تعاني العاصمة دمشق من واقع كهربائي سيئ جداً منذ نحو أسبوع، حيث وصلت ساعات التقنين إلى أكثر من 7 ساعات قطع مقابل ساعة واحدة فقط وصل، بمعدل 3 - 4 ساعات كل 24 ساعة تقريباً، ما أثار سخط السكان وجعلهم يتذمرون ويطالبون بإقالة وزير الكهرباء عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ولم يخرج أي توضيح رسمي من وزارة الكهرباء التابعة للنظام التي اعتادت نشر أي توضيح عبر صفحتها على فيس بوك، لكن الصفحة ذاتها تعرضت لهجوم من المعلقين السوريين الذين انهالوا بالشتائم على الوزارة ومنهم من طالب برحيل الوزير غسان الزامل، بينما أعاد المعلقون انتشار خبر توجه وزيري الكهرباء والنفط إلى الأردن منذ أسبوع تقريباً، وربطوه بما يحصل حالياً من غياب للكهرباء بشكل غير مبرر.
سخط شعبي
وكتب أيهم قاسم معلقاً على صفحة الوزارة "ليش شو عندكم لتعطوه للأردن وتتعاملوا معهم، وزارة كهرباء فاشلة لأبعد حد، وزير كهرباء يطلق وعوداً بعدالة التقنين وهو عاجز عن تحقيقها، والسؤال المطروح هل تستحق 4 ساعات كهرباء وصل خلال 24 ساعة وزارة ووزير ومديرات ومناقصات وصيانة و....؟!".
بدوره، علّق أيمن الدين "منيح معناها ما عاد في كهرباء لأنه يلي بقي من الكهرباء رح ينباع للأردن هيك الظاهر"، وكتب محمد الإبراهيم "بعتوا الكهرباء للأردن لهيك زاد التقنين حلال عربكم. خمسة بواحد مين بيزيد".
ضرر اقتصادي
وعلى أرض الواقع، أغلقت العديد من الورش المهنية أبوابها، وتوقف عمال النجارة والحدادة والبلاط وغيرها من المهن عن العمل منذ أيام بسبب اعتمادهم بشكل رئيس على الكهرباء، وأصاب الأسواق شبه شلل نتيجة ارتفاع الأسعار بحجة شراء مازوت وبنزين من السوق السوداء للمولدات وخاصة أصحاب المحالّ الذين يعتمدون على البرادات في حفظ ما لديهم، ومنهم من اضطر لإغلاق المحل.
وقال أبو عمر وهو صاحب محل لبيع لحمة العجل النيء والمشوي لـ موقع تلفزيون سوريا إنه "مضطر لتشغيل المولدة طوال اليوم 24 ساعة لتبريد اللحوم بظل الحرارة المرتفعة وتشغيل التوربين الذي يسحب دخان الشواء، وهذا يعني خسارة بالتأكيد، وأنا الآن عاجز عن حل المشكلة التي أعيش فيها".
وتابع "إن توقفت البرادات عن العمل، يعني رمي اللحم في الشارع، وإن استمريت بشراء المازوت من السوق السوداء لتشغيل المولدة 24 ساعة سأضطر لرفع أسعاري الضعف"، وتابع "سأبيع ما لدي من لحم ولو بخسارة وأغلق المحل، حتى يعود الوضع إلى ما كان عليه".
بدوره، أكد نزار وهو صاحب محل محمصة وبوظة وشوكولا في الميدان، أن خسارته خلال 4 أيام تصل إلى نحو 650 ألف ليرة، وإن استمر الوضع على هذا النحو سيضطر للتوقف بشكل نهائي، وحال نزار كحال مئات المحالّ التي تبيع الأجبان والألبان وغيرها من منتجات تحتاج لتبريد وخاصة تحت حرارة الصيف.
رفض وتعتيم
ورفضت عدة مصادر في وزارة الكهرباء الرد على الاستفسارات لتوضيح ما يجري، بينما تؤكد بعض الأوساط التجارية أن سبب زيادة ساعات التقنين هو مد معرض بيلدكس للبناء في مدينة المعارض على طريق مطار دمشق الدولي بالكهرباء على حساب العاصمة دمشق لتتقاضى الوزارة ثمن الكهرباء بالقطع الأجنبي من المجموعة العربية للمعارض والمؤتمرات التي تنظمه.
وقد بدأ المعرض في 24 الشهر الجاري ويستمر حتى 28 منه، ويتزامن مع معرض المفروشات والديكور والتجهيزات المنزلية "لايف ستايل" ومعرض التدفئة والتكييف والمياه على أرض مدينة المعارض.
وفي 23 الشهر الجاري، بدأ وزيرا الكهرباء غسان الزامل والنفط والثروة المعدنية بسام طعمة، زيارة مدتها يومان إلى العاصمة الأردنية عمان، لبحث إمكانية إعادة وصل كل من شبكة الربط الكهربائي وخط الغاز العربي.
وأكد الزامل "أن الزيارة تمت تلبية لدعوة من قبل الأردن، حيث استعرضنا خلال الاجتماعين اللذين حضرهما مسؤولون في قطاع الطاقة من البلدين، وضع شبكة الربط الكهربائي بين سوريا والأردن ووضع البنية التحتية لخط الغاز العربي الواصل بين البلدين". ما دفع البعض لربط الزيارة ببيع الكهرباء السورية للأردن التي عانت من انقطاع كهرباء مفاجئ على مستوى المملكة مؤخراً.