icon
التغطية الحية

ركن السيارة بـ 200 ألف ليرة.. أصحاب عقارات يؤجرون الشوارع في دمشق

2023.08.09 | 10:44 دمشق

أصحاب عقارات يؤجرون الشوارع في دمشق
مواقف مأجورة في دمشق
تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

الملخص:

  • بعض أصحاب العقارات في دمشق يؤجرون أماكن لركن السيارات.
  • هذا أمر شائع في المناطق العشوائية والمرتفعة.
  • كلفة استئجار مكان لركن السيارة تتراوح من 100 ألف إلى 200 ألف ليرة شهرياً.
  • تحاول البلدية إزالة القضبان الحديدية ووسائل حجز الصفة، لكنها لا تنجح في ذلك.
  • لا تزال الظاهرة منتشرة في دمشق، ولا توجد حلول محددة لها.

أقدم بعض أصحاب العقارات في بعض أحياء العاصمة دمشق على تأجير مواقف لركن السيارات، والتي تعد عملية شاقة في مدينة مزدحمة، خصوصاً في ساعات الليل المتأخرة.

وقال أبو منير، إنه يدفع مبلغ 150 ألف ليرة لأحد جيرانه في حي المزة - خزان، لقاء الحصول على مكان لركن سيارته، مضيفاً أنه انتقل أخيراً للحي العشوائي الواقع وسط دمشق، بحسب موقع "أثر برس" المقرب من النظام السوري.

وأردف أبو منير أنه أحياناً يضطر لركن السيارة بالقرب من مدينة الجلاء الرياضية ومن ثم البحث عن وسيلة نقل تعيده للمنزل، وحين عرض عليه جاره تأجيره "صفة"، وافق فوراً، فما ينفقه على المواصلات في ساعات الليل تصل قيمته الشهرية لأكثر من 150 ألفاً، وبالتالي حقق وفراً وراحة من وجهة نظره.

وتابع أن منطقة المزة 86 مكتظة بالسكان، وشوارعها العشوائية الضيقة تشهد وقوف عدد كبير من السيارات يومياً، وهناك من اتخذ لنفسه كراجاً خاصاً من خلال وضع قضيبين من الحديد يصل بينهما سلسلة حديدية وقفل، وهناك مشاجرات تحدث بشكل شبه يومي بسبب "الصفة".

شوارع ضيقة

وضيق الشوارع قد يتسبب بأضرار للسيارات المتوقفة من قبل نظيرتها المارة، فضلاً عن كون حركة المرور فوضوية، فمرور سيارة أو دراجة نارية بشكل معاكس لحركة السيارات مسألة اعتيادية في العشوائيات.

وفي منطقة "جادات قدسيا"، يسكن أبو يوسف في منزل مستأجر منذ بداية نزوحه قبل سنوات، ويسخر من صفة سيارته”، بالقول: "بدفع لصاحب البيت آجار الصفة كمان، البيت بـ 400 ألف والصفة 100 ألف ليرة، ولا يبدو الرجل سعيداً بحاله إذ يقول: "لا أملك خياراً آخر، فصاحب العقار سلطان، وإن لم أقبل فلن أجد مكاناً لأركن سيارتي".

 وأضاف أبو يوسف "شوارع الشام كلها باتت مأجورة، فلا عتب على أصحاب العقارات إن فعلوها".

وفي حي "جادت – سلمية"، الواقع في منطقة المهاجرين، المسألة ذاتها، وتقول "ميسون" التي تعمل مدرسة، إن زوجها استأجر "صفة" بقيمة 200 ألف ليرة شهرياً ليتمكن من ركن سيارته بالقرب من المنزل، والخيارات السابقة كانت بركن سيارته في أحد شوارع منطقة الروضة إن وجد لها مكاناً، ومن ثم البحث عن وسيلة نقل تصل به إلى منزلهم الواقع في الجادة السادسة التي تعد من المناطق المكتظة سكنياً.

تأجير زاوية قرب البيت

وأضاف وصل الأمر للبحث عن أي مصدر دخل، فمن لا يمتلك سيارة يمكنه أن يقوم بتأجير زاوية بالقرب من جدران منزله لشخص يمتلك واحدة، ولا يعارضه أحد من الجيران، فله الحق من وجهة نظرهم في أن يترك أمام منزله مساحة لسيارته حتى وإن لم يكن يمتلك واحدة، المسألة مضحكة لكنها واقع معاش.

بتقاطع شهادات سكان من المناطق العشوائية او الواقعة في مناطق مرتفعة فإن البلدية كانت قد أزالت أكثر من مرة القضبان الحديدية ووسائل "حجز الصفة"، وطلبت ممن يريد أن يحجز صفة لنفسه أن يقوم بالتقدم بطلب الحصول على موافقة رسمية، لكن الأمر لم يدم إلا أياماً لتعود القضبان والإطارات المطاطية القديمة للتحول إلى "صفة خاصة"من دون أي ترخيص قانوني، والحكم في هذه المنطقة يعود لعرف التملك، فصاحب المنزل يتحكم بواجهة منزله.

الجدير بالذكر أن محافظة دمشق أطلقت قبل عامين خدمة المواقف المأجورة للسيارات في عدد من شوارع المدينة حيث تم وضع علامات طرقية خاصة بها، مقابل 500 ليرة عن كل ساعة.