أفادت مصادر خاصة لـ موقع تلفزيون سوريا، يوم الجمعة، بأنّ حكومة إقليم شمال العراق (كردستان العراق) أغلقت كلّ المعابر التي تربطها بمناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) شمال شرقي سوريا.
وقالت المصادر إنّ المعابر التي أُغلقت هي: معبر "سيمالكا" (المخصّص لحركة نقل الركاب والحالات الإنسانية)، ومعبر "المحمودي" (المخصّص لتهريب النفط)، ومعبر "الوليد" (المخصّص لنقل البضائع).
وأبلغت حكومة "كردستان العراق" المنظمات العابرة للحدود والتي تعمل داخل الأراضي السورية بإخراج كامل موظفيها الأجانب من سوريا، حتى يوم الأحد المقبل، محذّرةً أنّ "مَن سيبقى لن يعود إلى الإقليم".
وبحسب المصادر فإنّ إغلاق المعابر جاء بعد رفض "الإدارة الذاتية العاملة في مناطق سيطرة قسد"، السماح لـ وفد من المجلس الوطني الكردي الدخول إلى إقليم كردستان العراق.
وقال مصدر مسؤول في حكومة "كردستان العراق" لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ إغلاق المعابر سيشمل منع عبور المدنيين والقوافل والبضائع التجارية، إضافةً إلى تعليق قسم العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين".
وأضاف أنّ "إقليم كردستان العراق أرسل قبل أيام دعوة إلى أحزاب من المجلس الوطني الكردي، وأحزاب سريانية، وشخصيات ثقافية للمشاركة في افتتاح (متحف بارزاني الوطني) في الإقليم".
ووصل وفد من المنظمة الآثورية الديمقراطية - أحد مكونات الائتلاف الوطني السوري المعارض - من القامشلي إلى محافظة دهوك شمالي العراق، وذلك للمشاركة في افتتاح المتحف، في حين لم يُسمح لمسؤولي "الوطني الكردي" بالعبور.
وساطة أميركية
تدخل وفد من الخارجية الأميركية في شمال شرقي سوريا للضغط على "قسد" من أجل السماح لـ وفد المجلس الوطني الكردي بالعبور، تجنباً للتصعيد بين "الإدارة الذاتية" وحكومة إقليم كردستان العراق.
وأشار المصدر إلى أنّ الإقليم حذّر "قسد"، قبل أيام، من مغبة عدم السماح للوفد بالمرور وأعلم الأميركيين بأنه سيترتب على قرار المنع تداعيات على وضع المعابر، خاصةً (فيش خابور/ سيمالكا).
وضغطت واشنطن على "قسد" حتى ساعات متأخرة من ليل الأربعاء – الخميس، قبل إعلام وفد المجلس الوطني الكردي بفشل المساعي الأميركية وتشبّث "قسد" بقرار منع عبوره إلى الإقليم.
وطالبت "شبكة رصد سوريا لـ حقوق الإنسان" التحالف الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه انتهاكات "الإدارة الذاتية" التي تهاجم المعابر الحدودية وتستخدمها لأغراض سياسية.
مهلة أسبوع للعالقين بين طرفي الحدود
اتخذت سلطات إقليم كردستان العراق، صباح يوم الخميس، قرار إغلاق المعبر بشكل كامل ردّاً على "قسد"، وسمحت قبل أسبوع، بعبور موظفي المنظمات الدولية وأصحاب الإقامات العراقية والأجنبية عبر طرفي الحدود.
وبحسب مصادر لـ موقع تلفزيون سوريا، خصَص إقليم كردستان العراق، أيام (السبت والإثنين والأربعاء) خلال الأسبوع المقبل لعبور العالقين على طرفي الحدود، قبل إغلاق معبر "سيمالكا" بشكل كامل.
ويوجد آلاف الأشخاص في مناطق "الإدارة الذاتية" شمال شرقي سوريا، من أصحاب الإقامات العراقية والمغتربين القادمين عبر إقليم كردستان العراق، إلى جانب موظفي المنظمات الدولية ممن ينتقلون بشكل دوري بين سوريا والعراق.
كذلك يتعالج الكثير من المرضى السوريين في إقليم كردستان العراق، لـ عدم قدرتهم الوصول إلى مناطق سيطرة النظام السوري، خاصة مَن يعانون من الأمراض المزمنة والسرطان.
يشار إلى أنّه سبق لـ حكومة إقليم كردستان العراق أن أغلقت معبر "سيلكا" أكثر من مرة آخرها، في 15 كانون الأوّل 2021، بعد أن نفّذت مجموعة تابعة لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي - PYD" هجوماً على المعبر والاعتداء على موظفيه، قبل أن تعيد فتحه بعد أكثر من شهر، بجهود ووساطة أميركية.
ويستمر "الاتحاد الديمقراطي" في مهاجمة الأحزاب والكيانات السياسية والإعلامية في محافظة الحسكة وعموم مناطق سيطرة "قسد" في شمال شرقي سوريا، ويعتبر بمنزلة الحزب الحاكم في "الإدارة الذاتية"، حيث يشغل قياديوه وأعضاؤه أهم المناصب في مؤسسات "الإدارة" المدنية والأمنية والعسكرية.