icon
التغطية الحية

رئيس بيلاروسيا يكشف تفاصيل الوساطة لإنهاء تمرد "فاغنر"

2023.06.28 | 17:41 دمشق

آخر تحديث: 28.06.2023 | 19:28 دمشق

رئيس بيلاروسيا يكشف تفاصيل الوساطة لإنهاء تمرد "فاغنر"
قائد مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية، الرئيس البيلاروسي إلكسندر لوكاشينكو (تعديل: تلفزيون سوريا)
تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

 كشف رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو عن الرسالة التهديدية التي أوصلها إلى زعيم مجموعة " فاغنر" العسكرية التي نفذت تمردا قصير المدى في روسيا، يفغيني بريغوجين مفادها "سيتم سحقك مثل الحشرة" وأن الكرملين لن يرضخ لمطالبه بإقالة وزير الدفاع.

ونقلت وكالة الأنباء البيلاروسية الرسمية "Belta"، عن لوكاشينكو تفاصيل المكالمة الهاتفية "المثيرة" التي أجراها مع بريغوجين، السبت الماضي، مستعرضاً إنجازاته في إنقاذ روسيا من الفوضى.

وأشار الرئيس البيلاروسي إلى أن فلاديمير بوتين كان غاضباً من أن زعيم "فاغنر" وطباخه السابق (بريغوجين) لا يرد على اتصالاته خلال تنفيذه تمرداً عسكرياً شل روسيا يوماً كاملاً وكاد أن يدخل البلاد في "حرب أهلية".

قال لوكاشينكو، إنه أخبر بريغوجين أنه سيتم "سحقه مثل الحشرة" إذا حاول مهاجمة موسكو، وحذر من أن الكرملين لن يستجيب مطلقاً لمطلبه بإقالة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ورئيس الأركان العامة الجنرال فاليري جيراسيموف.

وكانت وكالة أنباء "Belta" أعلنت، أمس الثلاثاء، نقلا عن لوكاشينكو، أن بريغوجين وصل إلى بيلاروسيا بموجب اتفاق أنهى تمرداً قصير الأمد ضد الجيش الروسي، بعد حصوله على ضمانات أمنية.

ويأتي نفي بريغوجين (62 عاماً) كجزء من صفقة أنهت التمرد المسلح في روسيا، السبت الماضي، عبر دخول قواته مدينة روستوف قبل التوجه إلى مدينتي فورونيج وليبيتسك.

لكنه أعلن مساء اليوم ذاته سحب مقاتليه إلى معسكراتهم "تجنبا لسفك الدماء الروسية" بناء على وساطة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو حليف بوتين وصديقه.

وبموجب الصفقة يتم كف البحث عن بريغوجين بعد نفيه إلى مينسك، وعودة مقاتليه إلى معسكراتهم بضمان من الرئيس فلاديمير بوتين، ووزارة الدفاع الروسية.

وقال بريغوجين إن هدفه كان الإطاحة بشويغو وغيره من القادة العسكريين، وليس القيام بانقلاب ضد بوتين.

وأمس الثلاثاء، أسقط جهاز الأمن الفيدرالي الروسي التهم الموجهة إلى عناصر "فاغنر" المشاركين في التمرد كجزء من الصفقة.

وقال لوكاشينكو إن بريغوجين وبعض قواته مرحب بهم للبقاء في بيلاروسيا "لبعض الوقت" على نفقتهم الخاصة.

ماذا دار بين لوكاشينكو وبريغوجين؟

قال لوكاشينكو إن بريغوجين كان مصمما على التقدم نحو موسكو للاحتجاج على مقتل عدد كبير من عناصر مجموعته في قصف استهدف مواقع خلفية لهم في أوكرانيا، وتوعد بالانتقام، لكنه سرعان ما غير رأيه بمجرد أن أبلغه المفاوض أنه سيواجه نتائج خطيرة.

وأضاف الرئيس البيلاروسي، لفترة طويلة كنت أحاول إقناعه وقلت له "كما تعلم، يمكنك أن تفعل ما تريد.. لكن لا تشعر بالإهانة من قبلي فقواتنا جاهزة للانتقال إلى موسكو".

أخبر لوكاشينكو بريغوجين أنه حتى لو اعتبر التمرد احتجاجاً، فإن نتائج الهجوم قد تكون كارثية ليس فقط على موسكو، ولكن على الدول المجاورة أيضاً.

وأضاف، هذا الوضع لا يعني روسيا وحدها، فالفوضى ستنتشر، لا سمح الله، في جميع أرجاء روسيا ولذلك عواقب وخيمة.

وأشار الرئيس البيلاروسي إلى أنه تحدث مع بوتين عبر الهاتف في الساعة 10 صباحاً وفق التوقيت المحلي يوم السبت بعد دخول قوات "فاغنر" مدينة روستوف الروسية استعداداً للتقدم نحو العاصمة.

وقال لوكاشينكو، اقترحت على بوتين ألا يستعجل وطلبت أن يدعني أتحدث مع بريغوجين وقيادات "فاغنر"، مشيراً إلى أن الأخير لم يكن يرد على مكالمات بوتين.

وأضاف لوكاشينكو أنه في غضون ساعة من مكالمته الأولى مع بوتين، تمكن من التواصل مع بريغوجين، الذي استجاب على الفور وبدا سعيداً لفرصة التفاوض.

ولكن في نفس الوقت، قال لوكاشينكو، إن المكالمة الهاتفية كانت في البداية نارية، حيث قضى قائد "فاغنر" النصف ساعة الأولى في إطلاق الوعيد والتهديد عبر الهاتف.

هل انتهت الأزمة؟

قبل يوم من مغادرته روسيا قال بريغوجين، الإثنين الماضي، إن قواته لا تزال موالية له على الرغم من اعترافه بأن نحو 1 أو 2 في المئة منهم قد قبلوا بعرض الكرملين للانضمام إلى وزارة الدفاع.

وكان بوتين قدم عرضاً يتيح لعناصر "فاغنر" حرية الاختيار بين الانضمام إلى الحكومة الروسية أو إلقاء أسلحتهم والعودة إلى بيوتهم.

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الاستعدادات جارية لتسليم قوات "فاغنر"، التي يبلغ عددها 25 ألفاً وفقاً لبريغوجين، أسلحتها الثقيلة إلى الجيش الروسي.

إلى ذلك، يشير خبراء العلاقات الدولية إلى أن الخلاف بين بوتين وبريغوجين من المحتمل أن يكون غير قابل للإصلاح، وأن توفير بيلاروسيا ملاذاً آمناً من الواضح أنه قد يكون فخاً لبريغوجين وأنصاره.