أفادت مصادر لـ موقع تلفزيون سوريا بأنّ العديد من السوريين العائدين من لبنان إلى سوريا، نتيجة للتصعيد الإسرائيلي، تعرّضوا للاعتقال عند الحدود وحواجز النظام السوري في دمشق.
ورصدت المصادر في دمشق، انتشار العديد من الدوريات التابعة للشرطة العسكرية في أحياء مختلفة من العاصمة وقرب كراجات العباسيين، كما كثّفت من دورياتها في بعض الشوارع الرئيسية، بحثاً عن مطلوبين للخدمة الإلزامية والاحتياطية.
وجاء ذلك رغم ادّعاء النظام السوري تسهيل دخول السوريين، فضلاً عن ادّعاء مدير "إدارة الهجرة والجوازات" في دمشق اللواء خالد حديد، أنّ "المطلوبين ومَن في حقهم مذكرات توقيف لا يتم اعتقالهم في أغلب الحالات، إنما يتم تكليفهم بمراجعة أمنية".
وقالت المصادر إنّ حاجز "الفرقة الرابعة" على طريق دمشق - بيروت اعتقل 3 شبان، رغم إعطائهم تكليفاً لمراجعة شعب تجنيدهم، إلا أنّ عناصر الحاجز رفضوا الاعتراف بالتكليف، واحتجزوهم إلى حين وصول دورية الشرطة العسكرية التي تسلمتهم.
كذلك، هناك شبان رفضت إدارة معبر "جديدة يابوس" مع لبنان، إعطائهم تكليفاً ورقياً بذريعة الازدحام واستغنت عنه بالتكليف الشفهي، ما عرّض كثيراً من العائدين للاعتقال على حواجز النظام أو من قبل دوريات الشرطة العسكرية، منهم الشاب ثائر في ريف دمشق.
وقال مقربون من ثائر لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ "حاجز حرستا الواقع على مدخل المدينة اعتقل ثائر خلال مروره على الحاجز كونه متخلف عن الخدمة الاحتياطية وجرى تسليمه للشرطة العسكرية".
ومع اعتقال المتخلفين عن الخدمة الاحتياطية والإلزامية، يتعرّض المنشقون عن قوات النظام للاعتقال مباشرةً على الحدود، ثم تسليمهم إلى الشرطة العسكرية في منطقة القابون، كما حدث مع منشق عائد إلى منطقته عبر معبر جديدة يابوس.
وتقول والدة المنشق -فضّلت عدم الكشف عن هويتها وهوية ابنها- إنَّ "النظام السوري اعتقل ابنها على الحدود ولم يعطه تكليفاً رغم وجود أولاده معه"، مضيفةً أنها "لا تعرف عنه شيئاً سوى أنه سِيق إلى القابون على أن يلتحق بعد عشرة أيام بالقطعة التي كان يخدم فيها سابقاً، وفق ما أخبرها عنصر الحدود".
وأضافت أنّ ما شجع ابنها على العودة مرسوم "العفو" الأخير الذي أصدره رئيس النظام السوري بشار الأسد، والذي أعطى المُنشق مهلة 4 أشهر لتسوية وضعه في حال تسليم نفسه "لكنهم اعتقلوه على الحدود".
وقد وثّقت الشبكة السورية لـ حقوق الإنسان في تقرير لها، اعتقال النظام السوري لما لا يقل عن تسعة لاجئين سوريين معظمهم من أبناء محافظة ريف دمشق، بدعوى أنهم مطلوبون للخدمة الإلزامية والاحتياطية في قواته.
يشار إلى أنّ المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، اعتبر أن الوقت الحالي يُمثّل فرصة للنظام السوري لإظهار "احترام سلامة العائدين وقدرتهم على العودة إلى ديارهم أو إلى أي مكان يحتاجون إلى الذهاب إليه".
أمّا مستشارة الاتصالات في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، رولا أمين، فقالت: إن السوريين العائدين من لبنان إلى سوريا يواجهون مخاطر أمنية ومخاوف الاعتقال من قبل قوات النظام، إذ أكد العديد منهم تلقيهم بلاغاً بمراجعة الفروع الأمنية خلال عشرة أيام.