icon
التغطية الحية

رئيس بلدية "خلوراكا" القبرصية يطالب بترحيل طالبي لجوء سوريين من المدينة

2022.02.09 | 17:43 دمشق

cyprusmail.jpeg
نظّم سكان المدينة تظاهرتين للمطالبة برحيل المهاجرين - CyprusMail
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

ندد رئيس بلدية خلوراكا القبرصية، الواقعة في منطقة منطقة بافوس، بوجود مئات اللاجئين السوريين في مدينته، مطالباً برحيلهم عنها.

وقال رئيس البلدية، نيكولاس لياسيدس، إنه "لدينا مشكلة ديموغرافية، يتطلب حلها توزيع هؤلاء المهاجرين على أنحاء الجزيرة"، واصفاً وجودهم الكثيف في المدينة بـ "الغيتو"، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

ووفق الوكالة، فإن مدينة خلوراكا، الواقعة غربي الجزيرة المتوسطية والبالغ عدد سكانها سبعة آلاف نسمة، ارتفع عدد المهاجرين فيها، وغالبيتهم من السوريين، من 800 إلى 1700 مهاجر، خلال ثلاث سنوات، وباتوا يشكلون ما يقارب ربع سكانها.

وشهدت قبرص، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي، تدفق أعداد كبيرة من طالبي اللجوء في السنوات الأخيرة، غالبيتهم من السوريين، وأصدرت وزارة الداخلية القبرصية، في كانون الأول من العام 2020، قراراً يمنع استقرار المهاجرين الجدد في مدينة خلوراكا.

وتقول سلطات قبرص اليونانية إنه "نسبة إلى عدد السكان، سجّلت قبرص العدد الأكبر من طالبي اللجوء إلى أوروبا"، متهمة تركيا باستخدام المهاجرين أداة للضغط من خلال إتاحة انتقالهم من الشطر الشمالي إلى الجنوبي.

البلدية تريد طرد المهاجرين

ويقيم طالبو اللجوء في مدينة خلوراكا في شقق مستأجرة في مجمع "آيوس نيكولاوس" السياحي، الذي يضم 250 شقة في ضواحي المدينة، والذي كان يستقطب في الماضي السياح، لكنه حالياً وبسبب جائحة "كورونا" بات يستقطب "المهاجرين"، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

ويحمّل رئيس البلدية مالك المجمّع المسؤولية عن اختيار هذا العدد الكبير من طالب اللجوء للإقامة في خلوراكا، علماً أن المجتمع يضم نحو 700 مهاجر يقيمون في شقق إيجاراتها ضمن متناولهم، مؤكداً على أن وجود طالبي اللجوء في المجمّع "غيتو، ونحن نريد تفكيكه".

وفي كانون الثاني الماضي، قطعت سلطات المدينة المياه عن المجمّع على خلفية نزاع مالي على صلة بفواتير غير مسددة.

ونقلت الوكالة عن مالك المجمع، نيوفيتو بارانيتيس، قوله إن ما تفعله البلدية هو "مجرّد ذرائع، يريدون طرد المهاجرين. هذا عار"، مشيراً إلى أنه لجأ إلى القضاء لحل هذه القضية.

 

257adcd73cd4199c25af20be908ffd24dce2d13e.jpg
شبان سوريون في مجمع آيوس نيكولاوس السكني في مدينة خلوراكا - AFP

 

سكان المدينة يتظاهرون ضد المهاجرين

وتفاقمت التوترات في مدينة خلوراكا، الشهر الماضي، بعد وقوع مشادتين بين مهاجرين، بعضهم يقيمون في مجمع "آيوس نيكولاوس"، وفق ميخاليس نيكولاو المتحدث باسم شرطة مقاطعة بافوس التي تقع مدينة خلوراكا ضمن نطاقها.

ويوضح المتحدث باسم الشرطة أنه "خلال شهر واحد اعتقلنا أكثر من ثمانين شخصاً، كانوا يقيمون بصورة غير شرعية في خلوراكا"، فيما نظّم سكان المدينة، منذ منتصف كانون الثاني الماضي تظاهرتين للمطالبة برحيل المهاجرين غير النظاميين.

ونقلت الوكالة عن مالك أحد مقاهي المدينة، طلب عدم كشف هويته خوفاً من التعرّض لمشكلات، قوله إن "السكان بغالبيتهم يخشون الاقتراب من المجمّع، فعدد المهاجرين أصبح كبيرا جداً".

فيما شدد مالك أحد متاجر الحيوانات الأليفة في المدينة على أن وجود المهاجرين في المدينة لم يؤثر عليه.

لا أحد يؤجر السوريين

من جهة أخرى، يقول طالبو اللجوء القاطنون في المجمّع السياحي إنهم يخشون ألا يجدوا مكاناً آخر يبيتون فيه إذا ما تم إخراجهم من المجمّع.

وقال السوري محمد رمضان دياب، 37 عاماً وأب لستة أطفال ويقيم في المجمع منذ دخوله الأراضي القبرصية قبل عام، إن الشرطة أوقفته قبل بضعة أسابيع في المجمّع، وهو بانتظار أن تستدعيه المحكمة، مشيراً إلى أنه "أبحث عن مسكن في مكان آخر، لكن لا أحد يؤجرني لأني سوري".

ويوضح السوري نايف الشيوخ، 32 عاماً وأب لثلاثة أطفال والمقيم في المجمّع منذ ثلاث سنوات إن "عناصر الشرطة يحضرون بانتظام للتدقيق في الهويات، ويطرقون أبوابنا بعنف"، مشيراً إلى أن أطفاله "يستيقظون بحالة صدمة"، متسائلاً "أين أذهب؟".

ويبلغ إيجار الشقة من ثلاث غرف في مجمّع "آيوس نيكولاوس" 350 يورو، ومن ضمن مبلغ الإيجار فواتير الكهرباء وخدمة الإنترنت.

وتسعى السلطات المحلية إلى نقل المهاجرين إلى مراكز في شرق الجزيرة، لكن منظمة "كيسا" غير الحكومية الناشطة في الدفاع عن حقوق المهاجرين تؤكد أن هذه المراكز تخطّت بالفعل قدراتها الاستيعابية.

ويؤكد مالك المجمّع أنه "على الحكومة أن تشكرنا لتوفيرنا مساكن للمهاجرين"، مضيفاً "يوماً ما قد نصبح نحن أيضاً مهاجرين، على غرار ما حصل في العام 1974".