يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه الجوي والمدفعي المكثف على مناطق متفرقة في قطاع غزة، تركزت في رفح المتاخمة للحدود المصرية، وسط معارك واشتباكات مع الفصائل الفلسطينية، في اليوم الـ 236 للحرب.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها إلى المستشفيات 75 قتيلا و284 مصاباً، خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وأعلنت الوزارة، في التقرير الإحصائي اليومي، ارتفاع حصيلة الحرب الإسرائيلية إلى 36.171 قتيلا، و81.420 مصابا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقالت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي: "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 75 شهيدا و284 إصابة، خلال الـ 24 ساعة الماضية".
قتلى وجرحى
قُتل فلسطينيون وأصيب آخرون بجروح، الأربعاء، من جراء استهدافات إسرائيلية في مناطق متفرقة من قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب مستمرة للشهر الثامن.
في شرقي مدينة خان يونس، جنوبي القطاع، قُتل 3 فلسطينيين، بينهم طفلان، في قصف إسرائيلي لمنزل عائلة "أبو جزر"، بحسب وكالة "الأناضول".
وفي مدينة غزة شمالاً، أفادت مصادر طبية بوصول قتلى وجرحى إلى مستشفى المعمداني من جراء استهداف طائرات إسرائيلية لمنزل يعود لعائلة "شتات" في حي الشيخ رضوان شمالي المدينة.
وأشار شهود عيان إلى أن منزل عائلة "شتات" تم تدميره بشكل كامل مع أضرار جسيمة في منازل وممتلكات المواطنين المجاورين.
وفي جباليا ومحيطها شمالي قطاع غزة، يواصل الجيش الإسرائيلي قصف وتدمير مربعات سكنية ضمن عملية برية بدأها في 12 أيار/مايو الجاري.
وأفادت "الأناضول" بسقوط عدد من القتلى من جراء القصف المكثف على منازل في جباليا بالإضافة إلى تدمير واسع في المباني والممتلكات.
قصف على رفح
وصل أكثر من 20 جريحا إلى "المستشفى الأوروبي" بمدينة خان يونس من جراء قصف إسرائيلي استهدف فلسطينيين شرقي مدينة رفح، بحسب شهود عيان لـ "الأناضول".
أوضحوا أن المدفعية الإسرائيلية وطائرات مروحية مسيرة من طراز "كواد كابتر" استهدفت تجمعا لفلسطينيين قرب مستودعات لمساعدات الإنسانية في منطقة شرقي رفح، ما تسبب بإصابات.
وفي غربي رفح، تواصل إسرائيل عبر طائرات ومدفعية استهداف مناطق متفرقة، بالإضافة إلى استهداف مواطنين بإطلاق نار من طائرات "كواد كابتر"، ما أصاب عددا منهم، وفق شهود دون تحديد حصيلة.
وفجر الثلاثاء، وسَّع الجيش الإسرائيلي توغله برفح عبر الدفع بلواء جديد إلى 5 أولوية أخرى بالمدينة، ليصبح على بعد 3 كيلومترات من شاطئ البحر المتوسط، ويقترب من عزل القطاع جغرافيا عن الأراضي المصرية ومحاصرته عسكريا بشكل كامل.
مجازر الخيام
تشهد منطقة رفح المتاخمة للحدود مع مصر والمكتظة بالسكان قصف مكثف، منذ يوم الأحد، يستهدف خيام النازحين في مناطق بغربي المدينة سبق أن زعم أنها "آمنة"، ورغم صدور أمر من محكمة العدل الدولية، الجمعة، بوقف الهجوم البري على رفح فورا.
أسفرت مجازر الخيام عن مقتل 72 فلسطينياً بحسب مصادر فلسطينية بغزة ونحو 200 بحسب مسؤولة أممية، وسط تباين في الحصيلة نظرا لخروج المستشفيات بالمدينة عن الخدمة ووجود عدد كبير من الإصابات الحرجة دون تدخل طبي.
ومنذ 6 أيار/مايو الجاري تشن إسرائيل هجوما بريا على رفح، احتلت خلاله المعبر الحدودي مع مصر؛ وأغلقه أمام خروج جرحى لتلقي العلاج وإدخال مساعدات إنسانية شحيحة أساسا.
كما أجبر الهجوم أكثر من مليون فلسطيني على النزوح من رفح، التي كان يوجد بها نحو 1.5 مليون، بينهم 1.4 مليون نازح من مناطق أخرى في القطاع.
صعوبات في إجلاء الجرحى
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم، عن صعوبات تواجه المرضى والطواقم الصحية للوصول إلى المستشفى الإماراتي للولادة بمنطقة تل السلطان غربي مدينة رفح.
وقالت الوزارة في بيان عبر تلغرام: "هناك صعوبات بالغة تواجه المرضى والطواقم الصحية في الوصول وتشغيل مستشفى الهلال الإماراتي للولادة؛ في ظل الاستهداف الدائم والمتواصل لمحافظة رفح".
والثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة خروج جميع مستشفيات رفح عن الخدمة، باستثناء مستشفى واحد متخصص بالولادة من جراء عمليات الجيش الإسرائيلي في المدينة.
وتواصل إسرائيل الحرب على غزة رغم أوامر من محكمة العدل الدولية، في كانون الثاني/يناير الماضي، باتخاذ تدابير مؤقتة فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بالقطاع.
كما تتجاهل اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في غزة.
وللعام الـ 18، تحاصر إسرائيل قطاع عزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم نحو 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.