ملخص:
- "هيومن رايتس ووتش" تحذر من استمرار تجنيد الأطفال شمال شرقي سوريا من قبل "الشبيبة الثورية"، المرتبطة بـ"قسد".
- التجنيد يشمل أطفالاً في عمر 12 سنة، ما يحرمهم من طفولتهم ويعرضهم لصدمات جسدية ونفسية طويلة الأمد.
- الحركة تمنع العائلات من التواصل مع أبنائهم وتصد محاولات العثور عليهم بعد التجنيد.
- يُعتبر تجنيد الأطفال انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني وجريمة حرب بموجب "نظام روما الأساسي".
- دعت المنظمة "قسد" إلى اتخاذ إجراءات فورية وحازمة لمنع استغلال الأطفال وحمايتهم من التجنيد.
حذرت منظمة "حقوق الإنسان" الدولية (هيومن رايتس ووتش)، من استمرار تجنيد الأطفال شمال شرقي سوريا من قبل "الشبيبة الثورية"، المرتبطة بـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مشيرة إلى أن الأخيرة توفر الحماية لجماعات كردية تقوم بحملات التجنيد وقمع أهالي الأطفال الرافضين لاقتلاع أبنائهم من طفولتهم ومدارسهم.
وقالت "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الجمعة، إن مجموعة شبيبة كردية في شمال شرقي سوريا، تربطها صِلات بسلطات الأمر الواقع، تُجنّد الأطفال ليلتحقوا بعد ذلك بمجموعات مسلحة.
وحذرت من تبعات التجنيد على حياة الأطفال لأنه يحرمهم من طفولتهم ويُعرضهم للعنف الشديد وقد يؤدي إلى صدمات جسدية ونفسية طويلة الأمد.
وأضافت، أن "حركة الشبيبة الثورية في سوريا" تجنّد فتيات وفتيانا في سن الـ 12، وتقتلعهم من مدارسهم وعائلاتهم، وتمنع ذويهم من الاتصال بهم، وصدّت جميع محاولات عائلاتهم الحثيثة لإيجادهم.
الشبيبة الثورية ذراع "قسد" لتجنيد الأطفال
وفقاً للتقرير، الذي نشرته "رايتش ووتش"، فإن الشبيبة الثورية تنخرط في عملية التلقين الأيديولوجي للأطفال، نيابة عن المجموعات المسلحة، علنا ومن دون أي عقاب.
يذكر أن "حركة الشبيبة الثورية" تنظيم مرتبط بشكل مباشر مع حزب العمال الكردستاني، ومتورط في عمليات تجنيد الأطفال في صفوف الحزب وأذرعه العسكريّة من خلال معسكرات وفعّاليّات تدريبيّة عسكريّة وأيديولوجيّة.
كما أنّ التنظيم متهم بانتهاكات عدّة لحقوق الإنسان متمثّلة في قمع ومواجهة المظاهرات والناشطين المناهضين للإدارة الذاتيّة، والاعتداء المتكرّر على مكاتب وأعضاء "المجلس الوطني الكردي" والفعّاليّات التي ينظّمها داخل مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
وأشار تقرير "رايتس ووتش" إلى أن "حركة الشبيبة الثورية" ليست مجموعة مسلحة، إلا أنها بحسب الافتراض منخرطة بشدة في الهياكل السياسية والعسكرية لـ"الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" بقيادة الأكراد، وجناحها العسكري أي "قسد" التي يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة، ويُفترض أن دورها الأساسي هو التلقين الأيديولوجي للأطفال.
وطالب نائب مديرة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا في "رايتس ووتش"، آدم كوغل، "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) الالتزام بتعهداتها حيال منع تجنيد الأطفال.
وقال كوغل، يتعين على قسد أن تتخذ إجراءات فورية وحازمة لضمان التزام جميع المجموعات العاملة في مناطق سيطرتها بسياسات صارمة لعدم تجنيد الأطفال، وحماية جميع الأطفال من الاستغلال.
وأشار التقرير إلى منظمات حقوقية سورية مستقلة وثقت حالات قامت فيها الحركة بنقل الأطفال، لا سيما الفتيات، إلى مجموعات مسلحة تابعة لـ قسد، رغم تعهد هذه الأخيرة بإنهاء تجنيد الأطفال.
ويعد تجنيد الأطفال في المجموعات أو القوات المسلحة انتهاكا للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر تجنيد الأطفال دون سن الـ 15 واستخدامهم في النزاعات.
ويعد تجنيد أو استخدام الأطفال على هذا النحو "جريمة حرب" بموجب "نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية". علاوة على ذلك، فإن "البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في المنازعات المسلحة" يمنع المجموعات المسلحة غير التابعة للدولة من تجنيد الأطفال دون الـ 18، مهما كانت الظروف.