تخلّى عدد كبير من معلمي بلدات ومدن ريف دمشق عن عملهم في التدريس بسبب حرمانهم من أجور العام الدراسي الفائت، بالرغم من حاجة المدارس الملحّة إليهم.
وبحسب صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري، فقد امتنع عدد كبير من المعلمين المكلّفين من خارج ملاك "وزارة التربية" عن التعليم هذا العام بمدارس ريف دمشق، لعدم تقاضيهم أجورهم في العام الفائت، تزامناً مع النقص الشديد في الكادر التدريسي.
ونقل المصدر عن مدير تربية ريف دمشق ماهر فرج أن عدم توفر الاعتماد المالي اللازم هو السبب في تأخر تقاضي لصرف أجر المدرسين المكلفين من خارج الملاك مستحقاتهم، مؤكداً أنه تم طلب زيادة الاعتماد من وزارة التربية "وفق الأصول".
صرف أجور المعلمين الوكلاء على حساب المكلّفين!
وزعم فرج أنه "نظراً لزيادة قيمة التعويضات الامتحانية التي تصرف للمعلمين الوكلاء وللمكلفين من خارج الملاك ، فقد تم صرف جميع المنح المالية للعام 2022 لكل المعلمين الوكلاء (بموجب عقد مع التربية) ما تسبب بنفاذ الاعتماد المالي المخصص لصرف نفقات المكلّفين من خارج الملاك".
وأردف أنه تم صرف أجور نحو 9 آلاف معلم وكيل بوكالة عادية أو وكالة اختصاص بالإضافة إلى صرف المنح المالية المقرة بالمراسيم التشريعية، الأولى منها صدرت بشهر 12 لعام 2022 بقيمة 100 ألف ليرة سورية وتم صرفها بالشهر الأول لعام 2023م والمنحة الصادرة بالشهر الرابع بمبلغ 150 ألف ليرة سورية.
وفي معرض ردّه على أسباب عزوف المدرسين عن التكليف من خارج الملاك بموجب ساعات اختصاص ونقص الأطر التدريسية في بعض المدارس، بيّن فرج أن معظم النقص الحاصل في القرى والبلدات البعيدة غير المخدّمة بخطوط للنقل، ما يتطلب أعباء إضافية على المعلّمين والمدرسين المكلّفين في تلك المناطق.
وبدلاً من تأمين "الوزارة" وسائل نقل لأولئك المعلمين، أشار فرج إلى أنهم يحاولون التعاون مع ما وصفها بـ "لجان أصدقاء المدرسة وفعاليات المجتمع المحلي" لتأمين وسائل نقل لتلك القرى والبلدات لتنقل المعلمين بشكل يومي في محاولة لتغطية تلك الشواغر.
ما أسباب نقص المعلمين السوريين؟
وتسببت الحرب التي شنها نظام الأسد على السوريين بفقدان غالبية أعضاء الكادر التدريسي، حيث قُتل العديد منهم من جراء استهداف غارات النظام والروس لأكثر من نصف مدارس سوريا، واعتُقل جزء آخر، بينما فرّ الكثيرون باتجاه دول الجوار وأوروبا.
وأشارت تقارير صحفية إلى أن ألمانيا وحدها تضم أكثر من 5 آلاف معلم لاجئ معظمهم سوريون وفدوا إليها بعد عام 2014، وكانت ألمانيا قد استعانت بهم لسد النقص الحاصل لديها بمقترح من الحزب الديمقراطي الحر الذي اطلع على بيانات المعلمين من مكاتب الهجرة.