دعا رئيس مجلس النواب الأردني، عبد الكريم الدغمي، إلى إعادة تفعيل عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، وحضور وفدها في القمة العربية المزمع عقدها في الجزائر في آذار من العام 2022.
وفي مؤتمر صحفي على هامش انعقاد جلسة للبرلمان العربي في عمان، قال الدغمي "نحن كبرلمان عربي علينا أن نضغط على حكوماتنا وأن نطلب من قادتنا إن شاء الله في مؤتمر القمة المقبل في الجزائر عودة سوريا إلى حاضنتها العربية، لتعود أيضاً ويشارك وفدها في البرلمان العربي كما كان سابقاً".
ووصف الدغمي سوريا بأنها "خاصرة الأمة وحاملة لواء إرثها"، مشيراً إلى أنه "آن الأوان لعودتها إلى حاضنتها العربية، ولا بدّ يوماً أن يشرق فجر الأمّة"، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأوضح المسؤول الأردني أنه "وجب علينا اليوم البناء على ما حققه الأشقاء في سوريا والعراق من انتصارات على عصابات الظلام، وأن نشدّ الخطى داعمين لوحدة شعبهم وسلامة أراضيهم وأمنهم واستقرارهم، رافضين كل أشكال التدخل في شؤونهم، حتى تنعم الأجيال بالأمن وتشرع النوافذ أمام مستقبل واعد يستحقه الشعبان العظيمان".
وتأتي تصريحات رئيس مجلس النواب الأردني بعد أقل من شهرين على اتصال هاتفي أجراه رئيس النظام، بشار الأسد، بالعاهل الأردني، عبد الله الثاني، لأول مرّة منذ العام 2011، في مؤشر وفق ما يراه محلّلون على بداية لانتهاء عزلة النظام الدبلوماسية مع محيطه العربي.
وأعادت السلطات الأردنية مؤخراً فتح مركز جابر نصيب الحدودي مع سوريا أمام المسافرين وحركة الشحن، بعد نحو شهرين من إغلاقه جراء تصعيد عسكري محدود في محافظة درعا.
وبعد القطيعة العربية، برزت خلال السنوات القليلة الماضية مؤشرات عدّة الى انفتاح عربي تجاه دمشق، وإن كان بطيئاً، بدأ مع إعادة فتح الإمارات سفارتها في العاصمة السورية في العام 2018، بعد سبع سنوات من القطيعة الدبلوماسية، ثم تأكيد وزير خارجيتها قبل أشهر أنّ "عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية في مصلحتها ومصلحة البلدان الأخرى في المنطقة".
وفي وقت سابق، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، ورئيس مركزها في تونس، محمد صالح بن عيسى، إن الجامعة "تساند بقوة عودة مقعد سوريا مرة أخرى في القمة العربية المقبلة التي ستعقد بالجزائر في آذار من العام 2022".
وأكد بن عيسى أن "الجامعة العربية بذلت جهوداً كبيرة لتسهيل عودة سوريا إلى العائلة العربية"، موضحاً أن عدداً من الدول العربية، وفي مقدمتها مصر والجزائر وتونس والعراق، تعمل على إعادة سوريا إلى الجامعة، بالرغم من وجود معارضة من قبل بعض الدول العربية الأخرى، من دون أن يسميها.
وكانت صحيفة "العربي الجديد" نقلت عن مصادر خاصة مصرية، تأكيدها أن اتصالات غير معلنة تجري حالياً بشأن مصير مقعد سوريا في الجامعة العربية، قبيل انعقاد القمة العربية المقررة بالجزائر في آذار المقبل.
وقالت المصادر إن "مصر تقود تيار عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية خلال القمة المقبلة"، مضيفة أن "القاهرة تتبنى حسم الملف، فإذا لم يتم التوصل لتمثيل نظام الأسد في القمة المقبلة، فعلى الأقل يكون هناك توافق بشأن حسم عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة من خلال طرح الملف على القمة التالية ليتم التصويت عليه".