ملخص
- ربع الأراضي اللبنانية تخضع لأوامر إخلاء إسرائيلية، والأزمة الإنسانية تتفاقم بسرعة.
- مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة لبحث الأوضاع في لبنان وسط تعثر مقترح الهدنة لمدة 21 يوماً.
- الأمم المتحدة تدعو لتنفيذ القرار 1701، وتؤكد أهمية خارطة طريق واقعية للتنفيذ.
- القصف المتبادل مستمر بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله"، مع توغلات برية في جنوبي لبنان.
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وإصابة جندي، واستهداف مواقع وشخصيات بارزة في "حزب الله".
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن ربع الأراضي اللبنانية تلقت أوامر إسرائيلية بإخلائها، مضيفاً أن "الأزمة الإنسانية في لبنان تتدهور بمعدل ينذر بالخطر".
وذكر "أوتشا" أن الغارات الجوية الإسرائيلية "لم تتكثف فحسب، بل توسعت أيضاً إلى مناطق لم تكن متأثرة سابقاً، واستهدفت بشكل متزايد البنية التحتية المدنية الحيوية".
وأشار إلى أن أوامر الإخلاء الصادرة لأكثر من 100 قرية وحي حضري في جنوبي لبنان "ما تزال تجبر الناس على الفرار، وأصبح ربع الأراضي اللبنانية يخضع الآن لأوامر التهجير العسكرية الإسرائيلية".
وأكد المكتب الأممي أن "القطاع الصحي في لبنان يتعرض لضغوط هائلة من الهجمات المتواصلة على مرافق الرعاية الصحية والعاملين فيها، كما يواجه قطاع التعليم في لبنان تحديات هائلة، حيث يتم حالياً إعادة توظيف غالبية المدارس العامة كملاجئ جماعية".
ووفق بيانات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فإنه منذ بداية التصعيد في لبنان في 23 من أيلول الماضي، قتل 2083 شخصاً وجرح 9869 آخرون، في حين اضطر أكثر من 608 آلاف شخص للنزوح داخلياً، وأكثر من 180 ألف شخص يبحثون عن ملجأ، بما في ذلك 350 ألف طفل.
مجلس الأمن ينعقد لبحث التطورات
ويعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الخميس، جلسة طارئة لبحث تطورات الأوضاع في لبنان، في جلسة هي الثالثة التي يعقدها المجلس بناء على طلب فرنسي، إلا أن الجلستين الماضيتين لم يصدر عنهما أي قرار.
وتأتي جلسة مجلس الأمن بعد مشاورات دورية عقدتها الدول الأعضاء، وجرى فيها تقديم تقرير حول آخر تطورات الوضع في لبنان، وبحث مقترح الهدنة الذي تقدمت به فرنسا والولايات المتحدة، الشهر الماضي، وينص على وقف إطلاق النار 21 يوماً، إلا أنه سرعان ما تعثر بعد بدء قصف إسرائيل للضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل الأمين العام لـ "حزب الله"، حسن نصر الله.
وتعول الحكومة اللبنانية على الاتصالات الدولية والدبلوماسية للوصول إلى وقف لإطلاق النار، لا سيما أن الحكومة أعلنت استعدادها الالتزام بقرار مجلس الأمن 1701 وإرسال الجيش إلى جنوبي البلاد.
وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من خطورة الأوضاع في لبنان، ورحب بقرار مجلس الوزراء اللبناني بزيادة عدد القوات المسلحة اللبنانية لتعزيز سيطرتها على كل الأراضي اللبنانية.
الهدنة "ما زالت مطروحة على الطاولة"
في سياق ذلك، قالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، إن دعوة الولايات المتحدة وفرنسا لهدنة مدتها 21 يوماً بين "حزب الله" وإسرائيل "ما زالت مطروحة على الطاولة"، وذلك في مسعى لإيجاد طريقة لتطبيق قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي انتهكه الجانبان لسنوات.
وفي تصريحات صحفية، أكدت هينيس-بلاسخارت على الحاجة إلى "خارطة طريق واقعية لتنفيذ القرار 1701 من الجانبين، تشمل آليات واضحة للتطبيق والإنفاذ"، مشيرة إلى أنه "في نهاية المطاف، عدم تنفيذ القرار 1701 على مدى السنوات الثمانية عشرة الماضية هو الذي أدى إلى الواقع القاسي اليوم".
وشددت المسؤولة الأممية على أن "المناشدات والدعوات الكثيرة لوقف إطلاق النار واضحة تماماً، ونحن بحاجة إلى فرصة لإنجاح الجهود الدبلوماسية".
وتستند مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إلى تفويض بموجب قرار مجلس الأمن 1701 الصادر في 2006، لمساعدة الجيش اللبناني في الحفاظ على حدوده الجنوبية مع إسرائيل خالية من الأسلحة أو المسلحين باستثناء التابعين للدولة اللبنانية.
ومن المفترض أن أي تعديلات على القرار يتعين أن يجريها مجلس الأمن المكون من 15 عضواً، وأن تحظى بموافقة من الطرفين.
مقتل ضابط إسرائيلي وعمليات "حزب الله" تتواصل
على الجانب الميداني، يتواصل القصف المتبادل بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله"، مع استمرار عملية التوغّل البري جنوبي لبنان.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ضابط برتبة رائد وإصابة جندي احتياط في جنوبي لبنان، مؤكداً أنه "سيواصل مهاجمة حزب الله بقوة دون أن يسمح له بالاستراحة والتعافي".
كما أعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو نفذ، ليلة أمس الأربعاء، غارات دقيقة استهدفت مخازن ووسائل قتالية لـ"حزب الله" في بيروت وجنوبي لبنان.
وذكر أنه استهدف قائد وحدة الصواريخ المضادة للدبابات في ميس الجبل في "حزب الله"، محمد علي حمدان، بالإضافة إلى المسؤول عن هجمات صاروخية باتجاه الشمال، أحمد الحاج علي.
وقال الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو اغتال قائد منطقة حولا في "حزب الله"، الذي كان مسؤولاً عن إطلاق صواريخ على كريات شمونة.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه رصد إطلاق 40 صاروخاً من لبنان باتجاه الجليل الأعلى وتم اعتراض بعضها، موضحاً أنه تم تسجيل 1645 إصابة مباشرة في الأبنية بفعل صواريخ "حزب الله" في الخط الأمامي للمستوطنات الشمالية عند الحدود مع لبنان.