شدد رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش، على أن لجوء السوريين إلى تركيا خلال السنوات الماضية، لم يكن خياراً بل ضرورة لإنقاذ حياتهم وحياة أطفالهم من البراميل المتفجرة.
جاء ذلك في جلسة ترأسها قورتولموش خلال الاجتماع العاشر لرؤساء البرلمانات في منصة التشاور والتنسيق غير الرسمية بين القارات "ميكتا"، في العاصمة المكسيكية مكسيكو.
وناقشت الجلسة "كيفية ضمان حقوق الإنسان عند مراعاة زيادة تدفقات الهجرة الدولية"، وتحدث فيها قورتولموش عن تحمل تركيا أعباء كبيرة بسبب المهاجرين والأزمات الإنسانية حول العالم.
كما أشار قورتولموش إلى تجربة تركيا مع اللاجئين السوريين الذين طرقوا أبوابها هرباً من القصف والعمليات العسكرية، وكيف حتمت الظروف استقبالهم ولجوءهم نحو الأراضي التركية.
وقال: "نتحدث عن أكثر من 3 ملايين سوري، كان الخيار الوحيد لهم بعد تدمير مدنهم وقراهم بالقنابل، وكانوا على وشك الموت، هو الهجرة إلى تركيا للبقاء على قيد الحياة".
حل مشكلة الهجرة يبدأ بإزالة أسبابها
تعتقد تركيا أن حل مشكلة الهجرة يكمن بإزالة أسبابها والقضاء على دوافعها، بما في ذلك الحروب والفقر والحرمان والاحتلالات والصراعات الداخلية وتغير المناخ، وغيرها.
وفي هذا السياق، قال قورتولموش: "أريد أن أكون واضحاً جداً، لا يمكن منع مشكلة الهجرة غير المنظمة بالتدابير العسكرية أو التدابير الأمنية، وإذا كان الأمر كذلك، فعلى سبيل المثال، في المكسيك، لم يكن ينبغي لأي شخص ينطلق للهجرة إلى الولايات المتحدة".
وأضاف: "وإذا كان بالإمكان منع الهجرة غير المنظمة بالتدابير العسكرية، لماذا تفقد عشرات السفن المهاجرة في البحر، لقد تجاوز عدد المهاجرين الذين لقوا حتفهم في البحر المتوسط حتى الآن 29 ألفاً".
كذلك أشار إلى هجرة الأفغان من بلادهم، بقوله: "نتحدث عن هجرة آلاف وعشرات الآلاف من الأشخاص من أفغانستان، ولكننا لا نتحدث عن كيفية ترك الشعب الأفغاني عاجزاً لعقود من الزمن بعد احتلاله أولاً من قبل الروس، ثم من قبل الأميركيين، لو لم يكن الشعب في تلك الحالة من اليأس، هل كان أحدهم سيخاطر بحياته للهجرة إلى بلدان أخرى؟".
واقترح قورتولموش إنشاء صندوق دولي للهجرة، وتقديم دعم مالي له بنسبة معينة من الناتج المحلي الإجمالي للبلدان وفقاً لمستويات الثروة الخاصة، ومن ثم تقديم نهج جديد في مسألة الهجرة.
ومضى بالقول: "إذا كنا نعتقد أننا بحاجة إلى نظام سياسي واقتصادي جديد في العالم، فإننا بحاجة أيضاً إلى مؤسسات جديدة ونهج جديد في مسألة الهجرة".