ملخص:
- الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو يرفض وقف تدفق المهاجرين غير النظاميين إلى الاتحاد الأوروبي عبر بيلاروسيا.
- لوكاشينكو يعتبر العقوبات الأوروبية المفروضة على بلاده سببا لعدم تعاونه في وقف تدفق المهاجرين.
- بولندا تضغط على الصين للحد من تدفق المهاجرين باستخدام مسار تجاري رئيسي يمر عبر بيلاروسيا.
أعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أنه لن يوقف تدفق المهاجرين غير النظاميين عبر الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، في رد فعل على العقوبات الأوروبية المفروضة على بلاده.
وفي تطور مفاجئ، أُقحمت الصين ورئيسها شي جين بينغ في الجدل الأوروبي حول الحدود والهجرة، حيث بدأت بولندا تستغل مسارا تجاريا رئيسيا بين الصين وأوروبا عبر بيلاروسيا للضغط على مينسك.
وأكد لوكاشينكو في مقابلة مع التلفزيون الروسي يوم الاثنين أن بيلاروسيا ليس لديها نية لوقف مرور المهاجرين القادمين من مناطق الأزمات عبر أراضيها كطريق عبور إلى الاتحاد الأوروبي.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ" عن لوكاشينكو قوله: "تضعون حبل المشنقة حول عنقي على شكل عقوبات، ثم تطالبونني بحماية الاتحاد الأوروبي من تدفق هؤلاء المهاجرين؟ هذا لن يحدث".
واتهم مسؤولون في الاتحاد الأوروبي، خاصة في بولندا، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحليفه لوكاشينكو بتسهيل حركة المهاجرين غير النظاميين إلى الاتحاد الأوروبي منذ عام 2021، من خلال توفير تأشيرات ومساعدات نقل لهم. وتشمل المسار الرئيسي للهجرة الانتقال من بيلاروسيا إلى الحدود البولندية.
ووصفت بروكسل استخدام بيلاروسيا للمهاجرين كـ"سلاح سياسي" للضغط على التكتل الأوروبي ردا على العقوبات المفروضة على مينسك، وفقا لما أورده موقع "infomigrants" المهتم بشؤون المهاجرين.
بولندا تضغط على الصين للحد من تصرفات لوكاشينكو باستخدام مسار تجاري رئيسي
في حزيران الماضي، أثار الرئيس البولندي أندجيه دودا قضية الهجرة غير النظامية عند الحدود البيلاروسية-البولندية خلال اجتماع مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، وفقا لما أفاد به موقع "تاغس شبيغل" الألماني فإن دودا دعا شي إلى استخدام نفوذه على لوكاشينكو، محذرا من أن بولندا قد تضطر إلى إغلاق حدودها مع بيلاروسيا بالكامل.
منذ ذلك الحين، أفاد لوكاش فوديجا، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في معهد المشاريع البولندية (WEI)، بأن عدد المهاجرين غير النظاميين القادمين إلى بولندا من بيلاروسيا "انخفض بشكل ملحوظ".
وأشار إلى أن هذا التراجع يُعزى بشكل كبير إلى اعتماد الصين على مسار تجاري مفتوح عبر بيلاروسيا لنقل البضائع إلى الاتحاد الأوروبي إذ يُعد النقل بالسكك الحديدية هو الخيار الأسرع، حيث تستغرق الشحنات نحو 26 يوما، بحسب موقع "infomigrants" المهتم بشؤون المهاجرين.
محاولات عبور متواصلة
وعززت بولندا معظم حدودها مع بيلاروسيا بسياج يبلغ ارتفاعه 5.5 أمتار ومزودا بأنظمة مراقبة إلكترونية. ومع ذلك، تستمر محاولات عبور الحدود بشكل يومي، حيث أفاد حرس الحدود البولندي بحدوث 201 حادثة عبور غير نظامية خلال ثلاثة أيام فقط هذا الأسبوع.
وفي الوقت نفسه، سجلت الشرطة الفيدرالية الألمانية 3,117 حالة دخول غير نظامية عبر المسار البيلاروسي في النصف الأول من العام، وفقًا لوكالة الأنباء الألمانية. وفي عام 2022، بلغ إجمالي عدد الأشخاص الذين دخلوا عبر هذا المسار 11,932 شخصا.
ونتيجة لهجمات الصواريخ التي شنها المتمردون الحوثيون في اليمن، أصبح مسار قناة السويس أقل ملاءمة للشحن، مما أجبر السفن التجارية على اختيار الرحلة الأطول والأكثر كلفة حول الطرف الجنوبي من إفريقيا، والتي تستغرق نحو 41 يومًا.
وبالإضافة إلى ذلك، تم حظر المسار البري عبر أوكرانيا بسبب الحرب المستمرة مع روسيا. ونتيجة لذلك، أصبح النقل بالسكك الحديدية للبضائع الصينية عبر روسيا وبيلاروسيا مصدرا حيويا للدخل لكلا البلدين، بحسب فوديجا.