسبب اضطرارهم لاستخدام التكاسي وسيارات النقل الصغيرة بأجور مرتفعة للوصول إلى أعمالهم وأشغالهم.
وتراوحت أجرة الراكب من مساكن برزة إلى شارع الثورة بين 2000 و5000 ليرة سورية، في حين طلب أصحاب التكاسي مبلغ قدره 24 ألف ليرة سورية من شارع الثورة حتى بداية أوتوستراد المزة، علماً أن هذا الرقم للسيارات التي تعمل على توصيل عدة ركاب وليس كطلب خاص، أما أجرة الطلب الواحد فقد تراوحت بين 30 إلى 35 ألف ليرة سورية على الخط نفسه، بحسب موقع "أثر برس" المقرب من النظام.
بالمقابل، وصلت أجرة الراكب الواحد من البرامكة إلى منطقة الجديدة إلى 3500 ليرة سورية ضمن الفانات الصغيرة سعة 8 ركاب، وتراوحت أجرة التنقل بالتكسي بين 40 لـ 50 ألف ليرة سورية.
وبحسب هذه يصبح الطلب أو "التوصيلة" في دمشق وريفها ذهاباً وإياباً بقيمة نصف متوسط الرواتب الجديدة والتي كانت 100 ألف ليرة وأصبحت بنحو 200 ألف ليرة.
تعديلات غير مفهومة
وعدلت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك سعر التعرفة الكيلومترية للميكروباصات "سرافيس"، لتصبح 57 ليرة سورية عن كل كيلومتر فيما يتعلق بالسرافيس سعة 9- 14 راكباً، أما الميكروباص سعة 25 راكباً فقد بلغت أجرة التنقل فيه 51.8 ليرة سورية عن كيلومتر، أما الحافلة العادية سعة 40 -45 راكباً فقد بلغت أجرة الكيلومتر فيه 44 ليرة سورية.
بينما بلغت أجرة التنقل في الميكروباص شبه مكيف سعة 25 راكباً 59 ليرة سورية، في حين بلغت التعرفة للحافلة "بولمان" وشبه بولمان سعة 40-45 راكباً 56 ليرة سورية للكيلو متر واحد.
وجاءت هذه الزيادات بطريقة ضبابية حتى اللحظة إذ لا يمكن ترجمتها على أرض الواقع بطريقة مفهومة، الأمر الذي زاد الضياع بين من قرأ هذه القرار سواء أكان سائق سرفيس أو متنقلاً به.
وفي السياق نفسه، أصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك قراراً حددت بموجبه التسعيرة الجديدة لشركات النقل بين المحافظات لتصبح أجرة النقل في باص البولمان "رجال أعمال" 30 راكباً بمقدار 90 ليرة سورية لكل كيلومتر، و75 ليرة سورية للكيلومتر الواحد في حافلة البولمان العادي، بينما حدد القرار تعرفة النقل في الباص المحدث سعة 30 لـ 32 راكباً بمقدار 72 ليرة سورية.
وتأتي هذه القرارات على خلفية رفع سعر ليتر المازوت المدعوم من 700 لـ 2000 ليرة سورية؛ لكنها حتى الآن لم تظهر التعرفة بطريقة واضحة ومفهومة، إذ إن الشركات حتى الآن لم تتمكن من ضبط التعرفة بأسلوب صحيح بالكامل.
ويعاني سكان مناطق سيطرة النظام السوري من أزمة معيشية خانقة نتيجة انخفاض قيمة الليرة السورية وارتفاع نسب التضخم والبطالة، وسط فشل النظام بحل أي أزمة.