أثارت تصريحات حكومة النظام السوري وتبريراتها المتعلقة برفع سعر البنزين الحر قبل يومين، استهجان وحيرة المواطنين السوريين الذين كانوا يتوقعون رفع سعر المادة منذ إغلاق محطات بيعها قبل أكثر من أسبوع.
فقد صرحت "وزارة التجارة الداخلية" في حكومة النظام بالقول إن "رفع سعر البنزين يهدف إلى عدم انقطاع المادة أو قلة توافرها"، في حين قال "وزير" التجارة الداخلية: "إن رفع سعر البنزين ليس له علاقة بتوافر المادة"، بحسب ما نقلت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام.
رفع سعر البنزين
وكانت حكومة النظام السوري قد رفعت أول أمس السبت سعر مادة البنزين (أوكتان 90) إلى 3500 ليرة سوريّة للتر الواحد بعد أن كان بـ 2500 ليرة، وسعر البنزين (أوكتان 95) إلى 4000 ليرة بعد أن كان بـ 3500. كما رفع سعر لتر المازوت الصناعي والتجاري من 1700 ليرة إلى 2500 ليرة سورية.
ووفق الصحيفة الموالية، فقد أثار قرار رفع أسعار المادة "بنسبة غير مسبوقة"، الكثير من ردود الأفعال عند السوريين "الذين أصبحوا خبراء في توقع الكوارث قبل حصولها".
وأضحى ركوب سيارة الأجرة (التكسي) بمنزلة الحلم لدى المواطنين، في حين ارتفعت أسعار جميع المواد بسبب ارتفاع أسعار نقلها بناءً على رفع أسعار البنزين والمازوت، بالإضافة إلى "ازدياد مدة انتظار المواصلات الشحيحة أساساً والتي ستشح أكثر بعد استغناء كثيرين عن ذلك (التكسي)" بحسب الصحيفة.
ردود فعل المواطنين على تصريحات "الوزير" ووزارته
وزير "التجارة الداخلية وحماية المستهلك"، أدلى بتصريحات إعلامية جاء فيها حرفياً: عندما نثبّت سعر المادة بينما يرتفع النفط، يحصل عجز بالميزانية، ورفع سعر البنزين ليس له علاقة بتوافر المادة!".
وبحسب الصحيفة، فإن الشق الأول من التصريح المتعلق بارتفاع أسعار النفط، قوبل عند كثير من رواد مواقع التواصل بالاستهجان لما اعتبروه استخفافاً بقدرة الناس على معرفة الحقائق وعدم احترام لعقولهم، فكان الرد أن قام كثير منهم بنشر لوائح أسعار النفط العالمية من مجموعة كبيرة من المواقع المختصة بهذا الشأن، والتي أظهرت انخفاضاً مستمراً في أسعاره منذ تاريخ الـ4 من آب وحتى يوم أمس الأحد.
أما الشق الثاني من التصريح، فكان أشد إرباكاً وحيرة، ودفع الناس للتساؤل: هل علينا أن نصدق الوزارة التي قالت إن رفع السعر "ضمان لعدم انقطاع المادة أو قلة توافرها"، أم وزير الوزارة ذاتها الذي قال: "رفع سعر البنزين ليس له علاقة بتوافر المادة"؟
محطات وقود خالية
وقبل قرار رفع سعر البنزين، خلت محطات الوقود في دمشق من البنزين الحر (أوكتان 95) متسبباً بزيادة شكاوى أصحاب السيارات لعدم قدرتهم على التزود به في ظل إغلاق محطات مبيعه. وفي الأسبوع الفائت، ذكرت وسائل إعلام محلية أن محطات بنزين (أوكتان 95) في دمشق، مضى على إغلاقها نحو أسبوع من دون ذكر أي موعدٍ عن فتحها مجدداً.