اصطدم شبان درعا "المتخلفون" عن أداء الخدمة الإلزامية في صفوف قوات الأسد، خلال محاولة الحصول على "تأجيل سحب" من شعب التجنيد، بانتشار المحسوبيات والرشاوى التي يُجبر على الخوض بها من أراد إتمام معاملته، من دون تكبد عناء الانتظار لساعات، وفي بعض الحالات لأيام.
يأتي ذلك بعد أيام من تعميم نُشر عبر مكبرات المساجد في جميع مدن وبلدات درعا، يقضي بمنح تأجيل لمدة عام للمتخلفين عن الخدمة الإلزامية، بغض النظر عن أسباب تخلفهم.
وقال محمد، وهو متخلف عن "الخدمة" منذ عامين، إنه عند سماعه التعميم توجّه إلى شعبة التجنيد مصطحباً معه "دفتر خدمة العلم"، وبطاقته الشخصية، ليتفاجأ بطابور يحوي مئات الشبان بانتظار دورهم.
وذكر أن أحد العناصر التابعين للشعبة كان يطلب مبالغ مالية تتراوح بين 20 و30 ألف ليرة لتجاوز الطابور وتسريع المعاملة، مضيفاً: "كنت مضطراً إلى دفع الرشوى لأن شعبة التجنيد بعيدة عن بلدتي، ولا توجد مواصلات، وإذا لم أدفع، فربما لن أتمكن من التأجيل في اليوم ذاته، ولربما اضطر إلى العودة مرات ومرات".
وأشار محمد إلى أنه دفع مبلغ 25 ألف ليرة سورية للعنصر المذكور، ليقوم الأخير بإتمام معاملته خلال أقل من ساعة.
من جانبه، تحدث يوسف، وهو أحد المتخلفين وينحدر من الكرك الشرقي، عن حالة تكاد تكون مماثلة لتلك التي عاشها محمد، إلّا أن المبلغ المطلوب لتجاوز الدور كان 15 ألفاً، بدلاً من 25.
وأشار يوسف إلى أن العنصر الذي حصل على المبلغ، تسلّم "دفتر الخدمة"، وطلب منه مراجعة الشعبة قبل انتهاء الدوام لتسلمه، "وهذا ما حدث فعلاً، إذ حصلت على تأجيل لمدة عام كامل".
وسبق أن تحدث عضو "مجلس الشعب"، أحمد نايف سويدان، عن قرب صدور قرار عن وزير الدفاع في حكومة النظام، يسمح بمنح تأجيل لمدة عام "للمتخلفين"، بدءاً من 5 نيسان، بغض النظر عن سنوات التخلف السابقة.